عبدالهادي العجمي
طالب النائبان مسلم البراك ومحمد هايف الحكومة بتقديم ما يثبت تحقيقها انجازات تذكر امام الشعب الكويتي، مشيرين الى ان بقاء بعض الوزراء في مناصبهم سيولد أزمات جديدة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
جاء ذلك في الندوة التي أقيمت بديوان د.نواف جهز بمنطقة هدية مساء امس الاول تحت عنوان «الحكومة انجازات أم إخفاقات»، وشارك فيها هايف والبراك ود.نواف جهز والناشط السياسي زايد الزيد والكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم والناشط السياسي خالد الفضالة، كما حضرها حشد كبير من الاعلاميين والنقابيين والكتاب وجمع من المواطنين.
البداية كانت مع النائب محمد هايف الذي تحدث قائلا:عنوان الندوة هو «الحكومة انجازات أم اخفاقات»، وأنا أضيف لهذا العنوان الأزمات، لأنه للأسف هناك من الوزراء من أصبح أزمة، وبدلا من ان يقوموا بواجبهم بحل الازمات أصبحوا يختلقون الازمات، وأصبح رحيلهم واجبا وببقائهم ستستمر الأزمات.
وزاد: ومنهم من اشتهر بهذه الازمات أقصد وزيري الداخلية والبلدية ووزيرة التربية.
وأضاف هايف: وللأسف لو عددنا هذه الازمات وهذه الاخفاقات فقط لهؤلاء الثلاثة لما استطعنا ان ننتهي منها في هذه الندوة فهي واضحة وبعضها تشهد عليه شوارع الكويت في هذه الساعة من خلال توزيع دوريات الشرطة وتسكير الشوارع، وللأسف أصبحت هناك انتقائية للندوات. وتابع هايف: ندوات تشدد عليها الحراسة وكأنه سيساق فيها ما لا تحمد عقباه، وندوات تعتبرها الحكومة ندوات مسالمة تصب في المصلحة العامة وفيها من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى، وليس هناك داع لتسكير الشوارع ومنع الجمهور من حضور هذه الندوات.
وقال هايف: التناقض أصبح واضحا في المسيرة الحكومية ولافتا للنظر، وعلى سبيل المثال قانون المرئي والمسموع الذي عقدنا له أكثر من جلسة ونوقش مع رئيس الوزراء في جلسة خاصة، وأيضا نوقش في لجنة الظواهر السلبية، وهذا القانون يحمي المجتمع ويعطي الحكومة مساحة كبيرة لضبط الأمور ويعطي صلاحيات لوزارة الاعلام دون الوزير، لكن للاسف بعد ذلك لم تأخذ برأي أساتذة الحقوق ولم تأخذ ايضا حتى بالرأي الحكومي الممثل بإدارة الفتوى والتشريع ان هذا القانون يتيح لوزارة الاعلام ايقاف البرامج ومصادرة الموجودات، لكن التخاذل الحكومي وعدم تطبيق القانون هو ما جر الفتنة على المجتمع الكويتي، وقد شهدت الايام الماضية مع احدى القنوات التي حصدت أشواك ما زرعت. وزاد هايف: ومع ذلك بعدما حدثت هذه الحادثة أصبح عندنا خلل في الموازين في الوقت الذي كانت ترى الحكومة انه لابد من اللجوء الى القضاء نجدها تصدر حكما قبل ان تصل الى القضاء فتعزل أحد سفرائنا المحترمين عن منصبه دون ان تنتظر وصول القضية الى القضاء، وأضاف: هذا التخبط الحكومي وعدم الموازنة وعدم الثبات على المبدأ فإذا كانت الحكومة تنادي بالرجوع واللجوء الى القضاء وانتظار حكم القضاء إذن لماذا تصدر الحكومة أحكامها؟
إخفاقات
وقال هايف: هذا من الاخفاقات والتي تعودنا عليها من الحكومة، ونؤكد انه ليس بيننا وبين رئيس الحكومة ولا أحد اعضائها خصومة، بل هذا نقد مشروع لسير هذه الامور على النهج الذي أصبح لافتا للنظر سواء المحلية أو الخارجية والقنوات التي تحدثنا عنها كثيرا بانها اساءت لسمعة الكويت في الخارج وانتقدت فئات من الشعب الكويتي ونواب ووزراء ورئيس الحكومة وصل فيها الأمر الى ان تصل الى اثارة الفتنة بين أفراد الأسرة الحاكمة فمن الطبيعي ان يحدث مثل هذا الخلل وهذا الاقتحام لهذه القناة بعدما غاب القانون عن التطبيق وقد تحدثنا مع رئيس الوزراء ورئيس الوزراء بالانابة عن عدم تطبيق هذا القانون وهذا الخلل الموجود لأنه في ظل ذلك سيكون هناك خلل في المجتمع وسيكون هناك فجور في الخصومة.
