- تكثيف حملات التوعية والتدريب الميداني حول مفهوم المواطنة لجميع الشرائح المجتمعية التي تلعب دوراً في تشكيل الوعي
رفعت لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي تقريرها الثامن عن الاقتراح المقدم من بعض الاعضاء بتكليف اللجنة بدراسة موضوع تعزيز روح المواطنة، والبيان الذي ألقته الحكومة بتاريخ 22/12/2009 بشأن الوحدة الوطنية وجاء في التقرير:
أحال رئيس مجلس الأمة الى اللجنة الموضوعين التاليين:
الاقتراح المقدم من بعض السادة الأعضاء في جلسة المجلس التي عقدت بتاريخ 24/6/2009 بشأن تكليف اللجنة دراسة موضوع تعزيز روح المواطنة. (تاريخ الإحالة 25/6/2009).
وبيان الحكومة الذي ألقته في جلسة المجلس المعقودة بتاريخ 22/12/2009 بشأن الممارسات والظواهر الغريبة على مجتمعنا الكويتي وأثرها البالغ في المساس بالوحدة الوطنية وبث بذور الفتنة والفرقة بين أبناء المجتمع. (تاريخ الإحالة 24/12/2009).
ولما كان الموضوع الأول قد أحيل الى اللجنة في نهاية دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثالث عشر فإن اللجنة في ذلك الدور وخلال العطلة البرلمانية قد ناقشته مناقشة مستفيضة ووجهت الدعوة لحضور اجتماعاتها إلى كل من:
1 ـ الهيئة العامة للشباب والرياضة:
رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف، ونائب المدير العام لشؤون الرياضة جاسم يعقوب، ومدير إدارة الهيئات الرياضية احمد عايش، ومدير إدارة الشباب طارق حسون، والى عبدالله عبدالرسول ـ المكتب الفني لقطاع الشباب، ومدير العلاقات العامة عبدالحميد شخص، والسكرتير التنفيذي نواف المكيمي.
2ـ عن وزارة التربية:
وكيل الوزارة المساعد لقطاع البحوث التربوية والمناهج مريم الوتيد.
رئيس قسم الأنشطة الثقافية د.تهاني العنزي.
3ـ عن وزارة الإعلام:
وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ احمد العبدالله.
وكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك.
الوكيل المساعد لشؤون الصحافة والمطبوعات طارق العجمي.
الوكيل المساعد لشؤون التلفزيوني بالإنابة فوزي التميمي.
وخلال العديد من الاجتماعات أبدى المدعوون من الجهات الحكومية تأكيدهم على أهمية تعزيز روح المواطنة، وتبين للجنة مدى ما تبذله تلك الجهات من جهود هي محل تقدير اللجنة، ورأت اللجنة أنه على الرغم من تلك الجهود فإنه ينبغي لجميع الجهات الحكومية والأهلية مواصلة العمل دون كلل أو ملل.
وفي مجال الشباب والرياضة تبين للجنة أن هناك جهودا تبذل من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة وأنها تعمل على تعزيز روح المواطنة عن طريق قيامها بعقد الندوات والقاء المحاضرات على الطلبة والمواطنين في الاماكن العامة والمدارس وذلك على يد كبار القياديين ورجال الدين للتبصير بكيفية الاعتزاز بالوطن وبيان مآثره والدعوة الى تمسك المواطنين بواجباتهم نحو مجتمعهم وصولا الى الوحدة الوطنية وتجنبا لكل ما من شأنه أن يؤدي إلى التفرقة والفرز الطائفي والقبلي، وقد قدمت الهيئة بهذا الخصوص ورقة بحثية عن المواطنة مرفقة مع هذا التقرير مع كتاب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل رقم 1/4/22430 بتاريخ 1/10/2009.
ولكل ما سبق فإن اللجنة تعلق آمالا كبيرة على الهيئة العامة للشباب والرياضة في العمل على تعزيز روح المواطنة بين المواطنين وخصوصا الشباب عن طريق تبصيرهم بمكانة الكويت بين دول العالم وأن هذه المكانة المرموقة تتأتى من العلاقات الطيبة بين المواطنين في الجبهة الداخلية وحرصهم على الانتماء إلى بلدهم والتمسك بوحدتهم الوطنية ومؤازرة سلطات الدولة الحريصة على مصالحهم والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات والتي تعمل على نشر الديموقراطية وتحقيق العدل بينهم وذلك تفعيلا للمقومات الاساسية للمجتمع الكويتي التي يُرسيها الدستور، وعلى أسس ثابتة من عقيدتنا السمحة.
