- النجيفي: نأمل من الكويت دعم العراق للخروج من طائلة البند السابع
- الشعب العراقي يأمل من شقيقه الكويتي طي الصفحات السود الدامية التي شوهت بياض العلاقات
أكد رئيس مجلس الأمة جاسم محمد الخرافي ان زيارة رئيس مجلس النواب العراقي والوفد الرفيع المستوى المرافق له تعكس متانة الروابط بين الشعبين الشقيقين وترسخ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين.
وأضاف الخرافي في كلمة له خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرف رئيس الوفد العراقي والوفد المرافق له مساء أول من أمس ان هذه الزيارة تعكس الحرص على تطوير العلاقة بين البلدين الجارين وتحظى بتقدير واهتمام مجلس الأمة الكويتي مؤكدا الحاجة لمثل هذه الزيارات وللحوار المتواصل وتبادل الرأي وبناء فهم مشترك لما يواجه علاقتنا من تحديات.
وشدد الخرافي على ضرورة القيام بطي صفحة الماضي وأخذ العبر والدروس من أخطائه وإعادة العلاقات بين الشعبين الشقيقين الى أوضاعها الطبيعية المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون البناء لما فيه مصلحة الطرفين وتأكيد احترام الشرعية الدولية في كل مستويات وأشكال هذه العلاقات، مشيرا في هذا السياق الى ان البلدين قطعا شوطا كبيرا في ذلك بفضل حرص واهتمام القيادتين الكويتية والعراقية على إعادة العلاقات الى مجراها الطبيعي.
وبين الخرافي ان نتائج الزيارات المتبادلة بين سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والاتفاق الذي تم بين الطرفين على تشكيل لجنة وزارية مشتركة عليا لبحث القضايا العالقة ومعالجة تداعيات المرحلة السابقة والذي توج بتأكيد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على حضور القمة العربية التي ستعقد في بغداد تعبيرا عن صدق وحرص القيادة الكويتية على تعزيز العلاقة بين البلدين، مؤكدا ان ذلك يتطلب من مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب العراقي الدعم الكامل.
وأشاد الخرافي بالتقدم الكبير الذي حققه العراق في مسيرة الديموقراطية والمشاركة السياسية وبناء دولة المؤسسات الدستورية، معربا عن أمله في ان تتواصل هذه المسيرة وتحقق أهداف وتطلعات الشعب العراقي الشقيق.
وأوضح الخرافي ان العلاقة بين مجلس النواب العراقي ومجلس الأمة الكويتي تعد ركنا هاما من أركان العلاقة بين البلدين الشقيقين مشددا على ضرورة ان تعزز هذه العلاقات بالخطاب الإيجابي والبعد عن المواقف والتصريحات الفردية التي تسيء لهذه العلاقة، مشيرا الى ضرورة تفعيل دور لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية – العراقية وسعيه الدائم لتعزيز التعاون والتنسيق بين الطرفين في المحافل الدولية. وفي ختام تصريحه كرر الخرافي شكره وتقديره لرئيس وأعضاء وفد مجلس النواب على زيارتهم متمنيا لهم طيب الإقامة.
تحيات الشعب العراقي
من جانبه وجه رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في كلمة له خلال المأدبة تحياته وتحيات الشعب العراقي للشعب الكويتي متمنيا ان يديم الله على الكويت الرخاء والسلام والاستقرار. وأكد النجيفي ان العلاقة بين العراق والكويت هي علاقات قربى وصلة رحم وأقوى من ان تضعفها الحوادث العارضة مبينا ان العراق خرج من دولة الحزب الواحد الى دولة الشعب ومؤسساته الدستورية مؤكدا ان هذا يوفر للشعب العراقي علاقات وطيدة ورصينة مع الشعوب المجاورة. وأضاف النجيفي ان الشعب العراقي يأمل من الشعب الكويتي ان يشاركه رغبته الحقيقية في طي الصفحات السود الدامية التي شوهت بياض العلاقات بين العراق والكويت، معربا عن أمله في ان تساند الكويت العراق في مطلبه بالخروج من طائلة البند السابع مع الحفاظ على حقوق كل ذي حق، كما أعرب عن تطلع العراق الى سياسة نفطية مشتركة واستثمار رؤوس الأموال الكويتية في الميادين والمجالات المختلفة في العراق وأعرب النجيفي عن أمله في ان يكون لمجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب العراقي نصيب في التعاون الثنائي المشترك وتشكيل لجنة مختصة للتباحث حول هموم البلدين وتطوير العلاقة الأخوية بما يخدم البلدين الشقيقين.
هذا، وقد حضر المأدبة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ونائب رئيس مجلس الأمة عبدالله الرومي ووزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.محمد البصيري وعدد من النواب والوزراء والأمين العام لمجلس الأمة علام الكندري، وسفير الكويت لدى الجمهورية العراقية اللواء علي المؤمن وسفير الجمهورية العراقية لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم وكبار المسؤولين في الأمانة العامة بمجلس الأمة.
