موفد مجلس الأمة محمد السبيعي
قال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ان الاعترافات الدولية المتتالية بالدولة الفلسطينية المستقلة تطور هام وتعبير عن دعم واعتراف المجتمع الدولي بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
واضاف في كلمة في جلسة أعمال الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد حاليا بدولة الامارات ان الاعترافات تأتي تأكيدا على رفضه للسياسات والأساليب الإسرائيلية تجاه عملية السلام وذلك «ما يجب ان يحظى باهتمام ودعم هذا المؤتمر وما يجب البناء عليه في المستقبل».
وقال الخرافي ان هذا المؤتمر يلتئم في ظل أوضاع وتطورات هامة يشهدها عالمنا الإسلامي وتشهدها منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص وفي مقدمة ذلك الصراع العربي ـ الاسرائيلي الذي يهدد امن واستقرار عالمنا الإسلامي.
واضاف ان التهديد للعالم الإسلامي يكمن في ظل ما آلت إليه عملية السلام من فشل نتيجة مواصلة الحكومة الإسرائيلية سياساتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأساليبها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني.
وشدد الخرافي على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي والعالم الإسلامي موقفا صارما لوضع حد لتلك السياسات والأساليب وإعادة عملية السلام للمسار الصحيح بما يؤمن الحقوق العربية المشروعة ويؤدي الى سلام عادل ودائم في المنطقة.
وقال: «لا شك ان القادة الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية وحركة (حماس) يتحملون مسؤولية تاريخية في هذه المرحلة أمام شعبهم وأمام الأمتين العربية والإسلامية لتوحيد الصف والمضي قدما في المصالحة الوطنية وعليهم الإدراك التام ان حالة الانقسام الفلسطيني ستعود بمكتسبات الشعب الفلسطيني الى الوراء».
وأكد رئيس مجلس الأمة أهمية الاستخدام السلمي للطاقة النووية كأحد التطورات الهامة في عالمنا الإسلامي في ضوء ما يوفره ذلك من بدائل ووسائل حديثة لتلبية احتياجات التنمية والنمو الاقتصادي.
وقال: انه يتعين على الدول الإسلامية تطوير التعاون في هذا المجال وعلى قاعدة من التعاون الايجابي والثقة المتبادلة مع المجتمع الدولي.
وأكد في هذا الإطار «حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وضرورة حل الخلاف بشأن ملفها النووي من خلال الحوار وبالأساليب السلمية وبعيدا عن التهديد والوعيد».
كما أكد حرص العالمين العربي والإسلامي على تخليص منطقة الشرق الأوسط من خطر السلاح النووي وفي مقدمته الترسانة النووية الإسرائيلية التي لابد ان تحظى مواجهتها بالاهتمام الدولي نفسه ووفق نفس المعايير.
وقال الخرافي ان تفعيل العمل البرلماني الإسلامي المشترك هو غايتنا الرئيسية في هذا الاتحاد باعتباره احد الروافد الهامة والرئيسية لدعم قضايا امتنا الإسلامية الذي يجب ان نعمل على تعزيزه وتطويره وتفعيله إذ يكتسب تقرير لجنة إصلاح الاتحاد أهمية خاصة في هذا المؤتمر في ضوء ما سيترتب على بحثه.
واضاف ان إقرار تقرير لجنة الإصلاح سيحقق نتائج ايجابية في تفعيل دور اتحادنا باعتباره القناة الرئيسية للتعاون البرلماني الإسلامي إذ نتطلع الى ان تستقطب الإصلاحات المقترحة في التقرير اهتمام وبحث هذا المؤتمر يعقبه عمل جاد وملتزم لتنفيذ ما يتم اعتماده منها.
وتوجه بالتهنئة الى السودان الشقيق رئيسا وحكومة وشعبا على نجاح جهودها في استفتاء الجنوب السوداني مثنيا على شجاعتها في معالجة هذا الملف المزمن.
وأعرب عن أمله في أن تكون نتائجه في مصلحة الشعب السوداني الشقيق.
