- حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوق البشر كالتعليم يوفر بيئة خصبة ينمو فيها الإرهاب
- الكويت لم ولن تتوقف عن دعم «الأونروا» لدورها الحيوي في خدمة الشعب الفلسطيني
أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أمس أن مشاركته في مؤتمري روما الدوليين تجسد حرص الكويت ومواصلتها دعم أبناء الشعب الفلسطيني واستقرار لبنان.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الجارالله لـ «كونا» بمناسبة حضوره على رأس وفد رسمي رفيع ممثلا للكويت للمشاركة في المؤتمر الوزاري الاستثنائي لحشد الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومؤتمر روما الدولي الثاني لدعم الجيش والقوات المسلحة والشرطة اللبنانية.
وقال الجارالله إن المؤتمرين اللذين تستضيفهما العاصمة الإيطالية يتسمان بأهمية خاصة وبالغة تحرك المجتمع الدولي لدعم الشعب الفلسطيني تجاوبا مع معاناته الانسانية الصعبة التي كابدها على مدى عقود.
والقى الجارالله كلمة في المؤتمر الوزاري الدولي الاستثنائي الذي عقد بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) تحت عنوان «صون الكرامة وتشارك المسؤولية: حشد عمل جماعي لدعم أونروا» لدعم أقدم وأكبر وكالة مساعدة إنسانية في الشرق الأوسط على مواجهة أسوأ أزمة مالية في تاريخها.
وأعلن الجارالله في كلمته التزام الكويت تجاه (اونروا) لعام 2018 سيكون بما يقارب 8 ملايين دولار أميركي مؤكدا أن «الكويت ستواصل سياستها الداعمة للأشقاء الفلسطينيين وللوكالات الدولية العاملة في هذا السياق ولاسيما (أونروا)».
وقال ان هذا الاجتماع المهم يعكس حرص المجتمع الدولي على مناقشة الظروف الحرجة والدقيقة التي تمر بها (أونروا) والتي تتمثل بأكبر أزمة مالية منذ إنشائها عام 1949 ما من شأنه أن يؤثر سلبا على ما تقوم به من دور محوري ومهم في توفير المساعدة لقرابة ستة ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها.
وأضاف أن تقليص الموارد المالية للوكالة «سوف تنتج عنه كارثة إنسانية ستؤدي حتما لتوقف وانهيار كل البرامج الخاصة بالتعليم والصحة والبنية التحتية وتقديم المساعدات الإنسانية».
وحذر من أن تراجع (أونروا) عن القيام بمهامها سيتسبب في فوضى أمنية تؤثر على الامن الإقليمي مع تضاعف حالات الفقر وارتفاع نسبة البطالة والجريمة في وقت يواجه فيه الشرق الأوسط مخاطر وتهديدات متعددة على رأسها الارهاب الذي تفشى نتيجة الاضطرابات التي تعاني منها المنطقة بأسرها.
وأشاد الجار الله بجهود المفوض العام لـ (أونروا) بيير كرينبول في الحملة العالمية لجمع التبرعات حفاظا على الاستقرار المالي للوكالة كي تتمكن من مواصلة عملها وتوفير سبل العيش الأساسية والرعاية وجعلها قادرة على استيفاء خدماتها بشكل يحفظ للاجئ الفلسطيني حقه وكرامته.
وأكد حرص الكويت على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر الاستثنائي إيمانا منها بضرورة تقديم يد العون والإغاثة للاجئ الفلسطيني اذ «تتمسك الكويت بموقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني والعمل على استعادة حقوقه وتقرير مصيره».
وأضاف الجارالله ان الكويت التي تحرص على دعم (أونروا) لقناعتها التامة بأهمية دورها الكبير في مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق «قد قدمت خلال السنوات القليلة الماضية قرابة 145 مليون دولار دعما لعملها ومشاريعها الحيوية لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين» وذلك عبر مساهمتها السنوية الطوعية في ميزانية الوكالة وعبر استجاباتها للنداءات العاجلة التي أطلقتها الوكالة.
وذكر أن الكويت إضافة الى ذلك تساهم أيضا عبر المشاريع التي أقامها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لدعم الأشقاء في فلسطين في قطاعات التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية خلال السنوات القليلة الماضية.
وتشارك الكويت في هذا المؤتمر الذي افتتحه صباح أمس الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بوفد يترأسه نائب وزير الخارجية خالد الجار الله ويضم كلا من سفير الكويت لدى إيطاليا الشيخ علي الخالد ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب نائب وزير الخارجية السفير أيهم العمر ومساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية الوزير المفوض ناصر الهين والمستشار بسفارة الكويت لدى روما محمد الهاجري.
وأوضح الجارالله أن «من شأن عدم توفير فرص التعليم والرعاية العلمية والتأهيل أن يحول أجيالا من الفلسطينيين إلى قنابل موقوتة داخل وطننا ومجتمعاتنا العربية وان تصبح لقمة سائغة للخطاب الإرهابي، إذ ان حرمان الشعب الفلسطيني من أبسط حقوق البشر كالتعليم يوفر بيئة خصبة ينمو فيها الإرهاب».
الظروف والتحديات تستلزم أن يكون للبنان جيش قوي
فيما يتعلق بمشاركة الكويت في مؤتمر روما الثاني لدعم الجيش اللبناني وقوى الأمن بعنوان «لبنان وبناء الثقة: أمن قابل للحياة للبلد والمنطقة» مع أكثر من 40 دولة بحضور رئيسي وزراء إيطاليا ولبنان، ذكر نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أنه ينعقد في ظل ظروف أمنية صعبة في لبنان الذي يعاني منذ فترة طويلة عدم الاستقرار.
وقال الجارالله ان لبنان الشقيق مر بأوقات حرجة على مستوى الأمن والاستقرار في حين لم يتمكن الجيش وقوى الأمن اللبنانية منذ سنوات أن تمارس دورها الطبيعي في فرض الأمن والاستقرار والحفاظ عليهما.
وأضاف أن هذه الظروف والتحديات تستلزم أن يكون للبنان جيش قادر على بسط سيادة الدولة وسيطرتها وقادر على توفير الأمن وتحقيق الاستقرار في هذا البلد بجانب مسؤولية ودور قوى الأمن في استتباب الأمن العام على أراضيه.
وفي هذا السياق، قال الجارالله ان الكويت انطلاقا من حرصها على لبنان ودعمه واستقراره وعلى دعم تنميته «لم تتوقف يوما على الإطلاق عن دعم العمل التنموي والمشاريع التنموية فيه لما ينعكس بشكل أساسي ومصيري جدا على أوضاع البلد الشقيق».
وأكد نائب وزير الخارجية أن الكويت تدعم لبنان بواسطة هذه المشروعات وعبر الدعم الاقتصادي وتقديم ما تحتاجه الدولة من تمويل في كل المجالات التي تلبي متطلباتها التنموية.
ووصل نائب وزير الخارجية خالد الجارالله والوفد المرافق له مساء الاربعاء الماضي إلى روما حيث كان في استقبالهم سفيرنا في إيطاليا الشيخ علي الخالد وقنصلنا العام بميلانو عبدالناصر بوخضور ومسؤول المراسم بوزارة الخارجية الايطالية وأعضاء السفارة الكويتية في إيطاليا.