وفي المجال التربوي اتضح للجنة ان هناك جهودا تبذلها وزارة التربية تتمثل في الاهتمام بالمناهج ومراجعتها أولا بأول عن طريق تشكيل لجنة في وزارة التربية مهمتها تزويد المناهج بالموضوعات التي تعزز الانتماء للوطن، وتبني الوزارة لمشروع تأصيل القيم التربوية اضافة الى المشاريع والابحاث والدراسات المتعلقة بتعزيز روح المواطنة، ورغم تلك الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتي هي محل تقدير اللجنة الا ان اللجنة رأت ضرورة أن يصاحب هذه الجهود دعم من جميع مؤسسات المجتمع وخاصة الإعلام والأسرة.
وفي المجال الاعلامي بين الحاضرون عن وزارة الإعلام للجنة الجهود التي تبذلها الوزارة وحرصها على العديد من البرامج الهادفة التي تنمي الروح الوطنية، ويتخللها العديد من البرامج الدينية ايضا، والحث على قيم الفضيلة والأخلاق والقدوة الحسنة والتفاني في حب الوطن، وأن الوزارة تعمل على بث البرامج المتنوعة التي يكون الغرض منها الارشاد والتوجيه الى المفاهيم الصحيحة ونبذ التفرقة بين طوائف المجتمع وتجنب اثارة الفتن.
وفي دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الثالث تم تشكيل اللجنة في بداية هذا الدور واستمرت في نظر الموضوعات المتبقية على جدول أعمال اللجنة السابقة وكان من بينها هذا الموضوع، ووجهت الدعوة ايضا لحضور اجتماعاتها الى العديد من الجهات الحكومية منها وزارة الاعلام والهيئة العامة للشباب والرياضة ووزارة التربية، وتبين للجنة الجهود المبذولة من قبل هذه الجهات.
وفيما يخص الموضوع الثاني في هذا التقرير والذي يتعلق بالبيان الذي القته الحكومة في جلسة المجلس المعقودة بتاريخ 22/12/2009 بشأن الممارسات والظواهر الغريبة على مجتمعنا الكويتي واثرها البالغ في المساس بالوحدة الوطنية وبث بذور الفتنة والفرقة بين ابناء المجتمع، فقد رأت اللجنة ارتباط هذا الموضوع بالموضوع الاول، اذ ان تعزيز روح المواطنة يصب في مصلحة الوحدة الوطنية وهذا بدوره ايضا يؤدي الى تعزيز روح المواطنة، فالموضوعان مكملان لبعضهما ولا يمكن ان تقوى الوحدة الوطنية دون روح وطنية يتحلى بها المواطن، لذلك رأت اللجنة دمج الموضوعين في تقرير واحد، وقد عقدت اللجنة عدة اجتماعات كان آخرها بتاريخ 6/9/2010 ووجهت الدعوة الى العديد من المسؤولين وهم كالتالي:
مجلس الوزراء
روضان الروضان ــ وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، والمستشار محمد عابدين ـ ادارة الفتوى والتشريع، والمستشار جوهر مقرون ـ ادارة الفتوى والتشريع.
وزارة الاعلام
الشيخ احمد العبدالله وزير النفط ووزير الاعلام، وفيصل المالك وكيل الوزارة، وطارق العجمي وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصحافة والمطبوعات، وسعد جعفر الوكيل المساعد لشؤون الاخبار والبرامج السياسية، وعلي العنزي مراقب المتابعة في القناة الاولى، وخالد الرشيدي مراقب البرامج الدينية في القناة الاولى، وعلي النومس باحث اعلامي في مكتب وزير الاعلام.
وزارة الداخلية
اللواء د.عبدالله العنزي مدير عام الادارة العامة للمجالس واللجان الوزارية، والعميد محمد السعيد مساعد مدير عام الادارة العامة للشؤون القانونية، والمقدم بندر المطيري مدير ادارة متابعة شؤون مجلس الامة.
جامعة الكويت (كلية الحقوق)
د.عبيد الوسمي، ود.مرضي العنزي، ود.ثقل العجمي، كما حضر بعضا من اجتماعات اللجنة عدد من السادة اعضاء مجلس الامة وهم:
د.حسن جوهر، وحسين مزيد، وخالد العدوة، وعدنان عبدالصمد، ومبارك الخرينج، ود.علي العمير، وصالح عاشور، وفيصل الدويسان، ود.ضيف الله ابورمية، وشعيب المويزري، وعدنان المطوع، ود.رولا دشتي، ود.معصومة المبارك.
كما وجهت اللجنة الدعوة لاكثر من مرة الى السيد رئيس جهاز الامن الوطني وتأسف اللجنة لعدم حضوره.
وقد تناولت اللجنة موضوع الوحدة الوطنية بالبحث والدراسة على ضوء بيان الحكومة الذي القته في جلسة المجلس المعقودة بتاريخ 22/12/2009 بشأن الممارسات والظواهر الغريبة على مجتمعنا الكويتي واثرها البالغ في المساس بالوحدة الوطنية.