كما تقدم بالشكر الجزيل لرئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لرعايته هذا المؤتمر مع تمنياتنا للشيح خليفة بالشفاء العاجل وللإمارات رئيسا وحكومة وشعبا بخالص الامتنان والتقدير على الحفاوة والتكريم على أرضها الطيبة. كما بارك الخرافي للعراق الشقيق بتشكيل حكومته ولأسامة النجيفي على انتخابه رئيسا للبرلمان العراقي، متمنيا له وللعراق التوفيق والنجاح.
وأشاد الخرافي بجهود رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي عبدالعزيز الغرير ولأعضاء المجلس لاستضافة هذا المؤتمر الهام وعلى حسن تنظيمه، معربا عن أمله ان تكون نتائجه في مصلحة الأمة الإسلامية.
وبدأت أمس الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الاستثنائية الثانية لمؤتمر اتحاد المجالس البرلمانية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي بمشاركة الكويت ومشاركة رؤساء وفود 51 دولة وحوالي 400 برلماني.
وحضر الافتتاح عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة الشيخ سعود بن صقر القاسمي نيابة عن رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وقال الشيخ سعود في كلمة له نيابة عن رئيس دولة الامارات في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر «ان الامارات قيادة وحكومة وشعبا تشاطركم الاهتمام والجهد في مواجهة التحديات والمصاعب التي تهدد امتنا الإسلامية ولن نتوانى في تقديم دعمنا الكامل وجهدنا الخالص سواء في الدفاع عن عروبة واسلامية القدس او في كل القضايا التي تخص عالمنا الإسلامي».
واكد ان العمل البرلماني الإسلامي يواجه اليوم تحديات متنامية ومتغيرات متسارعة تتطلب منه ان يكون على قدر المسؤوليات المناطة به وبمستوى التوقعات والطموحات المرجوة، مشيرا الى ان ذلك لن يتأتى إلا من خلال تطوير الآليات وتحسين أداء المؤسسات وترجمة الأهداف الى وقائع.
وقال ان الأمة الإسلامية مستهدفة من قوى الشر والطغيان بالإرهاب والتعصب الأعمى، ما يجعل دور برلمانيي الدول الإسلامية مهما في برامج حوار الحضارات للتعريف بصحيح الدين الإسلامي وشريعته السمحة المعتدلة.
واضاف ان مناقشة المؤتمر لموضوعي حماية مسيحيي الشرق واستتاب السلام والأمن في السودان يصب في هذا المضمار لأن اي تدخلات أجنبية في شؤون العالم الإسلامي انما هي آفة تفتت وتبعثر جهود الوئام الوطني ومن ثم آمال تلاحم الأمة الإسلامية.
من جانبه، قال رئيس الدورة الحالية ورئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي عبدالعزيز الغرير في كلمة له ان هذا المؤتمر الاستثنائي الهام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي يعبر عن الإحساس والاهتمام بقضايا الأمة الإسلامية التي تزايدت حدة تعقيداتها ومخاطر نتائجها على الشعوب الإسلامية.
البيان الختامي لمؤتمر أبوظبي
اعتمد مؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي جميع التعديلات على النظام الأساسي للاتحاد التي وردت في تقرير لجنة اصلاح نظام الاتحاد.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر الذي انهى اعماله مساء امس في العاصمة الاماراتية (ابوظبي) دول الاتحاد الى مواجهة التحديات الدولية والاقليمية التي تواجه نهوض وأمن العالم الاسلامي في اطار المعطيات الجديدة لعملية السلام مع التأكيد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ورفض جميع الاجراءات الاسرائيلية لتهويدها. كما أكد البيان اهمية الحوار والتعاون مع برلمانات الدول الغربية وفي مقدمتها «الكونغرس» الأميركي في ظل مواقف ادارة الرئيس اوباما من التعاون مع العالم الاسلامي.
ودعا البيان الى تعزيز دور الاتحاد في الحفاظ على مسيحيي الشرق وضمان حقوقهم المدنية والسياسية كما أكد البيان حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.