- البراك مغرداً مع وقف التنفيذ إلى أن ينفي أو يثبت وجوده
- أسيل العوضي الأولى «تغريداً» ومتابعوها تجاوزوا 15 ألفاً
- الملا والغانم والمسلم تعرضوا لسرقة أسمائهم والحديث نيابة عنهم
- عاشور يدعو متابعيه إلى مشاهدة لقاءاته التلفزيونية
- الزلزلة أعلن عن نفسه وزيراً سابقاً لوزارة التجارة
هادي العجمي
«أنا اغرد إذن انا موجود»، قد يكون ذلك هو احساس الكثير من المشتركين في برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي اصبح حديث الجميع، فمن خلاله يمكنك قول ما تشاء تجاه من تشاء دون خوف على الاقل الى ان يصدر تشريع ينظم التعامل مع الانترنت، وهو الامر الذي معه قد تتبدل الاحوال وتختلف لهجة «مغردي تويتر» عما هي عليه الآن.
هذا البرنامج الذي ترددت اصداؤه في كثير من الدول وصاحب اسمه كثير من الاحداث لعل آخرها ما حدث في تونس وما يحدث في مصر لم يقتصر مستخدموه على الاحداث الكبيرة، بل اختلفت استخداماته بين الجد واللعب.
وان كان المعروف عن العرب استخدامهم السلبي للانترنت بشكل عام، الا ان «تويتر» اقتحم الشارع العربي بكثير من الجدية، ففي الكويت اصبح «التغريد» من خلال هذا البرنامج وسيلة لتبادل الآراء ومقارعة الحجة بالحجة وايصال الصوت الى كثير من الاطراف بل احيانا كثيرة يكون مصدرا اساسيا في تأكيد العديد من الشائعات او نفيها.
اعضاء مجلس الامة لم يكونوا بعيدين عن «تويتر»، بل ان وجودهم زاد من شهرة البرنامج واتساع رقعة المستخدمين للتواصل مع ممثليهم بعيدا عن السكرتارية والابواب المغلقة بحجج الاجتماعات والجلسات، وهو الامر الذي ينطبق كذلك على التواصل ما بين الجمهور والوزراء والنواب انفسهم والوزراء.
«الأنباء» استعرضت التواجد النيابي في برنامج «تويتر» وتنقلت بين تغريدات النواب لقراءتها والوصول الى شخصيات النواب انطلاقا من مقولة «قل لي ماذا تغرد اقول لك من انت»، ولأن السيدات اولا كانت البداية مع النائب د.اسيل العوضي والتي تعتبر اكثر النواب تغريدا ويطرد لتغريدها الكثير من المتابعين، اذ لا يقتصر وجودها على طرح الآراء بل انها تتنقل بين الاخبار وابداء الرأي واحيانا الطرفة ليصل بها الامر الى ارسال الصور النادرة لمتابعيها كما حدث مع مصوري الصحف اليومية الذين اصطادتهم عدستها اثناء دخولهم لتصوير احدى اللجان التي شاركت في اجتماعها.
وتعتبر النائب العوضي اكثر النواب تغريدا وتواصلا مع متابعيها الذين تجاوز عددهم خمسة عشر الف متابع وهي لا تتردد في مناقشتهم في الامور والافكار التي تنوي طرحها في المجلس واللجان وان كانت لا تستطيع متابعة جميع ما يصلها الا انها تحرص دائما على الاعتذار لمن لم تستطع الرد على تساؤلاتهم او مناقشة اطروحاتهم، وبذلك تكون العوضي هي نجمة «تويتر» من اعضاء مجلس الامة لامتلاكها اكبر عدد من التغريد والرقم الاول في عدد المتابعين.
اما النائب الاكثر غرابة فهو النائب مسلم البراك الذي اعلن انضمامه الى عالم المغردين ليصل عدد متابعيه الى اكثر من ثلاثة آلاف متابع، لكن الغريب في الامر ان البراك بهذا العدد من المتابعين لم يصدر عنه أي تغريدة حتى هذه اللحظة وبذلك يعتبر البراك مغردا مع وقف التنفيذ، بل ان الأمر وصل الى ان خلف الاسم شخصا غير النائب البراك وهو الأمر الذي يمنعه من التغريد حتى لا ينكشف أمره، والى ان يعلن البراك اول تغريدة او ينفي علاقته بالاسم والصورة يبقى الأمر معلقا ويبقى عدد المتابعين في ازدياد.
