حذر رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي من خطورة التعسف في استخدام النواب لحق الاستجواب وتداعيات ذلك على الاستجواب الذي يعتبر حقا دستوريا للنائب يجب أن يحسن استخدامه ليقوم بعمله الرقابي في تقويم عمل الوزراء.
وقال الخرافي في مقابلة خاصة مع تلفزيون الكويت أجراها الإعلامي ماجد الشطي بثت مساء أمس الأول: «إنه لا يستطيع أحد أن يجادل في حق النائب في استخدام الاستجواب ولكن آمل عدم التعسف من النواب في ممارسة حقهم وألا نسيء لهذه الأداة الدستورية، وآمل وضع الكويت فوق أي اعتبار وتقوية الديموقراطية من خلال الحوار البناء داخل مجلس الأمة بعيدا عن الإساءة أو التجريح»، معربا عن استغرابه من تحويل الاستجواب إلى أداة اتهام بينما هي في واقع الأمر أداة استفهام ومساءلة من النائب للوزير.
وأوضح الخرافي ان من شأن الاستجواب أن يساعد الوزير المستجوب على الإصلاح وأن يعطيه قوة أكثر داخل الحكومة ودعما للعمل والإنجاز.
وأعرب رئيس مجلس الأمة عن مباركته لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد تجديد الثقة به من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومباركته للوزراء آملا أن تكمل الحكومة الجديدة دورتها وأن تعمل جنبا إلى جنب مع مجلس الأمة وفق الحوار البناء الهادف وألا تؤخر الإنجازات.
وحذر الخرافي من خطورة إثارة الفتن الطائفية والفئوية والعنصرية البغيضة، مشيدا بحكمة صاحب السمو الأمير في التعامل مع هذا الملف الحساس وتركيزه وحرصه الدائم على الوحدة الوطنية وتعزيزه، مؤكدا متانة العلاقة والروابط بين أفراد المجتمع الكويتي بمختلف فئاته وطوائفه.
وأوضح ان مخاطر الفتن الطائفية تفوق بكثير الحروب الخارجية ومن شأنها أن تفكك الشعوب وتطيح بالبلدان.
وشدد الخرافي على أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة والإعلام بمختلف أساليبه في التأجيج والإثارة أو التهدئة والمعالجة.
وقال «من واجب صحافتنا أن تنتقد وتصحح إذا ما رأت أن هناك خللا يحتاج إلى تقويم لكن عليها الحذر من الإثارة لمجرد الإثارة، ومن واجب الإعلام المرئي والمسموع وبجميع أنواعه أن يساهم في تعزيز وحدة المجتمع وتماسكه وأن يبتعد عن اللعب بوحدة الوطن والعبث في نسيجه الاجتماعي وإثارة الفتن».
وحول الديموقراطية الكويتية، قال الخرافي «ينقص ديموقراطيتنا التنظيم السياسي حيث اننا ننتخب من منطلق طائفي أو قبلي أو فئوي. وكثيرا ما أسأل من برلمانيين خارج الكويت: كم لديكم من حزب؟ وفي الحقيقة أن كل نائب يمثل حزبا».
لكن الخرافي أكد ان ذلك «لا يعني أننا الآن مستعدون لإشهار الأحزاب لأننا لانزال نعتمد المنطلقات القبلية والطائفية والفئوية أساسا في اختياراتنا وتوجهاتنا».
وقال رئيس مجلس الأمة ان مسألة تعديل الدستور أتاحها الدستور نفسه كل 5 سنوات بهدف التطوير ومواكبة التغيرات والإصلاحات، معربا عن استغرابه من موقف البعض الرافض لأي تعديل في الدستور «بل وتكفير من يسعى أو يفكر في تطويره»، مشددا على أن تعديل الدستور يجب أن يكون بهدف تطويره ولتحقيق المزيد من الحريات ودعم الديموقراطية.
وحول الأحداث الأخيرة في مملكة البحرين قال الخرافي «إن الحوار هو الأسلوب الأفضل لحل الخلافات وتلبية مطالب الشعوب في البحرين وغيرها» محذرا من مغبة التعسف في التعامل مع الشعوب «التي من حقها المطالبة بحقوقها». واعتبر الخرافي دول مجلس التعاون بعيدة عما يحدث من تغيرات كبيرة في بعض الدول العربية «الأحداث الأخيرة التي حصلت في الدول العربية لا تمسنا بشكل مباشر وذلك لأنها جاءت بسبب الجوع والبطالة التي لا توجد في بلداننا»، مؤكدا أهمية الديموقراطية في ترسيخ العلاقة بين الحكام وشعوبهم.
ودعا رئيس مجلس الأمة الإيرانيين إلى الحوار مع جيرانهم في دول مجلس التعاون الخليجي بعيدا عن التصريحات الاستفزازية التي تؤجج الخلاف بين الطرفين وتترك تداعيات سلبية في علاقة الطرفين محذرا من خطورة تدخل أي طرف في الشأن الداخلي للطرف الآخر.
وانتقد الخرافي المبادرة الخليجية في اليمن قائلا «أعتقد ان المبادرة الخليجية في اليمن لم توفق، والمبادرات يجب ان تكون مدروسة ووفق رؤية واضحة، وألا تكون الوساطة بشكل علني مفضوح وتحت أنظار وسائل الإعلام دون التنسيق المسبق مع أطراف الخلاف والتمهيد للوفاق والإصلاح».