وقد شارك اللجنة في المناقشة جميع السادة المدعوين وكذلك السادة اعضاء المجلس الذين حضروا بعض اجتماعات اللجنة، وقد تطرق المجتمعون الى الاحداث الاخيرة والتي اعتبرتها اللجنة احداثا شاذة بثت في بعض وسائل الاعلام وتناولت بالاستهزاء بعض الرموز الدينية، كما تطرق المجتمعون الى مناقشة امكانية معالجة قانون المرئي والمسموع لمثل هذه الاحداث والبرامج، اذ ابدى الحاضرون عن وزارة الاعلام صعوبة تطبيق قانون المرئي والمسموع على مثل هذه البرامج مما يستلزم تعديله.
واستمعت اللجنة في ذلك الى آراء اساتذة من كلية الحقوق بجامعة الكويت وآراء متخصصين في ادارة الفتوى والتشريع والذين اكدوا جميعهم ان قانون المرئي والمسموع الحالي صالح ولا يحتاج الى تعديل، وهو يعطي لوزارة الاعلام صلاحيات واسعة في ايقاف البرامج ومصادرة الموجودات والاحالة للنيابة.
وانتهت اللجنة الى اعتبار وزارة الاعلام مقصرة في اداء دورها تجاه تطبيق قانون المرئي والمسموع الذي لا يحتاج الى تعديل حسب رأي اللجنة المدعم برأي كل من اساتذة كلية الحقوق (الحاضرين)، والمستشار الحاضر عن وزارة العدل، كما ان هذا القصور من شأنه ان يفسد الجهود التي تبذل من قبل كل الجهات في سبيل تعزيز روح المواطنة ومن ثم المحافظة على الوحدة الوطنية.
الخلاصة والتوصيات
تضمن هذا التقرير موضوعين مهمين هما:
ـ موضوع تعزيز روح المواطنة
ـ موضوع الوحدة الوطنية
ونظرا لارتباط الموضوعين ببعضهما فقد رأت اللجنة دمجهما في هذا التقرير وبناء على ذلك توصي اللجنة بما يلي:
أولا: في مجال تعزيز روح المواطنة:
تعزيز الغيرة المشروعة لدى الشباب الكويتي على عرضه ودينه وانتمائه لوطنه والمحافظة على سمعته.
والعمل على نشر السير الذاتية للشخصيات الكويتية المعاصرة والتاريخية التي أسهمت في بناء المجتمع بأعمالها الجليلة.
وإقامة الاحتفالات الدورية لتكريم المواطنين الذين يتفوقون في المجالات الثقافية والرياضية والعلوم وغيرهم من الشخصيات التي تساهم في تعزيز روح المواطنة بين جميع فئات المجتمع.
وان تعمل الدولة على المساهمة في تعزيز روح المواطنة لدى المواطنين عن طريق مؤسساتها الثقافية والرياضية والاعلامية بالإضافة الى تعزيز دور المسجد والاسرة والجماعة والمدرسة، وذلك بتشجيع هذه الجهات على تبصير المواطنين بالفائدة التي تعود عليهم من حب الدين والوطن والانتماء إليهما.
والعمل على تكثيف حملات التوعية والتدريب الميداني حول مفهوم المواطنة لجميع الشرائح المجتمعية وخاصة تلك التي تلعب دورا أساسيا في تشكيل الوعي (الجسد القضائي والقانوني ـ خطباء المساجد ـ الأساتذة والأكاديميون ـ الصحافيون والكتاب ـ كبار الموظفين والقادة في السلم الوظيفي).
وتنشيط دور المؤسسات التربوية والتعليمية بحيث تكون مناهج التعليم وسيلة لتعزيز المواطنة.
ثانيا: فيما يخص الوحدة الوطنية:
التصدي للانحرافات والسلوكيات الدخيلة التي بدأت تظهر على بعض وسائل الاعلام الفاسدة والتي من شأنها بث الفرقة وزرع الفتنة بين ابناء الشعب الكويتي.
وتفعيل الدور التربوي والتعليمي في الحث على الوحدة الوطنية.
والعمل على التطبيق الصحيح للقوانين وخاصة قانون المرئي والمسموع في هذا المجال.
وعلى الجانب الاعلامي ابراز القيم النبيلة التي جبل عليها المجتمع الكويتي والتي تنطلق من ارضية صلبة تتمثل في العقيدة الاسلامية السمحة، ومن اهم هذه القيم المساواة بين المواطنين ونبذ الطائفية والتفرقة.
الاخذ على يد كل من تسول له نفسه استغلال الحرية استغلالا سلبيا، اذ يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها، فكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء، مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا، وان اخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» رواه البخاري.
واللجنة في هذا الصدد ترفع تقريرها الى المجلس الموقر ليتخذ ما يراه مناسبا بصدده.