شن النائب مسلم البراك هجوما مباشرا على من اسماهم بـ «الاغبية النيابية المستسلمة» متحدثا عن وجود 34 نائبا ونائبة وضعوا الخيط والمخيط بيد الحكومة، وتحديدا بيد رئيسها مدافعين عنها بالحق والباطل.
ورأى البراك في تصريح للصحافيين امس ان استمرار هؤلاء النواب لثلاث سنوات مقبلة سيمكن الحكومة من احكام سيطرتها الكاملة على القرار النيابي ما سيؤدي الى تحول المجلس النيابي بدستوره الرائع الى مجلس وطني استشاري لا يهش ولا ينش.
وحذر البراك «من خطورة المجلس الحالي الذي يعد الاخطر في تاريخ المجالس النيابية ليقوم بالدور الاخطر في تاريخ الكويت والمتمثل بتنقيح الدستور، وعندها لن ينفع الندم».
وجدد البراك تبنيه فكرة بعض القوى السياسية باجراء انتخابات مبكرة مستغربا في الوقت ذاته «من رد فعل بعض النواب ازاء هذه الدعوة».
وتساءل: «هل اصبح بعض نواب المجلس يعيشون في حالة هلع وخوف من نتائج هذه الانتخابات»، مشيرا الى ان «هؤلاء النواب باتوا يعتبرون الحكومة الحالية من الخطوط الحمراء التي لا يجوز انتقادها ومساءلتها في حين اصبحوا يعتبرونها اكثر اهمية بالنسبة لهم من الدستور».
وتحدث البراك في هذا السياق عن موقف النواب الـ 36 الذي اصدروا «بيان الخوف» عقب جلسة استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء وبعدما وقع 10 نواب ورقة بعدم التعاون ليعلنوا براءتهم من الاستجواب ويتبنوا مسؤولية افشال الطلب حتى لا تقوم له قائمة بعد الآن.
واشار البراك الى ان بعض النواب اصبحوا يفخرون بالانجازات التي قدموها وصنعوها داخل المجلس، كما يدعون متسائلا في هذا السياق: «اذا كان الوضع كذلك وكانوا واثقين من قدراتهم وامكاناتهم وانجازاتهم فلماذا الخوف اذن من العودة الى صناديق الاقتراع والى الامة مصدر السلطات والتي لولاها لما كنا نوابا نمثلها».
وقال: «الله وحده يعلم نتائج الانتخابات المبكرة ولكن المضمون في هذه الانتخابات اننا سنخرج 34 نائبا من جيب الحكومة خلال فترة الحملات الانتخابية حتى يعرضوا انفسهم مرة اخرى وحتى يقول الشعب الكويتي رأيه فيهم مع المرشحين الآخرين».
وتابع قائلا: «نحن نعلم ان الحل يأتي في اعقاب وصول الوضع بين المجلس والحكومة الى طريق مسدود وبعد ذلك يرفع الأمر إلى صاحب السمو الأمير ليختار سموه اما قبول استقالة الحكومة او حل المجلس في حين ان الانتخابات المبكرة أمرها مختلف، فبعد ان يعلن 33 نائبا قبولهم إجراء انتخابات مبكرة يتقدمون باستقالة جماعية ومن ثم تجرى هذه الانتخابات خلال شهرين من تقديم الاستقالة».
واضاف: «نعم قلنا في السابق ان مجلس الأمة ليس بقالة حتى «تسكرها» الحكومة كل 6 اشهر لأنه كان واضحا ودائما انه كلما شعرت الحكومة بالحرج نتيجة للمساءلة تمارس عملية الهروب الكبير وتقدم بعد ذلك استقالتها وتقول في المجلس ما لم يقله مالك في الخمر».
وتحدث البراك باستغراب عن ردة فعل بعض النواب من فكرة إجراء الانتخابات المبكرة في حين اننا لم نسمع اصواتهم تعترض دعوة البعض إلى الحل غير الدستوري رغم أن فكرة الانتخابات المبكرة تقوم على اساس العودة الى الشارع والامة مصدر السلطات.
واستغرب البراك ان «يتمادى البعض ويقول ان هناك اجندة خاصة وراء الدعوة إلى الانتخابات المبكرة لكن نحن نقول لهم ان هذه الاجندة.. هي الكويت لان العودة الى الشارع الى الامة مصدر السلطات لا تخيف ولكن البعض يخشاها لاسباب معروفة».
واكد البراك ان «الناس في مختلف المناطق وخلال سنة من العمل النيابي قيموا الاداء ودرسوه جيدا، بل واتخذوا قراراهم الذي استقر في صدورهم».
