- دشتي: دولة الكويت أميراً وحكومة أعلنت موقفها الرسمي المتضامن صراحة مع سورية قيادة وشعباً
رشيد الفعم
قال النائب سيد حسين القلاف ان قضية طرد السفير السوري التي ينادي بها بعض النواب هي ليست قضية إنسانية وإنما هناك ما هو أكبر من ذلك على حد وصفه، وان هناك من يمول ويرصد الأموال حتى تتحرك درعا التي يوجد بها أكثر القيادات التي تنتمي الى القاعدة لضرب النظام السوري، ولكن هيهات.. فهذا النظام باق وقوي بفضل رئيسه الذي يمتلك الحس العربي الأصيل والشريف.
واعتبر القلاف خلال مشاركته في الندوة التي اقامها المحامي عبدالحميد دشتي امس الاول وكانت بعنوان وفاء لسورية ان الوقوف مع القيادة والشعب السوري خلال هذه المرحلة الصعبة هو واجب وطني وقومي وشرعي، لأن الأحداث التي تحصل في سورية ليست مثل الأحداث التي جرت في بعض البلدان العربية كما يصورها البعض، واصفا في الوقت نفسه أن ما يحدث في سورية هو عملية منظمة وخطط لها لإقصاء سورية عن القيام بدورها الاقليمي في مواجهة العدو الصهيوني.
وقال: للأسف الشديد البعض يتصور أن هناك تحركات شعبية في سورية شبيهة بالثورات والتحركات الشعبية التي حصلت في بعض البلدان العربية، وأعتقد ان سورية من خلال هذا التصور قد تم اشراكها في قضية مختلفة تماما عما يحدث في بعض المجتمعات العربية، لأن سورية هي من وقفت صامدة وتحدت الكيان الصهيوني، ولهذا فهي مستهدفة اليوم من قبل المخطط الصهيوني ـ الامبرالي على اعتبارها بلد المقاومة العربي في وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف النظام السوري بأذكى الأنظمة العربية في طريقة تعامله مع قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، حيث يري أن الهدف مما يحدث في سورية هو بمثابة محاولة من قبل الإسرائيليين لزج السوريون في شرك الجولان المحتل والقضاء عليهم، لافتا إلى أن النظام السوري الذي يعتبر الجولان أرض مهمة ومطلوب تحريرها فهم ذلك المخطط بشكل سريع.
وأوضح أن سورية قيادة وشعبا فتحت أبوابها لكل العرب المستضعفين ممن هاجروا من بلدانهم نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يواجهونها، وأضاف أنه شاهد بنفسه في إحدى الزيارات كيف استوعبت واحتضنت سورية هؤلاء المستضعفين ووفرت لهم كل الحقوق المدنية والإنسانية التي تكفل الحياة الكريمة.
ويرى أن كل الانتصارات التي حققتها المقاومة الإسلامية في لبنان كان النظام السوري شريكا في تلك الانتصارات بنسبة 100%، وأضاف أن سورية من خلال مواقفها المشرفة مع القضايا العربية وأبناء الجالية العربية قد صدقت فعلا في عروبتها وليس كلاما كما يعتقد البعض.
وأضاف: نحن الكويتيين ندين لهذا الشعب الشقيق بالوفاء بما فعله معنا أيام محنة الغزو العراقي الغاشم، حيث كان النظام والشعب السوري خير سند وظهر للحق الكويتي، وواجبنا اليوم أن نقف بجانب أشقائنا السوريين في تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تستهدف أمنهم واستقرارهم.
ومن جهته أكد المحامي عبدالحميد دشتي أن الكويت أميرا وحكومة أعلنت موقفها الرسمي المتضامن صراحة مع سورية قيادة وشعبا، وأن الكويت حريصة على أمن واستقرار سورية، لافتا إلى أن المواطنين الكويتيين يؤيدون هذا الموقف الشجاع والمشرف ويلتزمون به، لأن سورية أولا وأخيرا تمثل الممانعة والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.
وتساءل عن مصلحة المجموعة التي تطالب بقطع العلاقات مع سورية وطرد سفيرها، ولماذا تريد أن تكون جزءا من المؤامرة التي تستهدف سورية، ولماذا لم تبادر هذه المجموعة أيضا الى إدانة العدوان الصهيوني الوحشي ضد المتظاهرين الفلسطينيين والعرب في يوم النكبة؟
ويرى موقف هذه المجموعة بمثابة التمرد على سياسات الدولة ومحاولة مكشوفة لهز مصداقية الدولة تجاه الأشقاء العرب، وخصوصا أن الكويت هي من قاد المصالحات العربية من أجل وحدة موقف العرب. وأكد أن ما يميز الكويت أنها كانت ولاتزال منصة لوحدة العرب وتضامنهم ولدعم القضايا العربية العادلة والمحقة، معتبرا أن كل مشهد أو صورة تعكس غير هذه الحقيقة لا تمت الى الكويت وشعبها بصلة.
