-
جوهر: استغلال دماء الشهداء في مزيد من اللحمة الوطنية وتعزيز الانتماء
-
صفر: تكاتف الشعب الكويتي فوّت الفرصة على المجرمين
-
بوحمد: دموع سمو الأمير لها الأثر البالغ في نفوس أهالي الشهداء
-
الوسمي: جمعيات النفع العام مطالبة بتوحيد الصف لمواجهة الفتن
-
البغلي: أهل الكويت في السابق درسوا مناهج دعت إلى الوسطية والتعايش
عبدالله البالول
أقام ديوان آل خريبط مساء أمس الأول ندوة جمعت عددا كبيرا من النواب والوزراء السابقين الى جانب عدد من الاكاديميين والمهتمين بالوضع السياسي وذلك لوضع الحلول بعد تفجير مسجد الامام الصادق في الصوابر والذي راح ضحيته عدد كبير من شهداء الكويت الى جانب الجرحى.
في البداية، تحدث حمد بوحمد ابن الشهيد طاهر بوحمد قائلا: اشكر ديوان آل خريبط والحضور على هذه الندوة التي نأمل أن يصل صوتها للجميع، مضيفا: الكل يتفق أن ما تم يعتبر حدثا كبيرا على المجتمع الكويتي وهو أمر دخيل على الكويت لكن مؤشرات حدوثه كانت واضحة من تصريحات اصحاب الفكر التكفيري، لافتا إلى أنه قبل فترة طويلة كان هناك تصريح واضح وصريح باستهداف هذه الطائفة.
وأضاف بوحمد أن ما يخفف من ألم فراق الاحبة ممن نالوا الشهادة هو كونهم شهداء سعداء باذن الله، مشيرا إلى أن المصابين يبلغ عددهم 227 مصابا ونتمنى ألا يزيد عدد الضحايا لوجود حالات صعبة وحرجة بينهم، وان كان صاحب السمو الامير قد امر بارسال الحالات الصعبة للعلاج بالخارج.
وأشار إلى أن وصول صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد إلى موقع التفجير بعد دقائق من حدوثه على الرغم من الخطورة في هذا الوضع كان له الاثر الكبير في التخفيف على اسر الشهداء وايضا الفاجعة والمناظر المؤلمة، مبينا ان دموع صاحب السمو الامير كان لها الاثر البالغ في نفوس اهالي الشهداء والجرحى، مشددا على أن سموه ارسل رسالة للجميع عندما اقام مجلس العزاء في مسجد الدولة الكبير في دلالة واضحة على وقوف الدولة مع ابنائها وتفويت الفرصة على من ارادوا النيل من الكويت.
وذكر أن صاحب السمو الامير وجه رسالة أخرى لاصحاب الفكر الارهابي الدخيل عندما وجه باصلاح كل اضرار مسجد الامام الصادق على نفقته الخاصة بأن اعمالهم لن تنجح في الكويت، لافتا إلى ان سموه كان له الفضل بالتوجيه كذلك بتوفير الطائرات لنقل جثامين الراغبين في الدفن بالنجف الاشرف.
واشار إلى أن وقوف أهل الكويت صفا واحدا مع أهالي الشهداء والمصابين والتفافهم حولهم كان له الاثر الكبير في التخفيف من هول الفاجعة وايضاح الصورة الحقيقية للكويتيين المتكاتفين مع بعضهم، مشيرا إلى أن الموقف في الكويت كان مختلفا حيث كان وجود صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد والوزراء واعضاء المجلس الذين كانوا هم أصحاب العزاء، الامر الذي يؤكد على اللحمة الوطنية بين أبناء الكويت.
وأشار إلى أن اهالي الشهداء يعتزون بالشهداء الذين نالوا هذا الشرف العظيم والذين لقوا الله في احسن حال، حيث كانوا مصلين صائمين في أفضل الايام يوم الجمعة، مشددا على أنهم يؤكدون على حكمة القيادة السياسية وأن الكويتيين ملتفون حول قيادتهم.
واختتم بالقول: اوجه شكري وتقديري لكل من هنأنا بشهادة الشهداء وكذلك إلى صاحب السمو الامير على وقفته التي نعتز بها، وأوجه شكري كذلك للشعب العراقي وكل من استقبلنا في النجف الاشرف عندما ذهبنا لدفن الشهداء هناك حيث كانت لهم مواقف مشرفة معنا من حسن استقبال وضيافة.
