أكد الباحث السياسي الشيخ عبدالله العلي المالك اهمية احداث نقلة نوعية في العلاقات الخليجية - الروسية نظرا لما تمثله من قوة كبرى في النظام العالمي الجديد وتحقيقا للمصالح الاستراتيجية للجانبين.
جاء ذلك في تصريح ادلى به على هامش مشاركته في جلسة آفاق العلاقات بين دول مجلس التعاون والقطب الروسي ضمن منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية.
وقال العلي ان من مصلحة دول مجلس التعاون الاستفادة من مبادئ اساسية في العلاقات مع روسيا تم تأكيدها من خلال مبدأ السيادة وإعادة الاعتبار للقواعد العرفية في العلاقات الدولية وھي قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والاحتكام للقانون الدولي.
وأوضح ان الفترة الحالية تشهد مرحلة التحول الى القطبية الثنائية التي تختلف عن سابقتها حيث كانت شرقية وغربية.
وبين ان التحول بدأ مع صعود روسيا والصين في مواجهة قطب أميركي - اوروبي لاسيما مع استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد المشاريع الغربية في سورية ثم اتت الازمة الاوكرانية لتؤكد ذلك التحول.
وأضاف العلي ان لدول مجلس التعاون الخليجي مصلحة في استثمار علاقات روسيا مع ايران لصالح امن الخليج من خلال قيام روسيا بدور وسيط في عملية بناء الثقة التي تمثل طريقا لحل الصراع بين دول مجلس التعاون وايران وحل القضايا الاقليمية العالقة.
وعن سبب عدم تأثير المصالح الاقتصادية المتقدمة في السياسة الروسية تجاه قضايا المنطقة التي تهم دول مجلس التعاون، قال ان الاجابة تكمن من خلال عدة مداخل في العلاقات الاقتصادية السياسية.
وأضاف ان «المحددات الاقتصادية ليست عاملا حاسما من اجل اقامة علاقات دولية تعاونية او صراعية، فالمصالح الاقتصادية ليست حاكمة في العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا».
وردا على سؤال عن العلاقات الديبلوماسية الخليجية - الروسية قال العلي: ان الجانبين يتبادلان العلاقات الديبلوماسية على مستوى السفارات والتي وصلت الى اعلى مستوى من خلال مؤسسية العلاقات.
وذكر انه تم تأسيس الحوار الاستراتيجي عام 2011 لتحقيق التفاهھم والتعاون الاستراتيجي بينهما وعقدت اربعة اجتماعات اخرى في موسكو.
وأوضح ان حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي في تصاعد كبير، حيث بلغ عام 2014 نحو 146 مليار دولار فيما كان بعد تفكك الاتحاد السوفييتي مباشرة نحو 6 مليارات دولار.
واضاف انه حدثت نقلة نوعية في الاستثمارات الخليجية في صندوق الاستثمار المباشر المملوك للدولة الروسية حيث ضخت الصناديق السيادية للكويت والسعودية وابوظبي وقطر نحو 9 مليارات دولار في الصندوق الروسي.
وعن مجال الطاقة، قال: ان نسبة احتياطي الخليج من النفط العالمي تبلغ نحو 34% وتأتي بالمرتبة الثانية روسيا الاتحادية، مضيفا ان روسيا ستصبح شريكا رئيسيا في الطاقة النووية في منطقة الخليج العربي من خلال اتفاقيات وقعت مع عدد من دولها.