أما نائب رئيس مجلس الأمة النائب عبدالله الرومي الذي يتابعه ما يقارب 3 آلاف متابع، فقد اكتفى بعدد قليل من التغريدات جاء أغلبها تعليقا على موقفه من استجواب رئيس الوزراء وامتناعه عن طرح الثقة حاول من خلالها نفي ما تردد من إشاعات حول رغبته في كرسي الرئاسة كما جاء جزء منها حول تقديم الاقتراح بقانون لتعديل قانون الإجراءات الجزائية وبذلك يتضح ان النائب الرومي لم يستخدم «تويتر» إلا من باب الضرورة.
أما النائب أحمد السعدون الذي قارب عدد متابعيه الـ 5 آلاف، فلم يكن بعيدا عن النائب عبدالله الرومي إذ اقتصرت «تغريداته» على إيضاح عدد من المواقف كان آخرها موقفه من تأجيل جلسات مجلس الأمة الى شهر مارس وهو الرأي الذي اطلع عليه مستخدمو «تويتر» قبل غيرهم.
كما تم استخدام البرنامج لبث عدد من مقاطع الفيديو للنائب السعدون أثناء مشاركته في عدد من الندوات ونفيه لعدد من الاخبار من ابرزها ما ورد في احد التصريحات لوزير المالية مصطفى الشمالي وما تردد عن دعوته لمحمد الجويهل لحضور الندوة التي أقامها وتعرض فيها الجويهل للضرب.
النائب مرزوق الغانم الذي عانى من انتحال أحد الأشخاص لاسمه وصورته والتغريد عكس ما يؤمن به أعلن أكثر من مرة للتنبيه حول هذا الأمر وهو الأمر الذي تعرض له النائبان فيصل المسلم وصالح الملا وساعدهم جمهور المغردين في تثبيت اسمائهم الحقيقية ونفى اي اسماء سواها.
النائب الغانم الذي وصل عدد متابعيه الى ما يقارب 9 آلاف متابع كان محط أنظار الكثير من المغردين وتحديدا في موضوعين مهمين، الأول تكليفه بإعلان رأي الكتلة حول استجواب رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والثاني عضويته في لجنة التحقيق في وفاة المواطن محمد المطيري وهي المواضيع التي جعلت الغانم يعتذر لمتابعيه عن إعلان اي موقف قبل الوقت المناسب.
كما خصص الغانم جزءا من تغريداته لحديثه داخل القاعة والاقتراحات التي تقدم بها وبعض المواقف حول ما ينشر في الصحف اليومية.
وفي الاسم الخاص بالنائب حسين مزيد لم يجد سبعمائة متابع ما يتابعونه سوى التهنئة للشعب الكويتي على المكرمة الأميرية وهو بذلك يكون النائب صاحب التغريدة الواحدة، فهل يستمر في التغريد أم ينسحب بهدوء؟ هذا ما ستكشفه الايام المقبلة.
والى النائب يوسف الزلزلة الذي دون اسمه في الموقع «عضو مجلس الأمة الكويتي ورئيس اللجنة المالية حاليا ووزير التجارة والصناعة الاسبق» مما أدى الى قول احد المغردين ان الزلزلة مازال يحن الى كرسي الوزارة أكثر من أي وقت مضى.
النائب الزلزلة استخدم البرنامج لإيصال صوته حول عدد من القضايا وموقفه منها، كما اعتمد على «التغريد» في ايصال مواعيد اللقاءات التلفزيونية التي يشارك فيها والقنوات الفضائية التي تدعوه الى المشاركة، مطالبا من تصله التغريدة بالمتابعة.
النائب صالح عاشور الذي لم يصل عدد متابعيه الى ألف متابع هو النائب الوحيد الذي يمكن أن تحدد ان كان خارج البلاد أو داخلها من خلال اسمه في البرنامج، حيث يعلن أولا بأول سفره وعودته الى الكويت، كما يتشارك مع النائب الزلزلة في الدعوة الى متابعته في القنوات الفضائية محددا اسم القناة وموعد البث.
بدوره، حرص النائب علي العمير على ان يكون أحد مغردي تويتر ليصل عدد متابعيه الى ما يقارب ألفا وخمسمائة متابع دعاهم أكثر من مرة لمتابعته في قنوات فضائية واستقبل أسئلتهم حول عدد من القضايا من أبرزها وجوده على رأس لجنة التحقيق في وفاة المواطن محمد المطيري، وهي القضية التي استخدم فيها الاسلوب الذي استخدمه زميله في اللجنة النائب مرزوق الغانم، رافضا الافصاح عن أي معلومة أو موقف قبل الانتهاء من التحقيق.
