- سعداء بدعم الكويت لبريطانيا في مجلس الأمن ولدينا حوار جيد مع وزارة الخارجية
أسامة دياب
استنكــــر السفيــــر البريطاني لدى البلاد مايكل دافنبورت خرق روسيا لالتزامها باتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وذلك باستخدامها غاز الأعصاب في محاولة اغتيال العميل الروسي سيرغي سكريبل، وابنته على الأراضي البريطانية، لافتا إلى أن الخبراء الذين حققوا في الحادث توصلوا إلى استنتاجين لا ثالث لهما اما ان يكون الحادث هجوما مباشرا على بريطانيا حيث ان المواد السامة دخلت إلى بريطانيا عن طرق روسيا أو أن تكون الحكومة الروسية قد فقدت السيطرة على مخزونها من غاز الأعصاب.
ولفت دافنبورت - في مؤتمر صحافي عقد ظهر أمس في مقر السفارة جمعه مع عدد من ممثلي الصحافة المحلية - إلى أن بلاده طلبت من روسيا توضيح للموقف وكشف الملابسات الحادث ولكن الجانب الروسي تعامل مع هذا الطلب باستخفاف، موضحا أنها المرة الأولى التي تستخدم فيها مادة كيميائية للهجوم على دولة أوروبية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن مثل هذه المواد الممنوعة والمحرمة دوليا محظور استخدامها حتى في وقت الحرب وفق مبادئ القانون الدولي والمعاهدات الخاصة بحظر الأسلحة الكيماوية، كاشفا عن أن بلاده قد تقدمت بشكوى رسمية للمنظمة الدولية لحظر استخدام الأسلحة الكيماوية ومقرها لاهاي في هولندا.
وشدد على أن حكومة بلاده ترى أنه يجب أن يكون هناك رد قوي على هذا الهجوم، معربا عن امتنانه للأصدقاء والحلفاء على دعمهم لبريطانيا في مجلس الأمن، موضحا أنه بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها بلاده لمقتل المعارض الروسي في لندن عام 2006 فإن الحكومة البريطانية أعلنت حزمة جديدة من الإجراءات ضد روسيا ومنها طرد 23 ديبلوماسيا روسيا من سفارتها بلندن.
وبين أن المخاوف من استخدام الأسلحة الكيماوية مخاوف عالمية، مشددا على أن امتلاك هذه الأسلحة وتخزينها يعد انتهاكا للقانون الدولي، مستشهدا بما اسماه بالفشل الروسي المؤسف في مراقبة استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، مشددا على ما قالته رئيسة وزراء بلاده بان الرد على هذا الحادث يجب أن يكون قويا وفق مقتضيات القانون الدولي.
وأوضح أن هناك العديد من الروس يعيشون ببريطانيا ومن يلتزم بقوانين البلاد وسلامتها وأمنها مرحب به ومن يريد أذيتها غير مرحب به على الإطلاق، مشيرا إلى أن بلاده لا تريد قطع الحوار مع روسيا ولكن بعد هذا الهجوم لا يمكن أن تعود العلاقة بين البلدين إلى سابق عهدها.
وردا على سؤال يتعلق بتقييمه بموقف الكويت الداعم لبريطانيا في مجلس الأمن، أعرب دافنبورت عن سعادته بدعم ومساندة الأصدقاء والحلفاء وبينهم الكويت وفرنسا وأميركا، مشيرا إلى أن بلاده لديها حوار جيد مع وزارة الخارجية الكويتية في هذا الصدد.
اما فيما يتعلق بانتقاد البعض لبريطانيا حيث كان عليها أن تنتظر ما ستسفر عنه لجنة التحقيق قبل إصدار الأحكام المتسرعة أوضح أن الهجوم كان خطيرا وتأثر به عدد من المواطنين، موضحا أن التحقيقات كانت سلسة وبريطانيا ليس لديها أدنى شك في نتائجها، موضحا أن بلاده قد أبلغت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية، مثمنا عرضهم المساعدة.
وعن التهديدات للمسلمين المقيمين في بريطانيا في 3 أبريل المقبل، قال مثل هذه التهديدات غير مقبولة وغير قانونية، معربا عن ثقته في أن السلطات البريطانية لن تدخر جهدا في التحقيق فيها ومتابعتها والقبض على مروجيها.
وردا على سؤال يتعلق بتفسير البعض لحادث استهداف العميل الروسي وابنته كنتيجة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حيث ان ارتباط بريطانيا بمنظومة أمنية لمواجهة المخاطر الأمنية يختلف عن مواجهتها بمفردها، قال حصلنا على دعم دولي بعد هذا الحادث من جميع دول العالم ومن ضمنهم أميركا والاتحاد الأوروبي والكويت واستشعرنا التضامن الدولي الكبير.