كشف النائب مسلم البراك اتصال اكثر من طرف تعرض للضرب والتعذيب من قبل افراد المباحث، مشيرا الى ان كلام اللواء علي اليوسف غير صحيح اطلاقا ونحن على استعداد ان نؤكد عدم صحة هذا الكلام بالتفصيل. وأضاف البراك أنه جاءت قضية وبإلحاح من شخص يدعى «بوعبدالعزيز» وستبث في مقابلة في احدى القنوات الفضائية ليشرح ما تعرض له فهو سكت طول هذه المدة لأن هناك من حاول ان يخلق الرعب في نفوس الكويتيين والمقيمين فيجب ان نحافظ على كرامتهم، فأخطر شيء هو شعور الانسان بالقهر وانه مظلوم والله عز وجل يقول للمظلوم وحلف بعزته وجلاله «لأنصرنك ولو بعد حين»، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم إنهم مصابيح الهدى وللأسف هذه الكرامة تمتهن والانسان يضرب ولا فرق بين رجل وامرأة وهذا بالضبط ما حصل للأخ «بوعبدالعزيز» ومن قام بالاعتداء عليه وأسرته هم الأشخاص الذين قتلوا محمد غزاي المغدور به، مشيرا الى ان البداية كانت عند مسكنه في منطقة الصوابر حينما جاءه رجال المباحث في تمام الساعة 12 ليلا ودخلوا عليه غرفة النوم واقتادوه مكبلا وهو معاق منذ عام 1996.
ودارت الأيام ليكشف هؤلاء الأفراد أن «بوعبدالعزيز» قضيته مرتبطة بمقتل خادمة وحين رأى ضابط المباحث ان صورة البطاقة المدنية التي أخذت من الخادمة تخص «بوعبدالعزيز» سارع لضبطه والذي أبلغهم انه لم يوقّع على تسلم الخادمة ولم يحضر حينها البطاقة الأصلية ولأن ذلك الضابط كان موجودا بشرق وانتقل للأحمدي فوجدها فرصة للانتقام وأحضر «بوعبدالعزيز» ولكن لم تثبت الأدلة الجنائية وجود علاقة له بقضية الخادمة لأنه لم تكن لديه خادمة أساسا.
وقال البراك لو افترضنا ان زوجته قتلت الخادمة فهناك محاكم توقع العقاب من خلال احكام قضائية ولا يسمح الأمر لضباط المباحث بأي ممارسات وخاصة مع رجل معاق، موضحا ان «بوعبدالعزيز» تقدم بشكوى للنائب العام بما حصل وللأسف (أقولها) انهم أدخلوا الابن على أمه ووجدها عارية ربي كما خلقتني، وأدخلوا زوجها «بوعبدالعزيز» ووجدها كذلك عارية معذبة ومشوهة وهددوا «بوعبدالعزيز» إذا لم يكتب الاعتراف يأتي عسكري للاعتداء على زوجته، وبعد ذلك أدخلوا جسما صلبا كعصا في أماكن حساسة في المرأة، مما أدى لحصول نزيف وكان هناك من يغطي لعدم وصول التقرير الطبي للنيابة.
وأشار البراك الى ان قضية محمد غزاي ومقتله هي التي كشفت هذه الأمور، ولولا ذلك لظلت هذه المعاناة في نفس هذا الرجل وغيره، لافتا الى انه تقدم لدينا العشرات الذين عذبوا على أيدي المباحث. نعم هناك رجال شرفاء بالداخلية والمباحث ولكن يشوه ذلك وجود أشخاص مهما قل عددهم بمثل هذه الشراسة والبعد اللاانساني وهناك من يقول مات بجرعة زائدة واتضح فيما بعد انه هددوه بالجرعة الزائدة اذا لم يعترف ويضعونها للمتهم (ويلقونه) امام المستشفيات كما حصل.