وأوضح أنه من منطلق الحرص على السيادة والكرامة، لا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال الانتقاص من الدور البناء لدولتنا على المستوى العربي، ولن يسمح لأي مجموعة بأن تقدم هذا الدور حتى يصبح على مقاس بعض الصغار.
وقال: نحن شعب الكويت كما الدولة، تعلمنا الوقوف الى جانب القضايا العربية المحقة، حيث اننا انفطرنا على دعم نضال الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وانفطرنا على دعم المقاومة المشروعة، واليوم نقف الى جانب سورية بقيادتها وجيشها وشعبها في كل خطوة تتخذ لإسقاط المؤامرة ووأد الفتنة.
واعتبر هذه الوقفة التضامنية مع الأشقاء في سورية في مواجهة ما وصفه بالمؤامرة الصهيو ـ أميركية انما هي وقفة صدق مع الذات تعبر عن أصالة شعب الكويت وقيمه المتجذرة وعروبته الصادقة، مؤكدا في الوقت نفسه أن هذه الأصالة الكويتية لا يمكن لأحد أن يشكك بها من الأشقاء العرب، وأن كرامتنا لا تسمح لأي كان بالمساس بها أو الانتقاص منها.
وشدد على أن الكويت كانت ولاتزال صاحبة دور في بناء البيئة العربية الواسعة، وهي جزء أسياسي من المعادلة العربية الكبيرة، وأن أبناء الكويت يعتزون ويفتخرون بهذا الدور، لافتا إلى أن مسؤوليتنا ككويتيين أن نسقط أي محاولة داخلية أو خارجية تستهدف دور بلدنا أو المساس بكرامتنا.
وأوضح أن الكرامة لا تكون بلا انتماء، لأن الانتماء الصادق الذي تعاهدنا وتعاقدنا عليه هو للوطن، لأنه جوهر الكرامة، معتبرا في الوقت نفسه من لا يعرف الكرامة لا ذكر له ولا ذكرى في التاريخ.
وقال: بكل أسف، البعض ممن يعملون لغايات رخيصة يحاول تشويه الصورة وتسخيف معنى الانتماء لهذا الوطن، وان مواقفه تؤكد أن ولاءه عابر للوطن، وهذا أمر خطير جدا يجب عدم السكوت عنه، لأنه انتهاك لقدسية الوطن ومس بسلطان الدولة وهيبتها وقوانينها ومنظومة علاقتها.
وأضاف: أي أمر قد يحدث في بلدنا نستطيع معالجته، والدولة نجحت في معالجة قضايا وملفات كبيرة، ولكن عندما تحدث محاولة مكشوفة للانقلاب على خيارات الدولة وضد إرادة الشعب، فهذا أمر لا يمكن القبول به على الاطلاق.
وأكد أن المشهد الذي حصل في مجلس الأمة قبل يومين لا يمت بصلة الى الوطنية، ويرى أن هناك مجموعة من أعضاء مجلس الأمة تمردت على ثوابت الأمة وسياساتها ومنظومة علاقاتها، وتبنت أجندة غير وطنية وغير عربية حين قررت الانخراط في مؤامرة على سورية.
وشدد على أن الانتماء هو عقد إلزامي بين الوطن والمواطنين، وهو إحساس بالمسؤولية تجاه الوطن واحترام القانون والالتزام بالنظام والتوجيهات العامة، معتبرا في الوقت نفسه ان أي خلل في هذه الوظائف يعتبر بمثابة انتهاك لقدسية الانتماء.
وقال: الحملة التي تقودها أميركا والدول الغربية وإسرائيل ضد سورية لم تعد أهدافها خافية على أحد، وان المطلوب حاليا هو حشد كل الطاقات لمواجهة هذه الحملة البشعة، ونحن على يقين بأن الضغوط على أنواعها لن تنال من تصميم سورية وتمسكها بالمواقف القومية والعربية الصائبة، لأنها تمتلك القوة لإسقاط هذه المؤامرة، ولهذا يجب علينا ان نقف الى جانب استقرار وأمن هذا البلد العربي الوفي الذي لن ننسى مواقفه تجاه بلدنا في المحن والملمات.
ومن جانبه، قال الناشط السياسي المحامي جليل الطباخ ان الولايات المتحدة وإسرائيل لم تكونا في يوم من الأيام تحبان الشعوب العربية، وان هدف أميركا الأساسي هو الحصول على النفط العربي فقط لا غير، وان الشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه لإسرائيل ولى وانتهى، لأن الأحرار في الوطن العربي والإسلامي هم من يرسم ملامحه، وأن آخر أوراق الحملة التي تمارس على سورية وتستهدف نظامها وشعبها قد سقطت.
وأوضح أن استهداف النظام السوري لم يكن بالجديد وخصوصا أنه بعد اغتيال رفيق الحريري استعجلوا وخططوا لإصدار قرار من مجلس الأمن يدين ويتهم سورية مباشرة، وأضاف انهم لجأوا بعد ذلك الى المحكمة الدولية التي كانت بمثابة السلاح الجديد لإسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، معتبرا في الوقت نفسه أن تلك الإجراءات والاتهامات التي وجهت الى سورية والتي لم يركع لها الرئيس بشار الأسد كان هدفها الرئيسي هو الوصول الى سلاح المقاومة الإسلامية في لبنان والمتمثلة في حزب الله.
