- حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن فرصة كبيرة لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتنسيق الجهود على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام
- 26 اتفاقية تسيّر العلاقات الثنائية بين البلدين تغطي كل مجالات التعاون الثنائي المشترك
أسامة دياب
أكدت نائبة رئيس الوزراء للإصلاح القضائي ووزيرة الخارجية البلغارية إيكاترينا زهاريفا على عمق ومتانة العلاقات البلغارية ـ الكويتية والتي وصفتها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، موضحة أن العلاقات الثنائية بين البلدين والتي بدأت في عام 1963 ـ وتمتد على مدار 54 عاما ـ بنيت على أسس صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والتعاون المشترك، لافتة إلى حرص البلدين الصديقين على دعم وتعزيز هذه العلاقات والمضي بها قدما نحو آفاق أرحب من التعاون المشترك الذي يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وفي لقاء سريع خصت به «الأنباء» على هامش زيارتها والوفد المرافق لها إلى الكويت، أشارت زهاريفا إلى حالة التفاهم الواضح بين القيادة السياسية في البلدين حيث يجمعهما توافق في وجهات النظر حول العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، واصفة زيارتها إلى الكويت بالناجحة بكل المقاييس، حيث التقت خلالها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس الوزراء ووزير المالية أنس الصالح ووزير العدل د.فالح العزب.
وبينت زهاريفا أن زيارتها إلى الكويت تأتي في إطار دعم العلاقات الثنائية وبحث سبل تعزيزها في جميع المجالات ومختلف الأصعدة، فضلا عن أنها كانت فرصة مميزة لتبادل وجهات النظر حيال مختلف التطورات والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرة إلى ضرورة بذل مزيد من الجهود لتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة، خصوصا أن البلدين الصديقين يتمتعان بإمكانات هائلة يمكن استغلالها لدعم التعاون المشترك، داعية إلى ضرورة تشجيع تبادل زيارة الوفود التجارية والاقتصادية، للتعرف على الفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة على أرض الواقع.
وأضافت: أن الكويت كانت في طليعة الدول التي أقامت علاقات ديبلوماسية مع بلغاريا، والبلدان الصديقان عبر هذا التاريخ العريض من العلاقات الثنائية يتبادلان الدعم في المحافل الدولية وخصوصا تحت مظلة المنظمة الأممية، وخلال الأوقات العصيبة التي مرت على البلدين، لافتة إلى وجود 26 اتفاقية تسير العلاقات الثنائية بين البلدين، تغطي كل مجالات التعاون الثنائي المشترك، نافية أن تكون زيارتها إلى الكويت شهدت توقيع أي اتفاقيات جديدة.
ولفتت إلى العديد من الفرص الاستثمارية وتوافر البيئة الملائمة لها في بلادها في ظل حرص الحكومة البلغارية على زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين، معربة عن أملها في أن ترتفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين ويزداد حجم الاستثمارات الكويتية في بلغاريا بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
وأشادت زهاريفا بالديبلوماسية الكويتية والتي أضحت نموذجا يحتذى بين مختلف دول العالم، لما تتحلى به من حنكة وكياسة وعقلانية ودعوة دائمة للحوار كأساس لا بديل عنه لحل النزاعات الدولية والإقليمية، لافتة إلى أن الكويت تلعب دورا مؤثرا إقليميا وعالميا على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام.
وكشفت زهاريفا عن دعم بلادها لجهود الوساطة الكويتية والمساعي المحمودة لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة الخليجية، معربة عن أملها في أن تحل في أقرب وقت ممكن بما يحافظ على وحدة وكيان مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت زهاريفا إلى أن حصول الكويت على مقعد غير دائم في مجلس الأمن فرصة كبيرة لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتنسيق الجهود بينهما على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام، مبينة أن للكويت مكانة خاصة في سياسة بلادها الخارجية وحريصة على دعم وتعزيز آفاق التعاون معها، لافتة إلى أن بلادها تتابع الأوضاع في الشرق الأوسط وما يحدث فيه من تطورات، داعية الأطراف المتنازعة إلى الجلوس إلى مائدة الحوار للتباحث والتشاور والوصول إلى حل ناجع يضع حدا لمعاناة الشعوب في تلك الدول.
وأوضحت إلى أن بلغاريا عضو فاعل في حلف شمال الأطلنطي الناتو وعضو نشط في الاتحاد الاوربي، كما أنها تحتل موقعا جغرافيا واستراتيجيا في قلب جزيرة البلقان، وهي من أقدم دول القارة الأوربية حيث تأسست قبل أكثر من 1300 عاما تحت نفس الاسم، لافتة إلى التنوع الثقافي والتاريخي الكبير والغني الذي تتميز به بلغاريا حيث لعبت دور همزة الوصل بين الشرق والغرب وبين الحضارة الشرقية والحضارة الغربية، مشيرة إلى الإمكانات السياحية الهائلة التي تتمتع بها بلادها والتي تجعل منها وجهة سياحية مفضلة لمختلف السائحين من مختلف دول العالم.