- نتطلع لتعزيز الشراكة والتحالف الإستراتيجي على مختلف الأصعدة
- لدينا علاقات شراكة عميقة في مجالات متعددة منها الأمن والدفاع والتبادل الثقافي والتعليم والصحة
- لدينا حالياً ما يقارب 13 ألف طالب يتلقون التعليم في الجامعات الأميركية
- نسعى إلى غرس بذور ما سنجنيه خلال الـ 25 سنة القادمة
- استثمارات الصندوق السيادي للكويت بلغت في السوق الأميركية ما يقارب 305 مليارات دولار
أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أن تقارب وجهات النظر والرؤى مع واشنطن تجاه مختلف القضايا أمر يعزز مسيرة العلاقات المشتركة بين الجانبين.
وقال الخالد في كلمة خلال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة: إن «مساحات الاتفاق بيننا كبيرة جدا، فتقارب وجهات النظر والرؤى تجاه مختلف القضايا أمر يعزز مسيرة علاقتنا المشتركة»
.وأضاف الخالد خلال ترؤسه الجانب الكويتي في الحوار الاستراتيجي والذي يترأسه من الجانب الأميركي وزير الخارجية جون كيري «لذا وانطلاقا من واقع العلاقات المتميزة فإننا نتطلع لتعزيز الشراكة والتحالف الاستراتيجي على مختلف الأصعدة، وسنعمل كذلك على بناء جسور متينة ينساب من خلالها عملنا المشترك في المجالات كافة بما ينعكس إيجابا على بلدينا وشعبينا الصديقين».
وأوضح «لقد أثبتنا معا ما نستطيع أن ننجزه خلال الخمس والعشرين سنة الماضية ونهدف من خلال هذا الحوار إلى غرس بذور ما سنجنيه خلال الخمس والعشرين سنة القادمة».
وأعرب النائب الأول عن اعتزاز الكويت بكونها حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ عام 2004 الأمر الذي يعكس مجددا التزام واشنطن بأمن وسلامة واستقرار الكويت.
وأشار إلى أنه تم في بداية هذا العام تبادل رسالتين بين صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس الأميركي باراك أوباما بمناسبة مرور 55 عاما على استقلال الكويت و25 عاما على التحرير، موضحا أن الرسالتين تضمنتا رؤى القائدين لمسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها في المجالات كافة وعلى مختلف الصعد وأضحت بمنزلة خارطة طريق لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف «ومن هذا المنطلق نعقد أعمال دورتنا الأولى للحوار الاستراتيجي لنستكمل رسم مستقبل تعاوننا المشترك للخمس والعشرين سنة القادمة وأبعد من ذلك، واضعين لبنة أخرى في صرح العلاقات التاريخية والاستراتيجية المتميزة التي تجمعنا وبما يخدم مصالح شعبينا الصديقين».
وأشار الخالد إلى أنه «في الوقت الذي نذكر فيه وببالغ الاعتزاز أنه رسميا في عام 1961 بدأت العلاقات الديبلوماسية الكويتية - الأميركية إلا أن علاقة الكويتيين مع الشعب الأميركي تعود إلى قرابة قرن قبل ذلك»، مستعرضا بعضا من هذه المحطات التاريخية في قصة العلاقات الكويتية - الأميركية.
وشدد الخالد على أنه «من الصعب جدا اختصار العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين بلدينا في كلمات معدودة، لذا فإن الحديث عن مستوى العلاقات بين بلدينا مدعاة للفخر والاعتزاز، إذ لدينا علاقات شراكة عميقة في مجالات متعددة ومختلفة منها الأمن والدفاع والتبادل الثقافي والتعليم والصحة والاستثمار والطاقة والسياحة آخذة في النمو والتطور».
وأوضح أنه «على سبيل المثال لا الحصر فإن الولايات المتحدة تعد الوجهة الأولى والمفضلة لتعليم الطلبة والباحثين الكويتيين خارج أرض الكويت، ولدينا حاليا ما يقارب 13 ألف طالب يتلقون التعليم في الجامعات الأميركية بمختلف مستويات التعليم، حيث ننفق ما يزيد على مليار دولار بشكل سنوي لتمويل دراستهم، ونطمح إلى توفير التسهيلات من قبلكم لزيادة هذه الاعداد نظرا لثقتنا في جودة التعليم في الجامعات والمعاهد الأميركية، ونأمل كذلك بتوفير الفرص التدريبية لطلبتنا في سوق العمل الأميركية لاكتساب الخبرة وتوسيع مداركهم وتجربتهم».
وفيما يتعلق بالجانب الصحي أوضح الخالد «لدينا حاليا أكثر من ثلاثة آلاف مريض يتلقون العلاج والرعاية الصحية في المستشفيات الأميركية، حيث تنفق الدولة ما يزيد على مليار دولار سنويا لعلاج مواطنينا في المستشفيات الأميركية».
كما أشار إلى أن استثمارات الصندوق السيادي للدولة بلغت في السوق الأميركية ما يقارب 305 مليارات دولار في عدد من الشركات الكبيرة، وهو ما يمثل نسبة 54% من إجمالي استثمارات الصندوق.
