- هولندا شريكنا الأول في المجموعة الأوروبية و3 مليارات دولار حجم التبادل التجاري بيننا
أسامة دياب
أشاد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير ناصر الصبيح بقوة ومتانة العلاقات الكويتية - الهولندية، والتي وصفها بالمتطورة والمتنامية على مدار الـ 50 سنة الماضية، على صعيد مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة، لافتا إلى أن الكويت تعتبر هولندا الشريك الأول ضمن مجموعة الدول الأوروبية.
وعبر الصبيح عن سعادته لمشاركة سفارة هولندا احتفالها مساء أمس الأول بعيد ميلاد الملك فيليم ألكساندر الـ 50، في مقر إقامة السفير، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 3 مليارات دولار.
وبينما استذكر الصبيح الموقف الهولندي الداعم للحق والشرعية الكويتية ابان الغزو الصدامي الغاشم للكويت أعرب عن تقدير الكويت للدعم الهولندي لترشحها للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن للعام المقبل 2018 -2019، لافتا إلى أن هناك الكثير من الاتفاقيات الثنائية الموقعة بين البلدين تسير العلاقات الثنائية بينهما.
وعن تأخر إعفاء الكويتيين من تأشيرة الشينغن قال نحن نعمل جاهدين لكي يتمتع المواطن الكويتي بالإعفاء من التأشيرة للدول الأوروبية لكن هناك بعض المتطلبات لذلك، وقد خطت الكويت خطوات كبيرة في هذا المجال لكن المشكلة تكمن في أن الموافقة يجب أن تكون من جميع دول الشينغن، علما ان لكل دولة ظروفها وأولوياتها، ونتمنى ألا يطول الأمر.
وعن أبرز القضايا التي يتناولها اجتماع وزراء الداخلية والدفاع والخارجية لدول مجلس التعاون قال إن القضايا التي يتم بحثها ترتكز دائما في مجال الأمن الإقليمي والتعاون المشترك، والاجتماع يعتبر جهدا مشتركا خليجيا للتنسيق وتوحيد المواقف.
وعما إذا كان موضوع الحوار الخليجي - الإيراني حاضرا في المناقشات قال هذا الأمر يحتاج اجتماعا على مستوى القادة، ولا أستبعد أن يكون على أجندة الوزراء تمهيدا لاجتماع القادة.
وأوضح الصبيح ان تبرع الكويت بـ 100 مليون دولار لليمن جاء نتيجة استغاثة دولية ونداء مباشر من الأمين العام للأمم المتحدة وفي مؤتمر دولي لإغاثة اليمن، لافتا إلى أن هذا التبرع يأتي في ظل الجهود الكويتية الدؤوبة والمستمرة في دعم الأشقاء في اليمن، فالموقف في اليمن صعب وهم بحاجتنا كخليجيين أكثر من غيرنا ولا بد أن نكون على قدر الموقف.
وعن موجة الانتقادات الشعبية تجاه المنحة الكويتية للعراق بقيمة 100 مليون دولار في ظل دعاوى التقشف الحكومية قال الصبيح ان هذا المبلغ ليس قرضا وكان مرصودا منذ سنوات ولكن الجزئية التي غابت عن الكثيرين ان الجانب العراقي طوال الفترة السابقة لم يقدم للكويت آلية صرفها في العراق وكان شرطنا ان يكون صرفها في المجال الصحي، قد تقدم لنا العراق حاليا عن طريق صندوق اعادة اعمار العراق ببرنامج متكامل وبناء عليه تم التوافق وهذا أمر ليس بجديد.
بدوره، قال سفير مملكة هولندا لدى الكويت فرانس بوتايت ان الكويت وهولندا ينعمان بحاكمين حكيمين ورزينين يحصنان الأمن والاستقرار في بلديهما مضيفا يجب ان نعترف بأن نظام الحكم الرئاسي واختيار الرئيس بالانتخاب قد يكون أكثر ديموقراطية إلا انه وبالنظر الى الأجواء العدائية التي تنتج عن الانتخابات فإنني أعتقد ان الكويت وهولندا أفضل حالا مع النظام الذي توارثناه عبر تقاليدنا.
وتابع في كلمته التي ألقاها خلال الحفل ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين أوسع بكثير من مجال الزراعة، لافتا الى ان الشركات الهولندية متحمسة جدا للتعاون مع الكويت من أجل تحقيق رؤيتها للكويت الجديدة في عام 2035، حيث ان لديهم خبرة لا مثيل لها في مجال البنية التحتية وكذلك بالنسبة لحلول الطاقة الخاصة، لافتا إلى أن هولندا تسعى لتحقيق التوازن بين مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأشار الى ان هولندا تعتبر دلتا النهر في أوروبا وتتميز بوفرة المياه، معربا عن استعداد بلاده لمساعدة الكويت في بناء مينائها الجديد والمساهمة في تشييد نظم الصرف الصحي الحديثة، لافتا الى الاعداد المتزايدة من السائحين الكويتيين الذين يزورون هولندا سنويا، بالإضافة الى ان السفارة تعمل بجد لاستقطاب المزيد من الطلبة الكويتيين للدراسة في هولندا في شتى المجالات، حيث ان الرسوم لدينا معقولة.
ولفت الى ان بلاده تتطلع لمزيد من التعاون السياسي مع الكويت وخصوصا مع ترشحها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن بالتزامن مع عضوية هولندا، مثنيا على الدور الذي تلعبه الكويت إقليميا ودوليا سواء على الصعيد الإنساني او الوساطة والنهج السياسي المعتدل لتحقيق السلام.