واعتبر البراك ان تجربة بعض النائبات كانت بالنسبة للناس مخيبة للآمال سواء كانوا ناخبين او ناخبات على حد سواء.
واشار الى ان هذه المعطيات تؤكد أن الانتخابات المبكرة وفقا للدوائر الخمس ستخرج 40 نائبا على الأقل خارج المجلس بحسب ما يراه الشارع والسواد الأعظم من الناس.
ورأى أن هذه هي المشكلة التي يدركها البعض جيدا ممن يعرف هذه الحقيقة جيدا وبالتالي كانت الدعوة الى الانتخابات المبكرة بالنسبة لهم تعني العودة إلى الشارع والامة وصناديق الاقتراع وهو ما يعني بكل وضوح أنهم سيكونون خارج قاعة عبدالله السالم.
واضاف: «نعم سيكونون كذلك بسبب انهم سلبوا ارادة الامة واعطوها للحكومة في كل شيء في قضايا الناس واحتياجاتهم وحرياتهم وفي امور كثيرة لا تعد ولا تحصى».
وتحدث البراك عن الانتخابات المبكرة قائلا: «نحن لا نخشاها لانها عودة الى الامة مصدر السلطات جميعا، وسنكون سعداء بنتائجها والتي ستكون بعيدة عن الاخطاء أو التزوير وحالة ردود الأفعال التي عاشها الناخب الكويتي خلال الانتخابات السابقة في بعض الدوائر الانتخابية».
ورأى أن «هذه الانتخابات ستعطي الشارع الحق في أن يقرّ أو لا يقر الوضع الذي وضع بعض النواب والنائبات انفسهم فيه، خصوصا انها بالنسبة للنائبات التجربة الأولى لدخولهم الى مجلس الأمة».
وتدارك قائلا: «النائب أو النائبة الواثق أو الواثقة من ادائه واتصاله بالجماهير ودوره في تبني قضايا الناس لا يخشى شيئا ولا يخاف الانتخابات المبكرة فلماذا الخوف الذي ابداه البعض».
وتحدث البراك ايضا عن «نائب وقف امام وسائل الإعلام وعدد انجازات المجلس وقال انها تحققت نتيجة لمواقف النواب العقلاء المتعاونين مع الحكومة».
وتدارك قائلا: «اذا كان هذا النائب وغيره واثقين من هذا الانجاز الذي اسموه انجازا وواثقين من سلامة وقوفهم مع الحكومة وواثقين من سلامة موقفهم من حلول الحكومة في قضايا الناس ويعتقدون ان الشارع متقبل هذه المواقف فلماذا إذن يرفضون الانتخابات المبكرة.. نعم نريد ان نعرف سببا واحدا يبرر رفضهم».
وتابع: «نعم.. إذا كانوا يعتقدون ان المجلس قدم قوانين متطورة ومفيدة للناس وبأن مواقفهم من محاسبة الوزراء ورئيس الوزراء تتناسب ورغبة الناس فلماذ الخوف إذن من الانتخابات المبكرة.. لكن بلا شك الامور ليست كذلك لأن هذه الانتخابات تعني أن الناس ستقيم اداءهم وهذه هي الطامة الكبرى بالنسبة لهم».
وتحدث البراك ايضا عن امثلة تؤكد سوء الاوضاع التي وصل إليها المجلس منها «عدم وجود اكثر من وزير في الجلسات التي شهدت مناقشة القوانين والقضايا المهمة».
واشار في هذا الاتجاه إلى دور نائبة لا يمكن ان تجلس على كرسيها لمدة ساعة كاملة، وقال: «اتحدى ان تجلس ساعة من دون ان تقوم بدورها الوحيد في محاولة فهم وجهة نظر الحكومة لتذهب إلى النواب داخل وخارج القاعة حى تنسق معهم فيما تريده الحكومة».
وتساءل: «هل الناخبون والناخبات انتخبوا هؤلاء النواب ليقوم البعض منهم بهذا الدور.. لكن يبدو أن الأمر كما قالت إحدى النائبات: «نريد أن نستمر لمدة اربع سنوات.. رأيي ان الاستمرار يمثل لهم البقاء طول هذه المدة».
واكد البراك ان قرار المجلس بات مختطفا من الحكومة.. وهذا بكل اسف بإرادة بعض النواب، لافتا الى ان الانتخابات المبكرة ستعطي الشارع الفرصة للافراج عن هذا القرار المختطف.