واضاف هايف: اناس يمتلكون قنوات اعلامية ومواطنون ليس بامكانهم الرد على مثل هذه القنوات ومثل هذه الاقلام ومثل هذا الاعلام الفاسد والحكومة تتفرج، اذن ماذا ينتظرون من المجتمع والناس؟ وقال هايف: هذا الأمر ليس وليد الساعة بل بدأ منذ سنوات وكان النواب والمجتمع يحذرون وكانت هناك اجتماعات في هذا الجانب ولكن لا حياة لمن تنادي فنرجو ألا نستشهد في هذا البيت الذي يقول: لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
واكد هايف ان هذا التخبط الموجود في الحكومة لا يصلحه الا تعديل حكومي واقالة لعدد من الوزراء وعلى رأسهم وزير الداخلية الذي يقوم باجراءات في غير محلها ووزير البلدية الذي تسبب بازمات ومنها اسعار الخضار والاسماك التي تمس شريحة كبيرة من الشعب الكويتي، ووزيرة التربية التي مازالت تشكل لجانا وتحضرها وتبارك في الاختبارات لمديري عموم المناطق ثم ما تلبث ان تقوم بالغاء هذه اللجنة استجابة لضغط نيابي وايضا التخبط الموجود في المناهج واطالة اليوم الدراسي دون الرجوع الى دراسات او حتى الى الاستماع لجمعية المعلمين ونداءات أولياء الأمور وايضا تفريغها لمناصب قيادية كبيرة كمدير الجامعة الذي اصبح منصبه شاغرا منذ اكثر من شهر وتحاول ان تكسب رضاء ومواقف بعض النواب من خلال اعطائهم بعض هذه المناصب.
وختم هايف: نتمنى ان يعيد رئيس الحكومة النظر في بعض وزرائه والتي انتهت صلاحيتهم، وبقاؤهم سيولد مزيد من الازمات والتخبط والاخفاقات.
بدوره تحدث الناشط السياسي زايد الزيد وقال: لسنا بصدد اليوم تقييم الحكومة وانجازاتها لانه ليس لديها اي انجاز، واضاف الزيد: قضية الرياضة مضى عليها ثلاث سنوات وليسوا قادرين على حلها وايضا كثير من القوانين يتم الغاؤها بسبب ان اي طرف من اعضاء المجلس يصرخ على الحكومة.
وقال الزيد: اليوم لا نستطيع ان نتحدث عن اي انجازات للحكومة ولا ندري لوين رايحين «الله يستر».
من جانبه قال د.نواف جهز ان الحكومة الحالية هي حكومة اخفاقات ولم نر منذ تسلمها السلطة انجازا يذكر سواء في البنية التحتية او في مبدأ الحريات الذي تراجع في الآونة الأخيرة وزاد جهز، خمس سنوات وحكومة ناصر المحمد لم تقدم للشعب حلا واحدا لمشاكله واكبر دليل على ذلك الأزمة التي مرت علينا قبل أيام قليلة وهي أزمة ارتفاع سعر كرتون الطماط وعجزت الحكومة عن حلها فماذا يُرجى منها؟ووجه رسالة الى نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية الشيخ احمد الفهد وقال: انت قلت ابشروا سنعطيكم الشمس بيد والقمر بيد.
حكومة إنجازات
وبدوره تحدث الكاتب والمحامي محمد الجاسم قائلا: هل الحكومة حكومة انجازات ام اخفاقات، سؤال تم طرحه السنة الماضية والتي قبلها ويبقى السؤال قائما والاجابة كما هي لم اسمع احداً كان قال ان الحكومة حكومة انجازات وهذا تعبير عن الواقع.
واضاف الجاسم: اذا كنا في السنوات السابقة نتناول موضوع الحكومة وعلاقتها في مجلس الامة علاقة بين السلطات واليوم لا نشعر بفائدة ترتجى من الحكومة او حتى من مجلس الامة وما وصلنا اليه من امور للاسف كنت احذر منها طوال السنوات الخمس الماضية نتيجة لممارسات شاذة غريبة عن البيئة السياسية في الكويت خاصة ما حدث في السنتين الماضيتين ولم نتصور في يوم من الايام ان الاعلام المدعوم المرعي وليس المرئي يتطاول على فرع من فروع الاسرة.
