أكد وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح وقوف الكويت مع مصر والشعب المصري وجهد الحكومة المصرية في إعادة الاستقرار.
وقال د.الصباح في تصريح للصحافيين عقب خروجه من اجتماع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية امس ان مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تستطيع الوقوف بوجه الهجوم الإسرائيلي الشرس على الحقوق العربية.
واشار الى ان الاجتماع شهد مناقشة نتائج قمة شرم الشيخ الاقتصادية وكذلك زيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الى العراق فضلا عن احداث تونس ومصر والوضع العام بشكل كامل.
وقال د.الصباح انه تم ابلاغ اللجنة عن الدور الذي لعبته وزارة الخارجية في اجلاء الرعايا الكويتيين في مصر، لافتا الى ان هذا الدور كان محل تقدير من أعضاء اللجنة. وشكر د.الصباح اعضاء لجنة الشؤون الخارجية على تقديرهم والملاحظات الايجابية التي ابدوها تجاه الديبلوماسيين ومعاملين في جمهورية مصر العربية. وأوضح د.الصباح ان الاجتماع تناول الاوضاع الجارية الآن في مصر والتي تتطور لحظة بلحظة والدعم الكويتي الكامل لأمن واستقرار مصر وهو الأمر الذي عبر عنه صاحب السمو الأمير خلال اتصاله بالرئيس حسني مبارك بأن الكويت تقف مع مصر والشعب المصري ومع جهد الحكومة المصرية في إعادة الاستقرار. وأكد ان استقرار مصر يهم الجميع لأن مصر القوية هي قوية لكل العرب وليس لمصر فقط خصوصا ان دورها الإقليمي مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى لما لهذا الدور من محورية اساسية في الأمن القومي العربي. ورأى د.الصباح انه في ظل الهجوم الإسرائيلي الشرس على الحقوق العربية فإن الدولة العربية الوحيدة التي تستطيع ان تقف بوجه هذا الهجوم هي جمهورية مصر العربية. واكد ان الجيش المصري هو جيش قومي له اهداف وطنية لا يمكن تجاهلها لافتا الى ان احترام الشعب المصري للجيش مبني على اساس وهو ان هذا الجيش كان دائما موجود لحماية ودعم الحقوق العربية وتحقيق الاستقرار في الأمة العربية.
وأشار الى انه تم الاتفاق مع لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية على عقد اجتماعات متواصلة.
لأن الأحداث متواصلة وتتطلب التشاور المستمر بين وزارة الخارجية واللجنة، خصوصا أنني استمعت الى ملاحظات عدة أبداها اعضاء اللجنة وهي محل تقدير. ولفت الى ان هناك استفسارات في بعض الجوانب ولذلك طلبت عقد لقاءات متكررة للرد على هذه الاستفسارات التي لا نستطيع الإجابة عنها اليوم وانما تحتاج الى بعض الوقت لجمع المعلومات بشأنها. ورأى أن هذه هي طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون في مثل هذه الاوقات الصعبة حتى نتشارك في الرأي. وأضاف: «نحن لا نملك الحكمة.. والحكمة تظل ضالة المؤمن وبالتالي «ربعنا تعاونوا ما ذلوا».
وردا على سؤال بشأن وجود انتقادات نيابية للتهنئة التي وجهها الى وزير الخارجية المصري في ظل الاوضاع الحالية قال الصباح: «وزير الخارجية هو وزير في حكومة تشكلت وفقا للدستور المصري، ونحن لا نتدخل في الشأن الداخلي المصري إذا كان هناك قابل أو رافض لهذا الوزير». واضاف: «وبحسب الدستور المصري هذه الحكومة شرعية وأنا اهنئ وزير خارجية اكبر دولة عربية». وعن وضع الاستثمارات الكويتية والبالغة مليار دولار قال د.الصباح: «طول عمرنا في علاقتنا مع مصر لا نحسبها بالفلس وبالدينار فالعلاقة بين الكويت ومصر علاقة استراتيجية وعميقة لارتباط الأمن الكويتي بالأمن المصري والامن المصري بالأمن الكويتي». وتابع: «لذلك آخر شيء نفكر فيه في هذه اللحظة هو ما أثر هذا على الاستثمارات فنحن همنا في الأساس هو ان تعود مصر دولة قوية فاعلة حاكمة في هذه المنطقة وتلعب دورها القومي المطلوب الآن اكثر من أي وقت مضى».
من جانبه أوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب مبارك الخرينج ان المستجدات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة أوجبت الاجتماع بنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، والتباحث في شأن هذه المستجدات، مؤكدا أن الشعب الكويتي لا يجحد موقف الشعب المصري والرئيس حسني مبارك إبان الاحتلال الغاشم.
وقال الخرينج في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع الذي عقدته اللجنة امس، ان الاجتماع كان يجب أن يتم الاسبوع الماضي ولكن ظروف وزير الخارجية حالت دون حضوره الاجتماع، والاحداث التي تسارعت في تونس ومصر أوجبت علينا ان نعقد هذا الاجتماع المهم، مشيرا الى ان الاجتماع تناول بالإضافة الى احداث تونس ومصر زيارة صاحب السمو الأمير الى شرم الشيخ وزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء الى العراق.
وأكد الخرينج ان الشعب الكويتي لا يمكن ان يجحد موقف اي بلاد في العالم وقفت الى جانب الكويت اثناء الاحتلال العراقي الغاشم وعلى رأسها موقف الشعب المصري والرئيس حسني مبارك، متمنيا لمصر الاستقرار والازدهار، ومبينا ان مصر هي قلب العروبة النابض الذي متى ما توقف فستتأثر به جميع القلوب العربية.
وبين أن اللجنة لم تبحث وضع الاستثمارات المالية الكويتية في مصر، فنحن نبحث الاستثمار البشري، متوجها بالشكر الجزيل لسمو الأمير والحكومة على الجهد الذي بذل لإعادة المواطنين والمقيمين من مصر إلى الكويت.
وردا على سؤال بشأن الانتقادات التي حملها تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» للسياسة الخارجية الكويتية، أكد الخرينج ان صاحب السمو هو من يقرر السياسة الخارجية، ولا توجد سياسة في العالم صحيحة 100%، واذا كان هناك اي نقد وحاجة الى اصلاح السياسة الخارجية فلا شك ان الأمر يتطلب منا الدعم.