وأوضح أن «استثماراتنا في السوق الأميركية شهدت زيادة بنسبة 700% خلال العشر سنوات الماضية وفي المقابل نتطلع إلى العمل معا لزيادة حجم الاستثمار الأميركي المباشر في الكويت».
وبالنسبة لحجم التعاون التجاري، أوضح الخالد أن مجمل التبادل التجاري خلال الخمسة أعوام الماضية بين البلدين بلغ ما يقارب 68 مليار دولار.
وقال إن الكويت تقوم في سياق العلاقات النفطية بتزويد العديد من شركات النفط الأميركية بالنفط الخام والذي بلغ عشرة ملايين طن متري في 2015 وكذلك المنتجات البترولية التي بلغت مئات الآلاف من الأطنان المترية، كما تعكف حاليا شركة إيكويت للبتروكيماويات على إنشاء مصنع لإنتاج مادة الإيثيلين غلاي كول في ولاية تكساس بطاقة إنتاجية قدرها 750 ألف طن متري سنويا، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في 21/2020 بما سيساهم في خلق فرص وظيفية جديدة في السوق الأميركية.
وفيما يتعلق بالجانب الأمني، قال الشيخ صباح الخالد: «لدينا العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك والتي تقوم الأجهزة الأمنية في كلا البلدين بالتنسيق المستمر لمعالجتها من خلال قنوات التواصل المباشر بين الجانبين لاسيما في مسائل محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات ومكافحة عمليات تمويل الإرهاب وأمن وحماية الحدود».
وأعرب عن الأمل في أن يتم تعزيز وتوسيع قاعدة التعاون بين الأجهزة الأمنية في البلدين كي تشمل قضايا أمنية أخرى يتفق عليها الجانبان بما يخدم المصلحة المشتركة في حماية الأمن ومكافحة الجريمة بأنواعها المختلفة.
وفي سياق العلاقات العسكرية، قال الخالد: «لدينا اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة في سبتمبر 1991 والتي انبثق منها عدد من اللجان بما فيها اللجنة العسكرية المشتركة والتي تلتقي بشكل مستمر ولدينا كذلك عدد من مذكرات التفاهم العسكرية في مجالات مختلفة وتستضيف الكويت على أراضيها القوات الأميركية منذ التحرير في عام 1991، حيث توجد في الكويت قوات تقدر بنحو 12 ألف جندي في قواعدنا ومعسكراتنا».
وأوضح أن المشتريات العسكرية منذ تحرير الكويت بلغت أكثر من 25 مليار دولار، «ونتفاوض حاليا على صفقات تصل قيمتها إلى 11 مليار دولار، أما الصفقات التي ستطرح خلال العشر سنوات القادمة فتصل قيمتها إلى عشرة مليارات».
وأضاف: «وفي هذا السياق نأمل أن يتم الانتهاء قريبا من أحدث صفقة عسكرية بيننا وهي صفقة طائرات اف 18 ونتطلع من خلال هذا الحوار إلى تعزيز علاقات التعاون الدفاعية بين البلدين بما يخدم المصلحة المشتركة في التزام الولايات المتحدة بأمن واستقرار الكويت ومنطقة الخليج العربي».
وأوضح: «وددت خلال كلمتي هذه أن أدلل على بعض الأرقام والإحصائيات كون لغة الأرقام تمثل الحقيقة للجميع علما بأن هذه الأرقام والإحصائيات إذا ما قرئت وفقا لإجمالي الناتج المحلي الكويتي ونسبة عدد السكان فإنها تمثل أرقاما كبيرة بالنسبة لنا».
وأعرب الخالد في الختام عن شكره لوزير الخارجية الأميركي جون كيري على حرصه على تدشين الحوار الاستراتيجي بين البلدين «وذلك على الرغم مما تشهده المنطقة من أحداث متسارعة أفضت إلى خلق وضع أقل ما يقال عنه بأنه حرج».
وأضاف: «كما أود من خلالكم أن أعبر عن تقديري لأعضاء وفدكم الموقر وكذلك السفارة الأميركية في الكويت على دورهم ومتابعتهم في التحضير لهذه الجولة ولا يفوتني هنا أن أوجه الشكر كذلك لأعضاء وفدنا من مختلف الجهات المشاركة، متمنيا للفرق العاملة التي ستجتمع كل التوفيق آملين بأن تخرج بنتائج ملموسة تفضي إلى ترسيخ العلاقات بين بلدينا الحليفين وتستكشف فضاءات أوسع لتعزيز شراكتنا على مدى العقود القادمة».
كما أعرب عن التطلع لعقد الجولة القادمة من الحوار السنة المقبلة في الكويت «كي نستكمل رسم اللوحة الجميلة والفريدة في علاقات الصداقة والتعاون والتحالف الاستراتيجي بين بلدينا الصديقين».