وزاد الجاسم: ظاهرة دوريات الشرطة بالقرب من الديوانيات التي تعقد فيها الندوات مظهر غير حضاري وهي من مظاهر عسكرة المجتمع وحين تستعرض السلطة قوتها من خلال الشرطة والبوليس هذا يعني دون شك أن السلطة وصلت التى مرحلة متقدمة من الضعف تحت شعار «ما يصير الدعوة ليست سائبة» وهذا تفكير قاصر وما يأتي مرحلة سيأتي بعدها ما هو اسوأ، وتابع الجاسم: فاذا بدأنا بالاعتياد على ان تحاصر الدوريات مقر اجتماعات الناس العامة ايا كانت الحجة فهذا يعني انه في يوم ما قد يحدث تصادم.
دور الأفراد
وزاد الجاسم: دورنا كأفراد دور رئيسي ومهم وانا هنا لا أحرض على العصيان والتمرد، وانما على اللجوء الى ممارسة حقنا الكامل في التعبير عن رأينا تعبيرا سلميا على الاقل ان تشعر السلطة ان هناك غضباً وسخطا واستياء.
ونحن لسنا اطفالاً حتى نكتفي بوصاية الحكومة علينا والشعب اليوم يرى بوضوح شديد الاخطاء التي ترتكبها الحكومة وهي اخطاء استراتيجية قاتلة مدمرة وتؤثر على كيان ومستقبل الدولة ومؤثرة على وحدتنا الوطنية.
وختم الجاسم: المسؤولية مسؤوليتنا جميعا بالدرجة الاولى ما لم يصل رأينا واستياؤنا الى السلطة فالامور ستزداد سوءا فواقعنا سيئ مع حكومة سيئة عاجزة عن مواجهة «الطماط».
وبدوره اكد الناشط السياسي خالد الفضالة ان النجاح والتنمية ليست ببناء الجسور والاسمنت والحديد، انما النجاح الحقيقي هي التنمية البشرية ورفع شأنها، وللاسف لم نر شيئا من هذه التنمية وقال الفضالة: الاخفاقات لا تعد ولا تحصى ولكن الجزئية التي يجب ان نركز عليها هي قضية الوحدة الوطنية وما حصل في الفترة الاخيرة من انتقاءات متعمدة وان هناك اطرافا من المجتمع الكويتي مغضوب عليهم ويجب ان تحمر العين لهم وان يحسوا بالاضطهاد وما يحصل هو تكتيك سياسي (فرق تسد) ويجب علينا الانتباه لهذا التفريق وتفويت هذه الفرصة على من لا يريد التحامنا وتكاتفنا ويجب ان تتضافر جهودنا في مواجهة مثيري الفتنة.
آخر المتحدثين النائب مسلم البراك الذي تحدث قائلا: الحديث عن قضية الحكومة والتأزيم موضوع حيوي نتناقش فيه ونتبادل الرأي ونعلن حقيقة هذه الحكومة والسؤال الذي نطرحه للناس وانا واحد من الناس اللي اتمنى ان الكويت من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها تبدأ التنمية والبناء الحقيقي وأتمنى أن أذهب في يوم من الأيام إلى إحدى الديوانيات ويقال لي «شلون تتكلم عن الحكومة هذا الكلام»، اتمنى أن يحصل هذا الأمر «عشان أنا وغيري نسكت عندما يحجونا حتى لو بإنجاز واحد».
لا مجال لإسكاتنا
وأضاف البراك مخاطبا الحكومة: «ترى ما فيه مجال لإسكاتنا إلا بهذه الطريقة حنا لا نأخذ لا عطايا ولا هبات ولا ندخل بالمقايضات»، ونتمنى لو قدمت الحكومة بشكل فعلي في يوم من الايام انجازا، ولكني اتحداهم وأتحدى حكومة ناصر المحمد أن تأتي بملف واحد تواجه به الشعب وهذه الحكومة التي تملك الاعلام والرسمي وتملك الإعلام الفاسد «خل يواجهون الناس»، وزاد البراك: أول انجازات الحكومة انها أكلت الناس لحما فاسدا (65 طنا من اللحوم الفاسدة) لو توزعها على نصف كيلو «130 ألف بطن دخلها لحم فاسد غير صالح للاستخدام الآدمي»، فهل أحد يقبل بذلك؟! وأضاف البراك: الإنجاز الثاني للحكومة، الوزير المبجل وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد وتجاوزاته في قضية الوافدين الإيرانيين ومماطلته في حضور التحقيق في لجنة الدفاع والداخلية وفي إحدى جلسات التحقيق (صار عنتر) ويقول أنا اتعامل بشفافية، وقال البراك: وبعد ذلك بيوم جاءنا الاخ بدلا من ان يقول انا تسرعت أو ارتكبت خطأ يقول «خالتهم جاءتني وقدمت كتاب استرحام».
