موفد مجلس الأمة محمد السبيعي
استقبل رئيس جمهورية تركيا عبدالله غول في القصر الجمهوري بالعاصمة التركية أنقرة مساء امس الاول رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي والوفد البرلماني المرافق له، بحضور رئيس المجلس الوطني التركي الكبير محمد علي شاهين وسفيرنا لدى تركيا عبدالله الذويخ.
وأشاد الرئيس التركي غول خلال اللقاء بمتانة العلاقات التي تربط الكويت بالجمهورية التركية، وبالدور الكبير الذي قامت به الزيارات المتبادلة في ترسيخ هذه العلاقات وعلى رأسها زيارة صاحب السمو الأمير عام 2008 لتركيا.
من جانبه، نقل الخرافي تحية وسلام صاحب السمو الأمير الى الرئيس غول معربا عن ارتياحه للمستوى المتميز الذي وصلت اليه العلاقات الكويتية ـ التركية، وداعيا الى المزيد من التعاون لما فيه مصلحة البلدين، كما تم خلال الاجتماع بحث آخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.
لقاء رئيس الوزراء
كما التقى رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي والوفد البرلماني المرافق له رئيس الوزراء في الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان في المبنى الرئيسي لرئاسة الوزراء في العاصمة التركية أنقرة.
تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، كما تم بحث آخر المستجدات وتطورات الاوضاع في الساحتين الاقليمية والدولية.
والتقى الخرافي خلال زيارته الرسمية التي يقوم بها على رأس وفد من مجلس الامة بالرئيس السابق للمجلس الوطني التركي الكبير كوكسال توبتان في مقر اقامته بحضور أعضاء الوفد شعيب المويزري وسالم النملان وناجي العبدالهادي وسفيرنا لدى تركيا عبدالله الذويخ.
وأشاد الخرافي خلال اللقاء بالجهود الكبيرة التي بذلها خلال ترؤسه للمجلس الوطني التركي في تطوير العلاقات البرلمانية بين الكويت والجمهورية التركية، منوها بزيارته لمجلس الامة التي ساهمت في توثيق التعاون والتنسيق بين المجلسين، مشيرا الى ان زيارته لتركيا تأتي في هذا الاطار.
من جانبه، أعرب توبتان عن تقديره لزيارة رئيس مجلس الامة لتركيا، مؤكدا أهمية توثيق العلاقات البرلمانية بين البلدين نظرا لما تمثله الكويت من أهمية لدى الجمهورية التركية، وفي ختام اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية. من جانب آخر، أقام رئيس لجنة الصداقة البرلمانية التركية ـ الكويتية في المجلس الوطني التركي الكبير سليمان هلغا سيوغلو مأدبة عشاء على شرف رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي والوفد المرافق له بحضور اعضاء اللجنة وسفيرنا عبدالله الذويخ.
نجاح الزيارة
وفي سياق الزيارة أكد الرئيس الخرافي نجاح زيارته والوفد البرلماني المرافق له في تحقيق النتائج المرجوة منها على صعيد العلاقات الثنائية بين الكويت وتركيا لاسيما على المستوى البرلماني.
وقال الخرافي في لقاء عام مع وسائل الاعلام التركية امس الاول ان «الزيارة موفقة من كل الجوانب اذ عقد خلالها لقاءات مع رئيس البرلمان التركي محمد علي شاهين ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان وتوجت بلقاء الرئيس عبدالله غول».
واضاف ان العلاقة بين الكويت وتركيا متميزة وقائمة على احترام متبادل وان ثمة حرصا من كلا البلدين على تنمية هذه العلاقة التي تشهد نموا مطردا في المجالات كافة. واوضح ان هذه الزيارة تأتي في نطاق ثنائي جاءت تلبية لدعوة رسمية من رئيس البرلمان التركي لبحث التعاون على المستوى البرلماني والتأكيد على تطابق الرؤى حيال المسائل محل الاهتمام المشترك.
