- البصيري: البلد لا يحتمل المزيد من الخلاف والحكومة بدأت إجراءاتها منذ 10 أيام وستواصل استكمالها ونتمنى منحها فرصة لتطبيق القانون
لاتزال قضية تطاول المدعو ياسر حبيب على ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها محل اهتمام رسمي وشعبي. وفي هذا الاطار، أكد رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي جدية الحكومة في اتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة والكفيلة بالحد من اثارة الفتنة في البلاد، مشيدا بجهود رئيس واعضاء الحكومة في هذا المجال، متمنيا من النواب ووسائل الاعلام الاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية في هذا المجال.
وأوضح الرئيس الخرافي، في تصريح للصحافيين، ان وزير الدولة لشؤون مجلس الامة د.محمد البصيري اطلعه خلال اللقاء البروتوكولي على الاجراءات الحكومية المرتبطة بالتطورات الاخيرة، لاسيما ما يتعلق بردع محاولات اثارة الفتنة التي برزت اخيرا في البلاد.
وأثنى الرئيس الخرافي على الجهد الذي بذله رئيس واعضاء الحكومة في الحد من الفتنة، كما اشاد بالبيان الصادر عن رئيس الوزراء بالانابة ووزير الدفاع الشيخ جابر المبارك والذي جسد جدية الحكومة في حماية الوحدة الوطنية، مطمئنا الى ان الحكومة جادة بالفعل في استكمال اجراءاتها الرادعة للحد من اثارة الفتن، وذلك في اطار القانون ودولة المؤسسات.
وأكد ان اهل الكويت لا يريدون ولا يقبلون بوجود الفتنة، مسترشدين بالتوجيهات السامية لصاحب السمو الامير في العشر الاواخر من رمضان، والذي شدد على الوحدة الوطنية ووحدة الصف.
وأعرب الخرافي عن امله في ان يعي النواب اهمية وضرورة التوقف عن التصريحات والتصريحات المضادة التي قد تثير النزعات والفتن، وان نتيح للحكومة الفرصة لاستكمال اجراءاتها القانونية في اجواء هادئة والا نسيء لبعضنا البعض، متمنيا في الوقت ذاته من وسائل الاعلام عدم المساهمة في اشعال الفتن وان تكون عاملا مساعدا على الاستقرار والتهدئة.
واضاف الخرافي: اقول لمن يهدد بالقتل انت لست في غابة، ونحن في دولة قانون، وعلى من يسيء للقانون تحمل مسؤولية ذلك ولابد ان ينال جزاءه، داعيا الى افساح المجال امام المؤسسات القانونية لاتخاذ اجراءاتها.
وفيما ان كان من ضمن الاجراءات الحكومية سحب الجنسية قال: «لا استطيع الدخول في تفاصيل الاجراءات الحكومية، لكن ما اؤكده ان كل الاجراءات الرادعة للفتنة هي محل تقييم، والحكومة جادة في تطبيق القانون بعيدا عن الانفعال او ردة الفعل، حتى يتم وأد الفتنة في مثل هذا المجتمع الصغير».
وسئل عن تلويح بعض النواب باستجواب وزير الداخلية ان لم يتم «سحب الجنسية» فاجأب «نحن الآن لسنا في مقام التلويح او التهديد، ويبقى الاستجواب حقا دستوريا للنواب، واتمنى من الزملاء وذوي الشأن ومنا جميعا ان نتقي الله في الكويت، ولا نؤجج الأمور ولا نثير الفتن، وعلينا الاطمئنان الى ان الحكومة ستتخذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار الفتنة، ونسأل الله ان يحفظ الكويت من كل مكروه وان يحفظنا من الفتنة».
من جانب آخر رد الرئيس الخرافي على سؤال حول اي مشاورات تمت بينه وبين الوزير البصيري حول الملف الرياضي بالقول: «ان الاخ البصيري ليس الوزير المختص بالملف الرياضي، لكني لا ازال مستغربا من اتخاذ الحكومة قرارا بحل مجلس ادارة هيئة الشباب والرياضة السابق، ومازلت اتمنى ان يفهمني احد مبررات الحكومة في هذا القرار، واتمنى الا يكون ما سمعته صحيحا من ان القرار اتخذ في ليلة ظلماء»، مشددا في الوقت ذاته على تطبيق القوانين واحترام كرامات الناس وعدم الاساءة والتجريح لمن قبل بالعمل في الشأن العام بجرة قلم.
من جانبه بين الناطق الرسمي للحكومة وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الامة د.محمد البصيري انه اجتمع امس مع رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي وفق اللقاء البروتوكولي الاسبوعي، ونقل له آخر الاجراءات الحكومية المتعلقة بالاحداث الاخيرة المثارة على الساحة السياسية.
وقال د.البصيري في تصريح للصحافيين: ان الحكومة جادة في اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة للحد مما يجري على الساحة من احتقان وتجاذبات وتصريحات واخرى مضادة، متمنيا ان يعي من يطلق التصريحات من نواب مجلس الامة حساسية الامور، ويعوا ايضا الدور المنوط بهم كنواب ممثلين لجميع طوائف الشارع الكويتي، خصوصا ان البلد لا يحتمل المزيد من الخلاف، وتوا انقضى شهر رمضان الذي يتميز بصفاء النفوس والتقرب الى الله، وفيه الكثير من التواد والتراحم.
وذكر د.البصيري ان جدية الحكمة في طي ملف الاحتقان تمثلت في البيان الحكومي الذي صدر قبل اسبوع، بالاضافة الى تصريح رئيس الوزراء بالانابة الشيخ جابر المبارك الذي نشر في الصحف المحلية، اذ اتضح ان الحكومة عاقدة العزم على اتخاذ الاجراءات القانونية المتعلقة بالاحداث الاخيرة.
ودعا د.البصيري جميع وسائل الاعلام الى مراعاة حساسية ما يجري على الساحة من قضايا وأمور، والحكومة بدأت اجراءاتها منذ 10 ايام وستواصل استكمال الاجراءات ونرجو ان نمنح الفرصة لكي يتسنى لنا اتخاذ الاجراءات القانونية، لاريب ان الخوض في مثل هذه المسائل بالتفصيل ليس في الصالح العام راهنا، وستتضح الصورة والرؤية خلال الايام القليلة المقبلة، ونأمل ان يعي الجميع خطورة وحساسية التصريحات والتصريحات المضادة.
وشدد د.البصيري على ان الوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية هو مبتغى الجميع، وكلنا يحرص على تعاضد النسيج، ومنع من يدخل بهدف تفتيت النسيج وعموما الوحدة الوطنية وتجانس النسيج الكويتي مفخرة لنا جيمعا، لأن اهل الكويت جبلوا على التسامح واتساع صدورهم للرأي والرأي الآخر بعيدا عن اثارة النعرات، والقضايا التي تشرخ الجسد الذي نحرص جميعا على تماسكه وقوته وصلابته.