عبدالله البالول
أكد رئيس مجلس النواب العراقي د.سليم الجبوري «نجاح» زيارته والوفد البرلماني العراقي للكويت من خلال «اللقاءات الايجابية» التي جمعته مع القيادة السياسية ممثلة بصاحب السمو الامير ورئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء.
وهنأ د.الجبوري، في مؤتمر صحافي عقده بمقر اقامته مساء اول من امس، الشعب الكويتي على اختيار الكويت مركزا للعمل الانساني وتسمية صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد قائدا للعمل الانساني من قبل الامم المتحدة، مشيرا الى ان هذا التكريم يمثل «فخرا للعراق والكويت والعرب والامة الاسلامية».
وقال ان وفد بلاده الزائر والذي يمثل «الطيف العراقي بأكمله» جاء لتعزيز أواصر التعاون المشترك والتعاون في جميع المجالات التي تخدم مصلحة البلدين على اساس الاحترام المتبادل وايجاد مشروع عربي موحد تتجاوز من خلاله الدول مشاكل وقضايا المنطقة.
واضاف ان اللقاءات التي عقدها تناولت بحث الآفاق المستقبلية للعلاقة بين البلدين «متجاوزين صفحة الماضي السوداء في تاريخ البلدين ومتطلعين الى مرحلة أفضل وأرقى نفتح من خلالها صفحة من التعاون المشترك».
وأفاد بأن الزيارة نجحت في بلورة جملة من التفاهمات بين مجلسي النواب العراقي والأمة الكويتي من خلال ايجاد لجان برلمانية مشتركة للتباحث في جميع القضايا الثنائية الى جانب «مباركة الجهود الاستثنائية التي قامت بها حكومتا البلدين واللجان المشتركة التي استطاعت انهاء الكثير من الملفات الثنائية».
وتطرق د.الجبوري الى توجيه دعوة رسمية الى رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم لزيارة البرلمان العراقي، قائلا: «ننتظر منه من خلال القنوات الرسمية تحديد الموعد وسنكون والشعب العراقي مسرورين جدا بتلبيــة هــذه الــدعـوة».
ولفت الى ان زيارة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الى العراق اخيرا على رأس وفد يمثل الجامعة العربية «كانت ايجابية تناول خلالها الجانبان القضايا بمنتهى الشفافية والوضوح».
وقال: «اطمئن الشعب الكويتي والعربي وشعوب العالم بأن العراقيين متحدون في مواجهة التحديات الارهابية ومواجهة من يريد شق الصف الوطني فكلنا نمثل صوتا وارادة واحدة ونمضي باتجاه أمن واستقرار العراق والمنطقة».
وأعرب عن ايمان الجميع في بلاده «بدولة تحترم الانسان والمؤسسات ونسعى لترسيخ المبادئ الديموقراطية وننطلق بها الى دول المنطقة برمتها كما رحبنا كقيادات سياسية ممثلة برئاسة هيئة مجلس النواب بالتفاهم مع رئاسة مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية بكل تعاون ومساندة دولية في مواجهة تحديات الارهاب المتمثل بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) والحفاظ على سيادة العراق».
وحول تعدد الفصائل الشعبية المسلحة في العراق الى جانب الجيش العراقي، اكد د.الجبوري انه «لا أمن ولا استقرار الا اذا كان السلاح محصورا في يد الدولة ومن خلال مؤسساتها الرسمية المحترمة والمعتبرة من الجميع».
وبين ان «التحدي الكبير والخطير» الذي يواجه العراق في الفترة الاخيرة احتاج الى مساعدة قطاعات شعبية اخرى من بينها العشائر والحشد الشعبي وقوات البشمركة، مؤكدا تحقيقها «نجاحات عدة».
وأكد د.الجبوري حاجة الجيش العراقي الى إعادة الترميم من خلال بناء هيكلته على اسس صحيحة في ظل الدعم الذي يلقاه من قبل الحكومة والبرلمان.
وردا على سؤال بشأن المستجدات حول قضية النازحين العراقيين من المسيحيين والايزيديين خصوصا، قال د.الجبوري ان «معاناة النازحين تحتاج الى مساعدة انسانية لا عراقية فحسب بل عربية ودولية عاجلة نتيجة الممارسات الارهابية التي قام بها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ضدهم الى جانب استهدافهم مسيحيي العراق ودفعهم للخروج من بلادهم».
وشدد على صعوبة وضع النازحين وضرورة تكاتف الكل في مواساتهم ومساعدتهم، مضيفا ان العراق «قد لا يقوى بمفرده على معالجة أوضاع النازحين الا بمعونة اخوانه واشقائه من الدول العربية والعالم اجمع».
وأكد د.الجبوري في تصريح سابق عقب لقائه بصاحب السمو الامير انه اطلع سموه على مجريات الاحداث في العراق ومشاكل النازحين والمهجرين وطبيعة تحدي الارهاب الذي يواجه العراق بصورة عامة.
وشدد على أهمية فتح آفاق جديدة للعمل على تصفية المشاكل القديمة بين البلدين والبدء بمرحلة قائمة على اساس الاخوة والتعاون والثقة المتبادلة.