ولعل آخر ما صدر عن العمير إعلانه رفض تأجيل جلسات مجلس الامة الى شهر مارس مبررا عدم وجوده في القاعة وخروجه قبل التصويت بعدم وجود موضوع التأجيل على جدول أعمال المجلس.
النائب فيصل المسلم يعتبر من أكثر النواب نشاطا في عالم «تويتر» إذ يتجاوز عدد متابعيه تسعة آلاف متابع يتناقش معهم في الكثير من القضايا ويتلقى منهم الكثير من الدعم حول مواقفه وتحديدا محاكمته في قضية بنك بوبيان.
ويحرص المسلم على الرد على جميع وجهات النظر وقد يكون النائب الوحيد الذي يحرص على متابعة عتب المتابعين والرد على أسئلتهم الى درجة انه قد يطلب من «المغرد» الاتصال به أو تحديد موعدا للقائه لمناقشة الموضوع بشكل أكبر وفي أحيان تجده يرد على بعض الانتقادات قائلا: «الله يسامحك» ليغلق باب النقاش بأسلوب راق.
كما لا يتردد المسلم في طرح ما يواجهه في الدواوين لمناقشته مع المتابعين واستطلاع آرائهم حول الموضوع.
النائب الوحيد الذي استغنى عن وضع صورته في البرنامج مكتفيا باسمه هو النائب عبدالرحمن العنجري، مكتفيا بعدد قليل من التغريدات القديمة مفضلا الابتعاد عن عالم «تويتر» الى أجل غير مسمى وليستقر عدد متابعيه عند الرقم ثمانمائة متابعة.
النائب صالح الملا اختلف عن النواب الآخرين من حيث التعامل مع المغردين فهو النائب الوحيد الذي يعلن مسبقا عن يوم محدد للتحاور مع الجميع والرد على تساؤلاتهم وهو الموعد الذي يلتزم به الملا أسبوعيا ليصل عدد متابعيه والحريصين على مناقشته والاطلاع على أخباره الى ما يقارب تسعة آلاف متابع، يحرص على التعامل معهم بكل سعة صدر مهما اختلفت وجهات نظرهم حول مواقفه.
أما النائب د.جمعان الحربش الذي وصل عدد متابعيه الى ما يقارب ثمانية آلاف مغرد الذي يرصد متابعوه تحركاته من خلال تغريداته فهو النائب الذي يعلن عن تواجده اما في مجلس الأمة او في احدى اللجان وأحيانا في قاعات المحاكم طالبا الدعاء من المتابعين، كما يحرص على ايضاح اي لغط يمكن ان يحدث بعد تصريحاته لوسائل الإعلام ولعل آخرها تصريحه حول الندوات والنزول الى الشارع اثناء الاحتفالات وحضور رؤساء دول العالم، مؤكدا ان ما ذكره كان تخوفا وليس دعوة الى النزول الى الشارع.
أما زميله في كتلة «التنمية والإصلاح» النائب د.وليد الطبطبائي الذي يتابعه أكثر من خمسة آلاف والذي يتواجد من حين الى آخر ليعلن عن موقف او رأي معين دون الدخول في اي نقاش مع احد وكان آخر مواقفه الاعلان الساعة الثانية عشرة ليلا بعد اجتماع مجلس الوزراء انتهاء المهلة التي حددها مقدمو استجواب وزير الداخلية ونية المستجوبين تقديم الاستجواب خلال ساعات وهو ما حصل في اليوم التالي.
وفي موضوع آخر، أعلن د.الطبطبائي من خلال احدى تغريداته عزمه على تأسيس مرصد الميموني لحقوق الانسان لرصد عمليات التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في أماكن الاحتجاز.
من الملاحظ تسجيل بعض الاشخاص باسماء وصور النواب وطرح آراء مخالفة للنواب انفسهم بل ان الأمر احيانا يتعدى الآراء الى التجريح بالنواب وأسرهم ونشر تعليقات متعلقة بحياتهم الخاصة وهو الأمر الذي يتعرض له جميع النواب دون استثناء وليس بايديهم سوى المتابعة والابتسامة احيانا والغضب احيانا أخرى واخذ الموضوع من باب حرية الرأي.