وكان الخالد قد عقد أمس الأول الخميس اجتماعا تنسيقيا للجهات الكويتية المشاركة في الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية الصديقة، ويترأس الشيخ صباح الخالد الجانب الكويتي بالحوار الاستراتيجي فيما سيترأس الجانب الأميركي وزير الخارجية جون كيري.وحث الخالد خلال الاجتماع قبل انطلاق الحوار أمس الجمعة على أهمية استثمار فرصة تدشين هذا الحوار الذي يعتبر آلية فعالة لمتابعة مختلف مجالات التعاون الثنائي وتحقيق نتائج تصب في صالح الجانبين، كما استمع لشرح الجهات الكويتية المشاركة في الحوار الاستراتيجي عن أهم المواضيع التي سيتم طرحها ومناقشتها مع الجانب الأميركي.
ويضم وفد الكويت المشارك في الحوار الاستراتيجي كلا من سفيرنا لدى الولايات المتحدة الأميركية السفير الشيخ سالم العبدالله والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار بدر السعد ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السفير الشيخ د.أحمد ناصر المحمد ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر د.الشيخ مشعل جابر الأحمد ومساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة والتنسيق الوزير المفوض ناصر الصبيح ومساعد وزير الخارجية لشؤون الأميركتين الوزير المفوض ريم الخالد ووكيل وزارة التعليم العالي د.حامد العازمي.
كما يضم الوفد عددا من كبار المسؤولين وممثلي كل من وزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع وجهاز الأمن الوطني ووزارة التعليم العالي والهيئة العامة للاستثمار وهيئة تشجيع الاستثمار.
وكان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وصل والوفد المرافق له أمس الخميس الى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة رسمية يترأس خلالها وفد الكويت المشارك في الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية.
وكان في استقبال الشيخ صباح الخالد سفيرنا لدى الولايات المتحدة الأميركية الشيخ سالم العبدالله وسفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت لورانس سيلفرمان وأعضاء سفارتنا في واشنطن.
تنسيق كويتي - أميركي في «محاربة الإرهاب»
واشنطن - كونا: أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وجود تنسيق مع الجانب الأميركي في مسائل محاربة الإرهاب وحماية الحدود.
جاء ذلك في كلمة للخالد خلال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة.
وقال الخالد في كلمته: انه فيما يتعلق بالجانب الأمني «لدينا العديد من القضايا محل الاهتمام المشترك، والتي تقوم الأجهزة الأمنية في كلا البلدين بالتنسيق المستمر لمعالجتها من خلال قنوات التواصل المباشر بين الجانبين لاسيما في مسائل محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات ومكافحة عمليات تمويل الإرهاب وأمن وحماية الحدود».
وزير الخارجية الاميركي يشيد بدور الكويت في حل الأزمات بالمنطقة ويجدد التزام بلاده بأمنها وسلامتها
جدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري التزام بلاده بأمن وسلامة واستقرار الكويت وحمايتها من اي مخاطر خارجية قد تتعرض لها.
وعبر كيري عن الارتياح للعلاقات المتميزة مع الكويت مشيدا بالشراكة المتينة بين البلدين الصديقين في كافة المجالات وجهود الكويت الحثيثة تجاه حل الأزمات في المنطقة كما ثمن دورها الريادي في رفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب المنكوبة لاسيما في سوريا واليمن والعراق.
وأشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الكويت إقليميا ودوليا نحو حل الأزمات التي تشهدها المنطقة ولرفع المعاناة الإنسانية عن الشعوب المنكوبة خاصة في العراق وسوريا واليمن.
ورحب الوزير الامريكي في كلمته بمستوى العلاقات الثنائية التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين في كافة المجالات.
وقد تم خلال الحوار الاستراتيجي مناقشة مجمل أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين بما فيها العلاقات الدفاعية والأمنية والثقافية والقنصلية والتجارية وتبادل الاستثمار والطاقة حيث انبثق عن الحوار الاستراتيجي عدد من فرق العمل التي سيتم تكليفها بمتابعة التعاون المشترك في تلك المجالات.
كيري: نأمل أن يحدث تطور في لبنان
أبدى وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذرا إزاء انتخاب رئيس جديد للبنان بعد إعلان الرئيس سعد الحريري تأييده لترشيح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون.
وقال كيري ردا على سؤال لدى استقباله نظيره الشيخ صباح الخالد: «نحن نأمل بالتأكيد ان يحدث تطور في لبنان، لكنني لست واثقا من نتيجة دعم سعد الحريري، لا أدري».
وأضاف كيري: «نحن نأمل أن يتم تجاوز هذا المأزق الرئاسي الذي يؤثر على لبنان والمنطقة».
سفيرنا بواشنطن أقام حفل عشاء على شرف الخالد
واشنطن - كونا: أقام سفيرنا في واشنطن السفير الشيخ سالم العبدالله مساء أمس الأول الخميس حفل عشاء على شرف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد والوفد المرافق له.
وذكرت سفارتنا لدى الولايات المتحدة في بيان أن ذلك جاء بمناسبة زيارة الشيخ صباح الخالد لترؤس وفد الكويت المشارك بأعمال الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة التي ستنطلق في وقت لاحق أمس الجمعة.