واشار البراك الى بيان وزير الداخلية داخل مجلس الأمة بأن غزاي تاجر مخدرات وخمور وضبطوا لديه 24 زجاجة خمر، مما أدى الى تشويه سمعته بمعلومات مغلوطة فهم عذبوه حتى توفي.
وبين البراك ان أمه تعاني وعائلته تشعر بالألم والمرارة وابنته تشعر باليتم، وماذا تقول غدا، من قتل والدها؟ وان يصل الأمر لهؤلاء الجلادين ان تقول بنت محمد غزاي ان المباحث قتلوا والدها، وهم مباحث في وزارة الداخلية الكويتية وبئس هذا الفعل وهؤلاء نفس الأشخاص الذين ارتكبوا الفعل السيئ مع بوعبدالعزيز.
وقال البراك ان بوعبدالعزيز جاء ليقول ما في قلبه بعد سماعه بقضية محمد غزاي، لافتا الى ان هذا الشخص ومعه أولاده السبعة ثم حجزهم في 3 غرف وهو يتألم عندما يسمع ابناءه يتعذبون وصرخات زوجته وليس بودنا عرض هذه الحالات ولكنه إصرار بوعبدالعزيز على الافصاح، مؤكدا لابد ان نوقف هؤلاء عند حدهم ونحن أمام ضباط في الداخلية لولا سلطة الوزير الذي ظل طوال هذه السنوات يجري التنقلات بين القيادات دون جدوى وهي حجة على الوزير فيما البصيري يقول ان الوزير ملك في وزارته. ومن قال انه لا يشرفه ان يترأس وزارة تعذب المواطنين وهو مارس مسرحية وتلا بيانا مليئا بالأكاذيب في المجلس ولولا ظهور تقرير يدل على التعذيب لذهب دم محمد غزاي هباء وشوهت سمعته. ويقول الوزير انه ينتظر صاحب السمو الأمير حتى يطهر الوزارة ونقول له ان سمو الأمير لم يكن في يوم من الأيام في وجه تطهير أي وزارة، بل بالعكس كان يعطي الوزراء الصلاحيات الكاملة ولدينا من الشواهد ما يثبت ذلك، معتبرا انه أمر معيب بأن يصرح وزير الداخلية بأنه ينتظر عودة سمو الأمير «وكأنك توحي بأمر غير حقيقي».
ويبين البراك انه بعد حادثة محمد غزاي توالت شكاوى المعذبين في وزارة الداخلية، وهناك حالة أخرى تتعلق بعملية تعذيب بشعة سألتقي بهم الليلة «البارحة» وكانوا خائفين ولكن عندما اكتشفت الأمور واتضحت أفصحوا عما كانوا يخفونه في صدورهم لعدة أشهر. وأضاف «أقول للنواب وللنائبات على وجه التحديد هل منكم من حاولت ان تتصور المشهد الذي كانت عليه أم عبدالعزيز، هذا التعذيب البشع، وعندما جردت من ملابسها من قبل رجال المباحث امام أبنائها وزوجها من أجل انتزاع الاعتراف من زوجها والذي وقع على الاعتراف لأنه كان يخشى على عرضه عندما هددوه بالاعتداء على زوجته.
وشدد على ان الكويت بإذن الله بخير وصاحب السمو لا يقبل إطلاقا بهذه الممارسات ان تتم في بلده، اما وزير الداخلية فلو كان يحترم انسانية الإنسان لفعل المسؤولية السياسية لا ان يمارس الاستقالة في مسرحية هزلية، ورئيس الوزراء يحاول ان يستخدم الاستقالة كمصدر لحمايته، مؤكدا ان رجل المباحث يجب الا يعطى السلطة المطلقة ليحاسب من يشاء وفقا لأهوائه، وان هذه الممارسات يجب ان تنتهي.
وذكر ان هناك آلية سيتم طرحها خلال الأيام المقبلة لتغطية جميع الملفات والقضايا التي تم اكتشافها بعد قضية محمد غزاي، وستغطي كل هذه الجوانب «وما عدنا نثق بأن تلصق الاتهامات بأطراف قد تكون مظلومة»..