حذّرت النائبة د.رولا دشتي من سوء عاقبة مصادرة الحريات، والتصدي للتعبير عن آراء الغالبية من الشباب الذين يجسدون دعائم هذا المجتمع وروح التطور والتنمية. وفي معرض حديثها حول موضوع التضييق على بعض المواقع الالكترونية التي تشكل الملاذ لشبابنا وشاباتنا على وجه الخصوص للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم بمصداقية وشفافية، وصفت النائبة د.دشتي حالة التضييق على التعبير الحر بأنها نذير سوء تهدد الانجازات التاريخية التي وصلت اليها الكويت، وبدأت بتصديرها الى عدد من دول الجوار، كما تهدد الديموقراطية الحقيقية التي يسعى الوطنيون المخلصون الأحرار من جميع الفئات على اختلاف مواقعهم الى تكريسها وترسيخها كقاعدة دستورية أساسية تصون الحريات، وتنشر العدل بين ابناء هذا الوطن الحبيب، وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم بما يكفل المصلحة العامة للنهوض بالكويت الى أعلى المراتب بين دول العالم المتقدمة.
وفي السياق نفسه، شددت النائبة دشتي على ضرورة استيعاب شبابنا وشاباتنا، والافساح في المجال ليعبروا عن افكارهم وآرائهم في قضايا الوطن وشؤونه بكل حرية وانطلاق، فهم بالتالي من نسيج هذا المجتمع ولديهم من التطلعات والطموحات المشروعة ما تؤهلهم لطرحها من الوجهة التي يرونها، ومن مسؤليتنا نحن ان نقوّم الاعوجاج باعتماد سياسات التوعية والترشيد بدل ان نعتمد سياسة تكميم الأفواه عندما تتعارض مع افكار البعض، ولأولئك ممن يتبعون نهج اما ان تكون معنا وتقدم الطاعة واما اعلان الحرب الضروس. وتقول النائبة د.دشتي: هذا النهج بات من الماضي ولم يعد يجدي نفعا، وتضيف اليوم وفي ظل ما يحدث في البلاد المجاورة، علينا أخذ العبر واحتواء الصعوبات، ومعالجة الأمور بروية وحكمة، وهذا ما تعلمناه من السلف الصالح الذين غرسوا في نفوس الكويتيين الأقحاح بذور المشاركة والكفاح والتضحية، واحتضان الأبناء وتربيتهم على حب الكويت والدفاع عنها، اما ما يحصل من تضييق على بعض المواقع الالكترونية لكبت الرأي فهو كما تصفه النائب د.دشتي نوع من اغتيال لهذا الرأي، وفيه تسميم لروح الاندفاع والحماس عند شبابنا وشاباتنا، وبالتالي انكماش وتضليل عن حرية التعبير التي يكفلها الدستور ويحاربها المدعون الذين يرفعون شعاراتهم الزائفة بالمحافظة على الدستور، وهم بالحقيقة ليست لديهم القدرة على تقبل النقد وإعادة النظر بممارساتهم المناقضة للأسس الديموقراطية التي أوصلتهم الى مراكز القرار التي أوصلتهم الى مراكز القرار وتشريع القوانين الهادفة لا الهادمة.
وختمت النائبة د.دشتي بدعوتها الشباب والشابات بالابتعاد عن لغة الاسفاف والشتائم والافتراءات واثارة النعرات والفتن بانتهاك كرامات الآخرين وتشويه سمعاتهم، ضاربين بعرض الحائط كل الالتزامات الأخلاقية التي توارثناها أبا عن جد بحجة ان الدستور يكفل الحريات وأننا نصون الدستور ونطبق ما تضمنه، متناسين عن قصد او عن غير قصد المادة 49 التي توضح من دون لبس معنى التعبير الحر شريطة احترام النظام والآداب العامة وعدم الاخلال بهما لأي سبب كان، مطالبة الشباب والشابات بأن ينخرطوا في القضايا الوطنية ويكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم للمشاركة في بناء الكويت، فهم المستقبل الواعد للوطن الذي يعتز بهم.