وأضاف: حكومة وشعب الكويت بقيادة صاحب السمو ستظل دائما بجانب الأشقاء السوريين، وخصوصا أن سورية ولبنان وإيران كانت من أولى الدول التي سبقت دول الخليج في استنكار الغزو العراقي الغاشم للكويت.
قال: لا تهتموا بأن يطالب أحد من أعضاء مجلس الأمة بقطع العلاقات معكم.
ومن جهته أشار الناشط السياسي د.مهدي السلمان إلى أن عملية استهداف سورية ترجع الى طبيعة موقعها على الخارطة العربية، لأنها بلد المقاومة التي تعاني من وجودها إسرائيل، واصفا في الوقت نفسه سورية بالمدد الإستراتيجي للمقاومة الإسلامية في لبنان.
ويرى أن إسرائيل تشعر بمدى الخطر السوري على كينونتها ووجودها، ولهذا ترى أن الحل يكمن في الإطاحة بالنظام السوري وخصوصا أن هناك دعوات قديمة تحث النظام السوري على تغيير مواقفه من عملية السلام مع إسرائيل، لافتا إلى أن النظام السوري رفض كل الإغراءات التي قدمت إليه من أجل التخلي عن مواقفه ومبادئه تجاه قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
ومن جانبه، أعرب ممثل مجلس الجالية السوري في الكويت د.وائل ناصر عن شكره وتقديره لدعم ومساندة حكومة وشعب الكويت عودة الاستقرار والأمن الى كل المناطق السورية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الكويت تعاملت بموضوعية مع الأحداث التي جرت في سورية وذلك منذ اليوم الأول وذلك عبر اتصال صاحب السمو الأمير بالرئيس الأسد الذي أعلن وقوفه الى جانب الاستقرار وإحلال الأمن في سورية.
وأوضح أن الأحداث في سورية بدأت بمطالبات واحتجاجات شرعية وحقوقية من قبل الناس استجاب لها النظام السوري بسرعة عبر حزمة من القرارات التي طبق البعض منها على أرض الواقع بشكل سريع ومباشر، وأضاف أن ما يدعو الى الاستغراب أن تلك المطالبات والاحتجاجات تطورت فيما بعد لتأخذ منحى العنف المسلح وترويع الأهالي وتدمير الممتلكات، لافتا إلى أن هذا ما دفع بالجيش السوري للتدخل في المدن لإعادة الأمن والاستقرار وذلك على اعتبار انه مطلب جماهيري ملح وضروري.
وأكد أن عمليات الإصلاح التي شرع فيها النظام السوري عبر حزمة من القرارات تحتاج الى الوقت والبيئة المناسبة والهادئة لتنفيذها وتفعيلها على أرض الواقع، وأضاف أن هناك قوى خارجية لا تريد تنفيذ أجندة الإصلاح حتى لا تكون سورية في الريادة، محذرا في الوقت نفسه من اللعب على اشتعال الفتن في سورية وذلك في ظل وجود العديد من الطوائف في سورية التي تكفي لإشعال نار الفتنة.
وقال: ان كان حزب البعث العراقي احتل الكويت، فإن حزب البعث السوري ساهم في تحرير الكويت.
ومن جانبه، أشار عضو مجلس رجال الأعمال السوري ـ الكويتي إبراهيم أحمد إلى أن المقيمين السوريين في الكويت يعيشون على هذه الأرض الطيبة وكأنهم في بلدهم سورية، مؤكدا في الوقت نفسه أن الجالية السورية في الكويت تحترم وتجل الموقف الكويتي الداعم لسورية في هذه المرحلة الحرجة.
ومن جهته، وصف عضو نقابة الفنانين السورية الفنان عارف الطويل الأزمة التي تعيشها سورية بالصعبة والموجعة، وأضاف أن سورية على مر التاريخ شهدت العديد من الأزمات التي تجاوزتها بفضل حكمة وحنكة القيادة والشعب السوري.
وأشار إلى أن هناك الملايين من الشعوب العربية خرجت في مظاهرات تطالب بإسقاط رؤسائها في حين أن الشعب السوري خرج بالملايين أيضا لإبقاء رئيسه وليس لإقصائه، لافتا إلى أن سورية ستكون صخرة القومية العربية والمقاومة الإسلامية الشريفة ولن تخضع أو تركع لمن يريدون تهميش هذا الدور عن سورية.
وقال: أتفهم وجود قناة إعلامية سورية معارضة للنظام تقوم بالتسويق لنشر أهدافها وأجندتها، ولكن لا أتفهم التضليل والتضخيم الإعلامي لبعض القنوات الخاصة غير السورية التي يفترض منها أن تكون محايدة وصادقه في عملها الإعلامي، وهذا ما يؤكد ويثبت أن الأزمة في سورية هي مؤامرة.