- 300 جندي من سلاح الجو الإيطالي في الكويت يشاركون في التحالف ضد «داعش»
- أكثر من 10 آلاف سائح كويتي يزورون إيطاليا سنوياً
- الكويت لديها حظوظ كبيرة في الإعفاء من «الشنغن» بعد إصدار الجوازات البايومترية
- لدينا إمكانات هائلة في مجالات الصحة والتعليم العالي والطاقة ونعرض التعاون على الكويت في مختلف المجالات
- زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى إيطاليا أعطت زخماً كبيراً للعلاقات الثنائية وحولتها إلى إستراتيجية
أسامة دياب
أكد السفير الإيطالي لدى الكويت جوسيبي سكونياميليو على عمق العلاقات الإيطالية - الكويتية والتي وصفها بالمتطورة، نظرا لحرص القيادة السياسية في البلدين على المضي قدما بها نحو آفاق جديدة من التعاون تعود بالنفع على الشعبين الصديقين، مشيرا الى أن زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك إلى إيطاليا في سبتمبر الماضي أعطت العلاقات الثنائية زخما كبيرا ودفعة قوية وحولتها من علاقات ممتازة إلى استراتيجية.
ولفت سكونياميليو خلال لقاء مع الصحافيين أمس إلى أن البلدين الصديقين يجمعهما تعاون مميز على كافة الأصعدة بمختلف مجالات التعاون وعلى رأسها التعاون العسكري المميز، فضلا عن مشاركة العديد من الشركات الإيطالية الشهيرة في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية في الكويت، إلا أنه لايزال لدى إيطاليا الكثير الذي من الممكن أن تقدمه للكويت وخصوصا في القطاع الصحي والذي تشتهر إيطاليا عالميا بجودة خدماته، مشيرا إلى وجود إمكانيات كبيرة لفتح مستشفيات ايطالية متخصصة في الكويت.
وأوضح أن قطاع التعليم العالي في ايطاليا له شهرة عالمية في ظل وجود العديد من الجامعات الإيطالية الشهيرة ضمن أفضل 500 جامعة في العالم، إلا أن الاقدام على افتتاح جامعة ايطالية في الكويت يجب أن يسبقه خطوات عديدة أهمها العمل على زيادة عدد الطلاب الدارسين في إيطاليا، لافتا إلى أن بلاده قدمت منحا دراسية لعدد من الطلاب الكويتيين لكن للأسف لم يتقدم أحد منهم، كاشفا عن زيارة نائب رئيس اتحاد الجامعات الإيطالية إلى الكويت لمناقشة مجالات التعاون المقترحة مع مدير جامعة الكويت، مشيرا إلى الإمكانات الهائلة لبلاده في مجالات أخرى منها الطاقة النظيفة وإدارة النفايات موضحا أن بلاده تعرض التعاون على الكويت في شتى المجالات على أرضية متكافئة.
وكشف عن ان ايطاليا تعتبر ضمن الوجهات السياحية المميزة بالنسبة للكويتيين، موضحا أن أكثر من 10 آلاف سائح كويتي يزورون إيطاليا سنويا، والقسم القنصلي في السفارة يصدر بحدود 7 ألاف تأشيرة كل عام، إلا أن العدد الحقيقي للسائحين الكويتيين الذين يزورون إيطاليا يفوق هذا العدد بكثير نظرا لدخول آلاف الكويتيين بتأشيرات شنغن صادرة من دول أوروبية أخرى، مؤكدا أن بلاده كانت في طليعة الدول الداعمة لملف الكويت الخاص بالإعفاء من تأشيرة الشنغن، فضلا عن دورها في اقناع العديد من دول الاتحاد الأوروبي بدعمه أيضا إلا أن الأمور تعقدت بعد هجمات باريس موضحا أن حظوظ الكويت كبيرة في الحصول على إعفاء من شنغن وخصوصا بعد إصدار الكويت للجوازات البايومترية.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري بين البلدين أشار إلى أن بلاده يجمعها تعاون أمني وعسكري مميز مع الكويت ولديها حوالي 300 جندي من سلاح الجو الإيطالي في الكويت وذلك في إطار مشاركتها في التحالف الدولي ضد داعش، بالإضافة الى التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات وتدريب الطيارين الكويتيين على طائرات اليوروفايتر تايفون، موضحا أن شراء هذه الطائرات ليس كشراء سيارة ولكنه يعني علاقة استراتيجية متميزة وممتدة.
وفيما يتعلق بأزمة اللاجئين السوريين في بلاده وعددهم ومدى تأثر الاقتصاد الإيطالي سلبا أوضح أنه من الصعب حصر إعداد اللاجئين وتكفي الإشارة إلى أن قوات حرس الحدود البحرية الإيطالية قد أنقذت أكثر من 100 الف مهاجر غير شرعي من البحر في عام واحد وهذا رقم مذهل موضحا أن المشكلة الرئيسية التي تواجه إيطاليا هي قربها من القارة الأفريقية فضلا عن كونها جزءا من الحدود الأوروبية ولذلك تبذل جهودا كبيرة للحفاظ على أمن وسلامة حدودها، فالإشكالية لا تكمن في إنقاذ المهاجرين او استضافة اللاجئين ولكن في القدرة على دمجهم في المجتمع وتوفير احتياجاتهم التي تكفل لهم حياة كريمة وليس لدي عدد دقيق لإعداد اللاجئين السوريين في إيطاليا ولكن الشيء المؤكد هو أن حدودنا تواجه طوفانا من المهاجرين غير الشرعيين الراغبين في التوجه الى أوروبا.
وأشار الى ان الدور الذي تلعبه الكويت اقليميا ودوليا من اجل احلال السلام هو محل تقدير وإشادة العالم والمنظمات الدولية، فضلا عن دورها في تخفيف المعاناة الانسانية للعالقين في مناطق الصراع واللاجئين والدول المستضيفة لهم من خلال مساهمات سخية كانت محل اشادة العالم، حيث تعتبر الكويت هي ثالث اكبر مانح للشعب السوري بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وليس هناك دليل ابلغ من تسمية الامم المتحدة لصاحب السمو الامير بلقب «قائد الانسانية» والكويت كمركز انساني عالمي، موضحا ان الكويت تلعب دورا محوريا ووساطتها الفاعلة في حل الصراعات الاقليمية بسياسة واضحة تدعم الحوار الهادف كأساس لا بديل عنه.
وأوضح ان الاتفاق النووي الذي ابرم مؤخرا مع ايران سيكون ناجعا في حال الالتزام بتطبيقه مع عدم التدخل ايران في شؤون دول الجوار.
وعن مستقبل العلاقات الايطالية - الاميركة بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا، اوضح ان الديموقراطية ليست عرض الرجل الواحد وهناك فرق جوهري بين ما يقال في الحملات الانتخابية وبين خطاب الرئيس في موقع المسؤولية، لافتا الى ان العلاقات الايطالية استراتيجية ولن تطرأ عليها تغيرات محورية، وعن تصريحات ترامب الصادمة بخصوص الانسحاب من حلف الناتو قال «ما علينا إلا الانتظار وعدم استباق الاحداث».