زارت النائب د.معـــصومة المبارك المـــــدرسة البريطانية بالكـــويت لتقديم التهنئة لفريق الفتيات الــــرياضي بمنــــاسبة الانتصارات التي حققها الفريق مؤخــــرا في كرة الطائرة والسلة والقدم، وذلك استكمالا للنجاح الذي حققته المرأة في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة، وناقش الفريق مع د.المبارك عددا من القضايا المحلية التي تخص المرأة ومن أبرزها طبيعة عملها السياسي، كما قامت الطالبة عنبر لطفي بالصف العاشر من المدرسة البريطانية بالكويت بإجراء حوار صحـــافي مع د.معصومة المبارك أكدت خلاله على الحاجة الماسة الى العمل على الاستقرار السياسي وخلق الثقة بين الجميع.
وفيما يتعلق بقضايا المرأة رأت د.المبارك ان النواب لم يتناولوا القضايا على محمل الجد في الماضي وانها ستقوم بمتابعة هذا الملف في مجلس 2009.
وأوضحت د.المبارك ان الثقة بالنفس هي الطريق لتحقيق الذات وأن أمها هي مثلها الأعلى في الحياة محاولة إيجاد التوازن بين كونها نائبا في المجلس وأما وزوجة.
وفيما يلي تفاصيل الحوار:
بعد دخول المرأة للبرلمان، هل تعتقدين ان ذلك سيؤثر في سياسة المجلس؟
ما تحقق هو «انجـــــاز كبير» بالنــــسبة للمرأة في الكويت، بعد سنـــوات من المطالبــــات بالمساواة منذ عـــــام 1971 حــــتى حصلنا عليها أخيرا، وبــــعد دخــــول الـــنساء للبرلمان ستتغير صورة النساء كاملة في الكويت، وستتغير نظرة المجتمع للمرأة وستبدأ المرأة الكويتية بالمطالبة بكثير من حقوقها بعد ان اصبح لصوتها صدى مسموع، فبعض القوانين سيتعين علينا مناقشتها لتحقيق المساواة الكاملة مثل القوانين المدنية، وقوانين الاسرة وقوانين الخدمة المدنية.. الخ، وسنواجه ما يوجد في هذه القوانين من تحيز ضد المرأة وسيكون هناك تغيير في موقف الحكومة، على أي حال هذا كله سيتغير بمرور الوقت وهذه التغيرات ستكون تدريجية وسيكون هناك الكثير من العقبات على طول الطريق والتي يجب ازالتها بالمثابرة والعمل الجاد.
كيف بامكانك عمل توازن بين حياتك السياسية وحياتك الأسرية؟
بالنسبة للمرأة من الضروري جدا ان تقوم بعمل توافق وتوازن بين اسرتها وعملها. وهي دائما تميل بطبيعتها الى التركيز على اسرتها ومسؤولياتها كزوجة وأم، مما يخلق صعوبة في ادارة حياتها العملية، ومعروف لدينا انه من الصعب جدا الاندماج في اوقات البهجة والتسلية الخاصة بنا، فالأم تعمل طوال وقتها كأم فتعطينا الحنان وكمربية أجيال، ولكي نجد طريقة توازن بين الاثنين نحاول تنظيم الوقت بعناية مع عدم ارهاق انفسنا، وعلى الرغم من ذلك فوجودي داخل اسرتي مازال مصحوبا ببعض التضحيات، ويجب ان تتأكدي من دعم اسرتك لك في كل شيء فإن وجود الأسرة نعمة.
ما النصيحة التي توجهينها الى الشباب الطموح ليسيروا على خطاك ويحققوا ما حققته من نجاح في حياتك؟
الثقة بالنفس الطريق الوحيد لتحقيق الذات، والصبر عندما نتمنى شيئا يجب ان نكون صبورين ونعمل من اجله ولا نتوقع النجاح دون تعب وكلل، ولأن النجاح يتطلب الوقت يجب على الشخص التركيز في تنظيم الوقت وتحديد الهدف واستخدام العقل وتدريبه لتحقيق ما يريد، ومن الضروري جدا الحصول على دعم الآخرين من حولك والطموح هو مفتاح النجاح.