ترحيب
وكان رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قد ألقى كلمة بمناسبة زيارة رئيس مجلس النواب العراقي وجاءت كالتالي: «نيابة عن زملائي أعضاء مجلس الأمة وبالأصالة عن نفسي، أرحب بكم، معالي الرئيس والوفد المرافق، أجمل ترحيب، وأسجل شكري وتقديري لتلبيتكم الدعوة لزيارة الكويت ضيوفا أعزاء على الكويت ومجلس الأمة، وأتطلع الى مزيد من هذه الزيارات واللقاءات التي تؤكد الروابط بين الشعبين الشقيقين، وترسخ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين البلدين.
ان هذه الزيارة، معالي الرئيس.. الأخوات والإخوة، بهذا الوفد الرفيع المستوى، تعكس الحرص على تطوير العلاقة بين البلدين الجارين الشقيقين، وهي تحظى بكل تقدير واهتمام من مجلس الأمة الكويتي، ونحن جميعا بالتأكيد بحاجة لمثل هذه الزيارات، والحوار المتواصل، وتبادل الرأي، وبناء فهم مشترك لما يواجه علاقاتنا من تحديات، ويعزز سعينا الدائم لترسيخها، خصوصا بعد ان تعرضت العلاقات الكويتية ـ العراقية لضربة قاسية من النظام البائد الذي أساء للشعب العراقي بقدر ما أساء للشعب الكويتي، وأقام حاجزا نفسيا بغيضا بين الشعبين الشقيقين.
ان مهمتنا في هذه المرحلة، معالي الرئيس.. الأخوات والإخوة، ونحن تجمعنا الجغرافيا والتاريخ، ان نقوم بكسر ذلك الحاجز وطي صفحة الماضي الأليم، وأخذ العبر والدروس من أخطائه، وإعادة العلاقات بين الشعبين الشقيقين الى أوضاعها الطبيعية المبنية على الاحترام المتبادل، والتعاون البناء لما فيه مصلحة الطرفين، وتأكيد احترام الشرعية الدولية في كل مستويات وأشكال هذه العلاقات. ولاشك اننا تقدمنا خطوات مهمة في ذلك بفضل حرص واهتمام القيادتين الكويتية والعراقية على اعادة العلاقات الى مجراها الطبيعي. وأود أن أؤكد هنا على نتائج زيارة كل من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح لبغداد، وزيارة معالي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للكويت، والاتفاق الذي تم بين الطرفين على تشكيل لجنة وزارية مشتركة عليا لبحث القضايا العالقة، ومعالجة تداعيات المرحلة السابقة. وقد توج كل ذلك بتأكيد حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ حفظه الله ـ على حضوره القمة العربية التي ستعقد في بغداد، وكان ذلك التأكيد تعبيرا عن صدق وحرص القيادة الكويتية على تعزيز العلاقة بين البلدين. ان ذلك كله يتطلب من مجلس الأمة الكويتي ومجلس النواب العراقي الدعم الكامل، وبشكل خاص، دعم جهود اللجنة الوزارية المشتركة العليا.
غبطة
ومن جانبه، قال رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي كلمة جاء فيها الأخ الفاضل رئيس مجلس الأمة المحترم، الاخوة الأفاضل، أعضاء المجلس المحترمون، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من دواعي غبطتي الكبيرة ان أحييكم ومن خلالكم شعب الكويت الشقيق وقيادته الكريمة نيابة عن شعب العراق ومجلس نوابه وأصالة عن نفسي بأفضل تحيات الاخوة الصادقة الحقيقية مشفوعة بالابتهال الى الباري جل وتبارك في علاه ان يديم على الكويت نعماء رخاء شعبها وسلام ديارها واستقرار خيارها وقوة عرينها ومنعة حياضها ورقي حياتها.
من الثابت في وجدان العراق شعبا ونوابا وحكومة ان العلاقة بين العراق والكويت ليست علاقة بلدين جارين شقيقين فحسب بل انها وشيجة قربى وصلة رحم أثبتت الوقائع انهما أقوى من أن تضعفهما الحادثات العارضات وأرسخ من ان تهزهما النزوات الجامحات، وأسمى من ان تنال منهما مغامرات المغامرين، وأوطد من ان توهنهما جنح الجانحين، وأثبت على يقين انهما قدر الشعبين الرصين المحروس بعروبتهما الأكيدة التي شرفها الله سبحانه وتعالى بأن جعل هادي البشرية ومنقذها من ضلالة الجاهلية وطغيان الطغاة الرسول الصادق الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم من أشرف بيوتاتها، وبدينهما الواحد وثقافتهما الواحدة، وتاريخهما الواحد، ومصيرهما المشترك الواحد. واننا اذ نكون اليوم في الكويت فإنما نكون بين أهلنا ومضارب قومنا لتجديد دعائم صلة رحمنا ولندعو بإخلاص ومحبة كبيرين الى نقلها من شرنقة السكون والتحسب الى روض التفاعل الحقيقي والشراكة الصادقة الأمينة، وإلى فضاء التكافل والتآزر ومواجهة التحديات بإرادة واحدة وفعل واحد.