أبّن رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي أسرة الشاعر د.غازي القصيبي الذي وافته المنية أمس الاول بعد صراع طويل مع المرض.
وجاء في رسالة التأبين:
أود أن أعرب لكم بالاصالة عن نفسي ونيابة عن اخواني اعضاء مجلس الامة عن خالص عزائنا ومواساتنا في فقدان المغفور له بإذن الله تعالى د.غازي عبدالرحمن القصيبي.
ما كان وقع خبر وفاة والدكم الكريم ـ طيب الله ثراه ـ بالمحزن فقط، بل كان اكثر من ذلك بكثير، فالرجل الذي أخلص لبلده واحتضنه مليكه وأمته الا ان يحمل له اهل الكويت جميعا كل تقدير وحب وعرفان بالادوار العظيمة التي قام بها حين تصدى بسيف الكلمة والشعر للحجج والاباطيل التي أيدت الغزو العراقي للكويت.
فقد كان رحمه الله تعالى في مقدمة المدافعين عن الكويت وشعبها وشرعيتها من خلال زاويته «في عين العاصفة» في جريدة الشرق الاوسط اللندنية وهي الزاوية التي كانت أشبه ما تكون بجبهة حرب حقيقية استطاع برؤيته الثاقبة، الا مقارعة الحجة بالحجة ودحض الآراء والاباطيل والافتراءات التي كانت تزين الغزو وتبرره. كما لا ينسى الكويتيون جميعا القصائد التي أنشدها دفاعا عن الكويت وأقسم فيها بأن ترجع الكويت «من خنادق الظلام لؤلؤة رائعة كروعة السلام» وهي القصائد التي كانت كالبلسم الذي ضمد جراح الكويتيين، ولهذا كله فقد كان والدكم ـ رحمه الله ـ لوحده كتيبة مدرعة من الكلمات والاشعار التي قصفت الباطل فدمغته وأنشأت خطابا عربيا جديدا يقوم على رفض مبدأ غزو دولة لدولة عربية اخرى.
وهو بذلك كان يقوم بدور مساعد للادوار العظيمة التي قامت بها المملكة العربية السعودية آنذاك في دعم الحق الكويتي بدءا من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ومرورا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي كان آنذاك وليا لعهده الأمين وانتهاء بالشعب السعودي الشقيق، وهي الادوار التي تحظى بتقدير وثناء من الكويت قاطبة أميرا وحكومة وشعبا.
الاخوة الاعزاء أسرة المرحوم ـ بإذن الله تعالى ـ الاديب والشاعر والمفكر د.غازي القصيبي.
لكم ان تفخروا حقا بهذا المفكر والاديب العظيم، فمثل غازي القصيبي لا تغيب شمسه بغياب الجسد، ففكره وأدبه وسيرته العطرة ستبقيه حيا دوما في ضمائر الملايين من العرب والمسلمين، ولكن هذه مشيئة الله ولا راد لقضائه وقدره الا هو وإنا لله وإنا اليه راجعون.
نسأل الله العلي العظيم رب العرش العظيم ان يرحم الفقيد العزيز بواسع مغفرته، وان يسكنه الفردوس الاعلى، وان يجمعنا واياه مع الصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.