ولفت الى ان الزيارة جاءت لتؤكد الدعم للعلاقة المتميزة القائمة بين البلدين كما تؤكد حرص الجانب الكويتي على تنمية هذه العلاقة والارتقاء بها الى افاق ارحب واوسع، موضحا ان فحوى اللقاءات التي اجراها مع المسؤولين الاتراك انصبت في هذا الاتجاه.
وقال الخرفي انه جرى خلال لقاءاته مع المسؤولين الاتراك الحديث في الكثير من المواضيع «منها ما يتعلق بالشؤون البرلمانية والتنسيق في المحافل الدولية والاسلامية خصوصا ان الكويت وتركيا تشاركان معا في هذه المحافل» مؤكدا ان البلدين يسعيان لتنمية التعاون المشترك في هذه المحافل. واوضح ان اللقاءات تطرقت ايضا الى الموضوعات التي تخص المنطقة بالاضافة الى الهموم المشتركة خاصة الوضع الفلسطيني وكذلك الدور الذي تقوم به تركيا لفك الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة.
وتابع القول ان «موضوع المصالحة الفلسطينية احتلت حيزا من هذه اللقاءات وانه تم التأكيد على معالجة الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني وتسوية النزاع بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس من اجل صالح القضية الفلسطينية». وبشأن الاوضاع في العراق ولبنان والملف النووي الايراني اكد الخرافي ان الرأي الكويتي والتركي موحد تجاه هذه القضايا وان الرؤى التي برزت خلال اللقاءات كانت تصب في صالح ايجاد الحلول لقضايا المنطقة.
وذكر ان الحوار العربي ـ التركي الذي تستضيفه الكويت منتصف يناير المقبل حظي بنصيب من اللقاءات التي اجراها وفد مجلس الامة مع المسؤولين الاتراك مشيرا الى دعوة وجهها الوفد الى رئيس البرلمان التركي للمشاركة في هذا الحوار الذي ينظمه الاتحاد البرلماني العربي الانتقالي. واعرب الخرافي عن الامل في أن يلبي نظيره التركي الدعوة للمشاركة في هذا الملتقى لاثراء النقاش ودعم الحوار معتبرا وجود رئيس البرلمان التركي في جلسات الحوار أنها سيساهم في التوصل الى نتائج ملموسة تصب في صالح العلاقات العربية ـ التركية.
وعن العلاقات بين الكويت وتركيا اكد الخرافي وجود حوار بين البلدين لتوثيق التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية وتنمية المصالح المشتركة وبما يخدم العلاقات الوطيدة كما اكد أن ثمة اتفاقا بين البلدين في هذا الاتجاه.
ولفت الى انه خلال اللقاء مع رئيس واعضاء لجنة الصداقة البرلمانية التركية الكويتية في البرلمان التركي تم الاتفاق على تنسيق الزيارات المتبادلة لاعضاء لجان الصداقة في كلا البلدين واعرب عن الامل في ان تسهم مثل هذه الزيارات في توثيق العلاقات بين مجلسي البرلمان.
وردا على سؤال بشأن الاجراءات الكويتية لتنمية العلاقات الاقتصادية مع تركيا اكد الخرافي ان الزيارات التي تقوم بها وفود كويتية الى تركيا تضم فعاليات اقتصادية تبحث عن افاق التعاون في المجال الاقتصادي كما تبحث هذه الوفود خلال اللقاءات مع المسؤولين الاتراك الجوانب الاقتصادية التي تساهم في رفع مستوى التعاون الاقتصادي.
وردا على سؤال بشأن الحوار الاستراتيجي القائم بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي اوضح الخرافي «لست مخولا بالحديث عن دول المجلس لكني اوكد ان الكويت حريصة على تنمية العلاقات مع تركيا وان تعطي هذه العلاقة المردود الايجابي المرجو منها لما فيه مصلحة الشعبين الكويتي والتركي».
وعن تقييمه للملف النووي الايراني قال الخرافي «بحسب تأكيدات الايرانيين فان برنامجهم النووي سلمي ولاغراض مدنية ونحن لايوجد لدينا شك بشان سلمية هذا البرنامج» معربا عن انزعاجه من افتعال الضجة حول البرنامج النووي الايراني في حين يتم تجاهل اسرائيل من هذه الضجة برغم انها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية.