أكدت النائبة د.رولا دشتي انه مهما اختلفت التوجهات وتشعبت الآراء تبقى مسؤولية الكلمة الطيبة أمانة في أعناقنا، وعلينا ألا نغفل نحن الكويتيين عما تشربناه من تعاليم دينية وقيم أخلاقية، وما تأصل فينا من مبادئ المحبة والتسامح والتسامي، ذلك ان ما آلت إليه الأمور في الآونة الأخيرة مرفوض جملة وتفصيلا، وهذا المنحى في الخطاب السياسي لن يجدي سوى مزيد من الأحقاد والتنافر والانشقاق. وأضافت اننا نتفهم الاختلافات في وجهات النظر، ونتقبل النقد بصدر رحب، نثور أحيانا ونُستفز في أحيان أخرى، ولكن كل هذا لا يعطينا الحق في استخدام ألفاظ وتعابير لا تليق بأبناء هذه الديرة عموما ولا بالسياسيين والمثقفين والإعلاميين على وجه الخصوص، الذين يجسدون واجهة الكويت التي نريدها مشرفة وبراقة وحضارية على الدوام. وناشدت د.رولا الجميع بالقول: «بكل الوضوح والصراحة، المطلوب منا اليوم تغيير لغة الإسفاف والشتائم والافتراءات، وان نعود الى أصالتنا وقيمنا وتعاليم ديننا، لا يجوز ان ننحدر الى أسفل الدرك باستخدام الألفاظ المسيئة والنابية التي تؤذي النفس قبل الأذن، وتثير النعرات والفتن بانتهاك كرامات الآخرين وتشويه سمعاتهم، ضاربين عرض الحائط بكل الالتزامات الأخلاقية التي توارثناها أبا عن جد بحجة ان الدستور يكفل الحريات واننا نصون الدستور ونطبق ما تضمنه، متناسين عن قصد او عن غير قصد المادة 49 التي توضح من دون لبس معنى التعبير الحر شريطة احترام النظام والآداب العامة وعدم الإخلال بهما لأي سبب كان». واختتمت د.رولا بالقول ان ما ساد مؤخرا من اجواء مشحونة بين عدد من زملائنا النواب الذين يمثلون الشعب ومن إخواننا وأخواتنا من المواطنين وما نقل في وسائل الإعلام لا يمت الى الضوابط الدستورية والمسلكية بأي صلة، وهذا الخطاب السياسي القاسي المعتمد في الآونة الأخيرة لا يمكن له ان يكون النهج والمنطلق للإصلاح، فكيف ننادي بالإصلاح ونحن ننغمس يوما بعد يوم في شق دروب الشرذمة وإضفاء جو من التناحر والمساس بالكرامات؟ ماذا نحن فاعلون في مستقبل هذا البلد؟ وكيف سنفسر لأبناء هذا البلد ما آلت إليه الأمور ونحن القدوة وحماة الدستور؟ المطلوب اليوم وقفة ضمير وتقييم الأداء بكل شفافية ومصداقية، وتقبل النقد البناء والابتعاد عن سياسة الهدم والبغضاء، وعلو الصوت بالتعابير الهجينة عن قيمنا ومبادئنا، لا يمكن ان يكسبنا الحق فيما نقول، والكلمة المسيئة لن تسود بل ستبقي زوبعة في فنجان سرعان ما تجرفها الأقوال الصحيحة المقرونة بالإنجازات المشرفة التي تليق بالكويت وأهلها.