ما رأيك في دور المدارس ذات المنهج البريطاني في الكويت ليس فقط في مجال التعليم بل في نظرتهم للديموقراطية وممارستها؟
بالتأكيد نوعية التعليم في الكويت على مستوى عال، خصوصا في المدارس الخاصة، واعرف ان المدرسة البريطانية بالكويت، في جملة المدارس الخاصة في الكويت التي تقدم خدمة تعليمية متكاملة، ومن المهم جدا ان يتلقى الطلاب الدراسة الأكاديمية ذات الجودة العالية، ويجب صقل شخصياتهم وذلك ليكونوا على دراية واطلاع ومعرفة اوسع بالعالم الذي حولهم، والمدارس في التعليم العام تميل الى التركيز على الاوساط الاكاديمية اغلب الاحيان، ولكن من المهم جدا ان يتم تعليم الطلاب مهارات حياتية اضافة الى الأكاديمية.
هل تشـــعرين الآن وانت عضو في البرلمان أن وجهة النظر الســـياسية عن تواجد المرأة في مجلس الأمة اصبحت اقل تحيزا وان تواجدها في السياسة اصبح مقبولا؟
طبعا، لقد تغير الوعي السياسي بشكل جذري على مر السنين، وعلى سبيل المثال في مقابلة اجريتها في ابريل 2005 حول منح المرأة حق التصويت ابرز التحقيق الصحافي ان نسبة 95% من اصوات النساء كانت ضد حقوق المرأة السياسية، هؤلاء النساء كان عندهن اعتقاد بأنه لا يجب ان يسمح لهن بالكلام بحرية والا تكون لهن حقوق كاملة في المجتمع، ولكن في 16 مايو 2006 صدر القانون بمنح المرأة الكويتية حق التصويت وعزز هذه الثقة في المرأة واعطاها الحافز بأنه يمكنهن ان يغيرن الامور تدريجيا ويضعنها موضع التنفيذ، والآن ونحن في عام 2009 وبعد انتخاب اربع نساء ليصبحن نوابا في مجلس الامة تحقق النجاح وهو عظيم لكل نساء الكـــويت اللائي مازلن يكافحن من اجل الحصول على حقوقهن على مر السنوات، فالمرأة الآن تؤمن بالتغيير وتعمل من اجله.
الجميع يرونك قدوة يحتذى بها فمن هو أو هي القدوة التي تحتذين بها أنت وترغبين في الوصول الى مكانتها؟
الناس باختلافهم كل لديه القدوة الخاصة به، ولكن يجب ان اقول ان كثيرا من النساء يرين القدوة في امهاتهن، وامي امرأة قوية وكانت تشعر بكل احلامي وكانت تدعمني فيها، وانا آمل ان اصبح مثلها يوما ما، هناك نماذج اخرى احتذي بهن في امور السياسة مثل مارغريت تاتشر ومادلين اولبرايت وهن حققن الكثير من الانجازات والكثير من التضحيات وقدمن الكثير من القرارات الحكيمة لتحقيق النجاح الذي حصدنه.
الآن وانت عضو في مجلس الامة هل هناك أي تغييرات محددة ترغبين في تحقيقها في السياسة الكويتية؟
بالتأكيد، اعتقد حقا اننا فـــــي حاجة ماسة الى العمل على الاستقرار السياسي، وايجاد معادلة التعايش والثقة داخل حكومتنا، فانا اشعر بقوة بأن الخطة الخمسية المقبلة امر ذو اهمية لاحداث تغيرات حيوية لم تحدث في الكويت منذ عام 1968، ومع ذلك تم وضع الخطة وسيتم تعديلها ومناقشتها في المستقبل القريب، وضروري ان تدخل حيز التنفيذ، فهناك قضية اخرى يجب ان توضع في الاعتبار وهي القضايا الخاصة بالمرأة، ليس فقط في التصويت او الترشيح لكن في كثير من الجوانب الحياتية في الكويت، هذه القضايا طرحت اكثر من مرة ولكن اعضاء مجلس الامة في الماضي لم يتناولوها على محمل الجد.