اكد الناطق باسم كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك ان الاستجواب الذي قدمه النائب علي الدقباسي ضد وزير الإعلام والنفط الشيخ احمد العبدالله كان عملا جماعيا منذ بداية التفكير في مساءلة الوزير، سواء في اجتماع الأندلس او في العقيلة، والنواب الـ 20 الذين حضروا الاجتماعين يعلمون ذلك.
وقال البراك في تصريحات للصحافيين امس تعليقا على تصريح النائب سعدون حماد الذي طلب فيه من كتلة العمل الشعبي الاعتذار له وللنواب الذين تجاهلتهم الكتلة في اعداد الاستجواب: انني قرأت تصريح الأخ سعدون، لكن من يعتذر هو من يخطئ ونحن في كتلة العمل الشعبي لم نخطئ، لافتا الى انه كان هناك اصرار طوال هذه الفترة على ان العمل في استجواب وزير الإعلام هو عمل جماعي.
واشار الى انه عندما سأله الصحافيون في السابق عن اسباب التأخير في تقديم الاستجواب قال: انه ليس استجواب فرد او كتلة، بل استجواب اكثر من 20 نائبا، لذلك «العمل الشعبي» لم تخطئ والاخوان الـ 20 نائبا يعرفون تماما صحة هذا الأمر.
وتابع البراك قائلا: والدليل على ذلك انه ما احد من النواب طرح الموضوع بمثل الطريقة التي طرح بها الاخ سعدون حماد، ونحن نقول للأخ سعدون بعد تقديم الاستجواب «طلع لك تصريح في 2 مارس تؤكد فيه تأييدك للاستجواب وان الوزير مخطئ».
وخاطب البراك النائب حماد قائلا: واذا كان هناك عتب على سبيل المثال من الأخ سعدون، كان من المفترض ان يقول هذا الأمر قبل الاستجواب، وهذا الأمر لم نسمعه منه قبل، بل بالعكس اثناء توقيع البيان لتأييد الاستجواب اتصلت بالأخ سعدون ولم اقدر احصله وقالوا لي مسافر، ومع ذلك حرصت على الاتصال به ما حصلته، واتصلت بسكرتيره عن طريق احد الاخوة، وقال لي بعد ساعة او ساعتين سيتصل بك النائب سعدون، ولم يتصل ابدا، واعتبرناه موجودا خارج البلاد.
وأوضح البراك ان سعدون حضر 3 اجتماعات متتالية فيما يتعلق بالاستجواب، لافتا الى انه «لا يحب ان يخلق حالة من الجدل بيننا وبين الزميل العزيز سعدون حماد، لأن القضية ليست قضية مواقف شخصية وانما هي قضية مبادئ ومواقف عامة، وهي التي تحسم هذا الأمر».
وذكر انه عندما يقال إن استجواب وزير الإعلام هو استحقاق وطني، فإن هذه الفكرة كانت راسخة في اذهان الجميع، وبالتالي هذه المجموعة في آخر اجتماع تم في ديوان الأخ فيصل المسلم اتفقوا على تشكيل لجنة مشتركة، وكان هناك تأكيد عليها من قبل في اجتماع الأندلس عند الأخ مبارك الوعلان، وهي لجنة مشكلة من الأخ جمعان الحربش ومن مسلم البراك.
مضيفا انه ترك للجنة ان تتدبر كل القضايا وتنسق ويتم الاتصال بالاخوة النواب.
وحول التصريحات الحكومية الواثقة بأن الوزير سينجو من الاستجواب، قال البراك: لن ينجو وزير الاعلام حتى وان نجا من طرح الثقة، لن ينجو لان القضية ما هي قضية اصوات فقط، لان هناك قرارا بالرفض السياسي لوجود الشيخ احمد العبدالله وزيرا للاعلام من خلال رقم ونصاب معين، لكن الدستور ايضا واضح، وارجو من الجميع قراءته والمذكرة التفسيرية له ، لنعرف انه رغم كل الضغوط التي تمارسها الحكومة ونحن نعرفها من الألف الى الياء، ونعرف طبيعة هذه الاتصالات ونعرف العبارات التي تستخدمها الحكومة في مخاطبة النواب، هذه الامور لا تبني دولة.