وتابع البراك: الآن لجنة التحقيق ادانت وزير الداخلية والتقرير من 22 صفحة قلصت الى سبع صفحات وشالوا منها كل الكلام المدين الذي يدين الوزير لكن لم يستطعوا أن يغيروا في ادانة الوزير لانه اخل بواجبات وزارته.
وقال البراك: قمنا بتحويل أوراق «الكويتية للاستثمار» وعندما قدمتها في جلسة 19 يونيو الماضي وكنت مُصرا على احالتها الى لجنة تحقيق ولها أكثر من ثلاثة اشهر واللجنة تشتغل بشكل مهني بدليل أن وزارة المالية ووزارة التجارة والكويتية للاستثمار بدأت تتكشف أوراقها.
وقال البراك: الأخ رئيس مجلس الأمة، أشكر الله ألف مرة، أنه بدأ يدخل في نادي المؤزمين وبدأ يستخدم عبارات كنا نستخدمها لكن لم اتصور في يوم من الأيام أن جاسم الخرافي يقول في «ليلة ظلماء» «مو داشة مخي»، لكن أنا اقول له رسالة «يا بوعبدالمحسن ترى الليلة الظلماء مو اللي صار فيها الأمر ترى اللي صار في القضية كلها نتائج الليلة الظلماء اللي انت مع الحكومة وقعتم وثيقة تنفيذية واللي قاعد انعيشه نتائج الليلة الظلماء».
وقال البراك: اعضاء الحكومة مختلفون في الرياضة، وفي التنمية صرح الشيخ احمدالفهد بأننا نفذنا ما يقارب 22% من التنمية وهذا الكلام قبل ثلاثة اشهر وخرج الوزير فاضل صفر بعده بثلاثة ايام وقال نفذنا الآن 27% ولا ندري من الصح فيهما.
واضاف البراك: انا اتوقع «باچر» يطلع لكم وزير المالية «أبو الرواتب» ويقول انجزنا من التنمية 35% هذا الوزير الذي عجز وضحك على الناس في قضية الرواتب.
وأنا قلت في وقتها «الشرهة مو عليه الشرهة على رئيس الوزراء الذي يقبل بمثل هذا الوضع ويقبل بوزير مالية يتلاعب بمشاعر الناس».وقال البراك: نحن نتعامل مع حكومة غير جيدة وأضرت بالناس، نتعامل مع حكومة أضرت بأملاك الدولة، أسألكم بالله، هل هناك حكومة تترك لمنتفعين ومتنفذين أراضيها يبيعون ويشترون فيها بالملايين وهي تأخذ 10 أو 20 دينارا ثمن التحويل «أي حكومة هذي؟» أي حكومة ممكن ان نقول هذي نأتمنها على انها تقوم بالتنمية في البلد بمبلغ يصل لـ 37 مليار دينار؟
وزاد البراك: بعد سنة أو سنتين في ظل هذا المجلس الذي يقدم الولاء والطاعة للحكومة وصحينا والا اللي على أرض الواقع 12 مليارا «طيب الـ 25 مليارا وين راحوا؟».
وتابع البراك: عندما أبدينا رأينا بهذه الحكومة وفي الوزراء في هذا الأداء غير الجيد كنا نقصد ما نقول وكنا نعرف ان الأمور للأسف تسير بانحدار ومن سيئ إلى أسوأ وأخطر نقطة في هذا الموضوع هو ان يكون هناك مجلس قائم ويكون شاهد زور على ما يحصل في حق البلد، ويطلعون ويتكلمون عن تشكيل لجنة وحدة وطنية «من عليه تقصون؟» يا حكومة انكشفتي تسمحون بقناة تضرب بفئات المجتمع وتميزهم وتسيء لهم وتضرب الوحدة الوطنية «سبحان الله» كل ما تكلم وزير عن الوحدة الوطنية بعده بـ 3 أيام اشتغلت قنوات الشر بضرب عنيف لمكونات المجتمع.