يذكر ان هناك عددا آخر من النواب يتواجدون بشكل متقطع مثل د.رولا دشتي ود.سلوى الجسار وعلي الدقباسي، ويمكن استعراض نشاطهم في عالم «تويتر» لاحقا.
دشن دخول الوزراء وأبدى استعداده للحوار
الفهد للمغردين: «يواش.. يواش تراني عليمي»
دشن نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الاسكان دخول الوزراء الى عالم «تويتر» معلنا استعداده للتواصل مع جموع المغردين وتلقي اقتراحاتهم وافكارهم حول العديد من المواضيع وفي مقدمتها خطة التنمية. وواجه الفهد سيل الاسئلة والاقتراحات بالقول «ترى الضيافة ثلاثة أيام واعدكم باوقات حوار مفتوح»، وهو القول الذي تفاعل معه البعض واعتبره البعض الآخر طويلا مطالبين بان تكون سعة صدر الفهد على قدر انتقادات واسئلة المغردين وهو ما اكده، مشيرا الى ان حرية الطرح موجودة في الكويت وبكل المستويات بما فيها الدواوين.
الفهد الذي اعلن عدم قدرته على التعامل مع البرنامج للتواصل مع الجميع كما يجب خاطب متابعيه الذين تجاوزوا خمسة آلاف بالقول: «يواش يواش تراني عليمي.. احملوني ببطء» ليعلن الانسحاب بهدوء دون الدخول في اي حوار مع اي طرف على ان يكون الاسبوع المقبل موعدا للحوار بين الفهد ومتابعيه.
الجاسم من السجن إلى «تويتر»
انضم المحامي محمد عبدالقادر الجاسم الى جمهور المغردين في اليوم الذي خرج فيه من السجن واختلف التواصل مع الجاسم عن التواصل مع أي شخصية اخرى حيث كانت ايام السجن هي محور الحديث والتي سرد يومياته خلال حبسه وجدوله اليومي الذي يتوزع بين القراءة والنوم وتبادل الاحاديث مع السجناء. كما روى الجاسم لمتابعيه علاقته بالسجناء ونوعية الطعام ونسبة الكويتيين بين السجناء في العنبر الذي قضى فيه مدة الحبس وكثيرا من الاحداث التي حصلت داخل السجن.
نجوم «تويتر»
هناك العديد من «المفردين» الذين يعتبرون من نجوم تويتر من غير النواب والاعلاميين والذين يستحقون تسليط الضوء على مشاركاتهم ومنهم: مشاري بويابس، فاطمة الحيان، حنان وهيفاء الناصر.
الإعلاميون والنواب
يحرص عدد من النواب على متابعة الإعلاميين والصحافيين المتواجدين في «تويتر» كما يحرص الصحافيون على متابعة جميع النواب باعتبارهم مصدرا رئيسيا للأخبار ويلاحظ المتابع للنواب والإعلاميين الروح الحميمية التي تجمعهم وتواصلهم بصورة مختلفة لدرجة اعتماد كل طرف على الآخر في كثير من الأخبار بل يصل الأمر الى تبادل الآراء حول قضايا مهمة وإيصال الإعلاميين بعض الاقتراحات والأسئلة الى النواب لتبنيها وإيصالها الى المجلس. ويتضح ذلك من خلال الإعلان عن الخطوط العريضة عن الاقتراح أو الفكرة أو السؤال لينتقل الحديث بعد ذلك الى الاتصال أو اللقاء.
اقتراحات داهم ومشاغبات المطيري والسعيدي
من اكثر الصحافيين نشاطا في «تويتر» المدون الزميل داهم القحطاني الذي تجاوز عدد متابعيه الف متابع ويكاد يكون الاعلامي الوحيد الذي يهتم بجميع ما يطرح ويبدي وجهة نظره بكل شفافية وهو صاحب الاقتراح بان تكون «تغريدات» المغردين بعد الثانية عشرة ليلا بعيدة عن السياسة وهو الاقتراح الذي حالت الاحداث المتوالية دون تنفيذه والذي من الصعوبة تطبيقه لشغف كل الكويتيين بمتابعته والتعليق على الاحداث السياسية سواء داخل الكويت أو خارجها.
ويأتي ضمن الاعلاميين النشيطين الزميلان خالد خميس المطيري وسليمان السعيدي من جريدة «الراي» وهما الاكثر مشاغبة بعكس الزميلين فليح العازمي ورشيد الفعم اللذين يكتفيان بالمتابعة في اغلب الاوقات.