واشار الى انه عندما يرفض وزير نتيجة ممارسات معينة وعدم قدرته على تطبيق القانون، ما كان من المفترض ان تقف الحكومة لتدافع عن الحق والباطل، هناك اجراء مطلوب من رئيس الوزراء، لكن للاسف الحكومة تريد ان تسيء للنواب من خلال النواب.
واكد البراك ان هناك نوابا قد حسموا امرهم، وبحسبة اذا كانوا يعتقدون ان بعض النواب خاصة الـ 20 الذين بدأوا برعاية الاستجواب من بدايته من الاندلس والعقيلة، وعقدوا 3 اجتماعات فإن موقف هؤلاء النواب سيكون لمصلحة الاستجواب ومن ضمنهم الاخ سعدون حماد.
وخاطب البراك الحكومة قائلا: لا تفرحين كثيرا، واذا كنت تعتقدين بأنه من خلال الضغط على النواب ستصلين الى مبتغاك، فانني اقول لا لن تصلين، وحتى لو وصلت الى رقم معين يمنع اسقاط الوزير، لافتا الى انه اذا كان وزير قد وصل الى 23 أو 24 او 22 نائبا يمثلون الامة يرفضون وجوده، انا اعتقد اذا حسبناها بالارقام فإنه يكون صفرا، وبالتالي سنتعامل مع هذا الوزير وفقا لهذا الامر.
واكد البراك ان الوزير الشيخ احمد العبدالله لو خرج من هذا الاستجواب بالطريقة التي تريدها الحكومة، فإنه مسؤول ايضا عن وزارة أخرى خطيرة تمثل 95% من المورد القومي للبلاد وهو النفط، وبالتالي فهو في نظرنا وزير غير صالح لادارة وزارة النفط، وغير صالح لوزارة الإعلام التي تقاعس فيها عن تطبيق قانون من أهم القوانين التي تحمي الوحدة الوطنية.
وقال البراك: لذلك اعتقد ان الامور مطمئنة حتى الآن، وفي حلبة يوم الخميس سيكون التصويت، ومازال الأمل موجودا بأن نواب الأمة سينتصرون لإرادة الشعب ويتخذون قرارهم التاريخي باسقاط وزير الإعلام، وهذا بإذن الله هو الذي سيتم.وردا على سؤال حول إمكانية اقدام كتلة العمل الشعبي لتقديم اعتذار الى النائب سعدون حماد، قال البراك: بالأمس الأخ د.محمد الحويلة اصدر بيانا يؤيد فيه الاستجواب وطرح الثقة في وزير الإعلام، وهذا ليس بمستغرب على الدكتور الحويلة، لأنه من بداية الأمر وهو ملتزم بموقفه، ولم يعط في بيانه الذي اصدره امس مجالا لبعض وسائل الإعلام التي حاولت ان تشكك في موقفه باعتبار ان الحويلة لم يصرح بعد الاستجواب هو وسعدون حماد وغانم الميع، وصرح الحويلة بالامس، وحماد والميع ستكون استجابتها لارادة الشعب بإذن الله.
واضاف انه مهما طالت الحكومة، ومهما فعلت ومهما سربت ومهما أوصلت من رسائل معينة عبر رسائل الإعلام لمحاولة اضعاف هذا الدور، فإن هناك شعورا بأن الاخوة الذين وقعوا في بداية الاستجواب سيكون موقفهم واضحا في جلسة طرح الثقة، وبالتالي فإن من عليه ان يحسب ويعيد حساباته هي الحكومة، والفيصل هم النواب.