من جانبه، قال وزير الاشغال السابق فاضل صفر ان الشعب الكويتي ليس غريبا عليه التكاتف والتضامن في مثل هذه الظروف، وهذه الدماء لم تكن أول دماء ينزفها ابناء الوطن دفاعا عنه، لافتا إلى أن الكويت تفخر بموقف صاحب السمو الامير الذي حرص على التواجد مع ابنائه في هذه المحنة منذ اللحظات الاولى.
وأضاف صفر: نحن جميعا نعي أن الحروب والمشاكل التي تسببها جماعات معينة تتسبب في أثمان باهظة على الاوطان سواء ماليا أو بشريا أو في ايقاف التنمية، مشيرا إلى أنها لن تجلب لنا سوى الاحقاد والدمار والآلام.
وأشار إلى أن من يحاربنا الآن هو عبارة عن بقايا النظام البعثي السابق والذي يحاول الانتقام عن طريق هذه د من خلال استغلال الدين، لافتا إلى أن النظام البعثي كان علمانيا والآن يحاول تغيير لونه من خلال استغلال الدين والخلافات ووجدوا فرصة سانحة للانقضاض على من يعتبرونه سببا في تشتتهم في عام 1990.
وذكر ان الصراعات في الدول الاقليمية كانت بسبب الفرقة التي عانت منها هذه الدول حيث انقسم السياسيون إلى فرق وانقسمت الشعوب خلفهم، إلا أن الكويت محصنة، بحمد الله، من هذه المشكلة من خلال تكاتفنا ووحدتنا الوطنية.
وأشار إلى أن تكاتف الحكومة ومجلس الامة وعلى رأسهم القيادة السياسية ممثلة بصاحب السمو الامير وسمو ولي العهد كان له الاثر الاكبر في تفويت الفرصة على هؤلاء المجرمين، مشيرا إلى ان البعض يقول إننا بالغنا في ردة الفعل، ونحن نقول له اذهب إلى المصابين في المستشفيات وسترى نتيجة هذا العمل الجبان وما يعانيه المصابون من اعاقات ستلازمهم طوال حياتهم.
بدوره، قال الوزير السابق علي البغلي: نتكلم اليوم عن المصاب الجلل الذي حدث للكويت، وهذه ليست اول كارثة تحصل في الكويت، عندما اعلن الشيخ عبدالله السالم الاستقلال وقال آنذاك عبدالكريم قاسم إن الكويت لنا وهي تابعة للعراق، عندها هب الكويتيون جميعا في وجه هذه الدعوة الباطلة، وطالبوا الشيخ عبدالله السالم بتسليحهم لمواجهة الهجمة العراقية في تلك الفترة، كما يحصل الآن، لافتا إلى أن فترة الغزو في العام 1990 كانت اكبر دليل على وحدة الكويتيين بكل اطيافهم في وجه العدوان العراقي.
ولفت إلى أن المرحلة الاخيرة كانت متأججة بالشحن الطائفي، لاسيما تزامنا مع ما يحصل في الوضع الاقليمي والمشاكل في الدول العربية وغيرها، الامر الذي انعكس على الوضع لدينا، وكان هناك شحن طائفي بغيض وبشكل متواصل ولم يعمل احد أي شيء لوقف هذا التدهور في التعايش السلمي الموجود في الكويت منذ الازل.
وأشار إلى أن المناهج الدراسية التي درسها اهل الكويت كانت تدعو إلى التعايش لأنها مناهج وسطية ازهرية، مضيفا: اننا كنا نصلي في المدارس مع بعضنا البعض دون وجود عوائق وتربيتنا كانت قائمة على الاخلاص والصدق والامانة، مشددا على أن المناهج تغيرت من خلال سطوة الاصوليين على المناهج وتغييرها بهذه الطريقة دون أي حسيب أو رقيب خاصة من قبل اعضاء مجلس الامة.
واشار إلى أن حزب الله عندما استعمل هذه الطريقة كان يستهدف بها معسكرات الجيش الاميركي في بيروت، ونتج عن عملياته ابعاد القوات الأميركية من لبنان، وهو لم يستخدمها ضد اناس يصلون، معربا عن بالغ مواساته لأسر الشهداء ولذويهم الصبر والسلوان وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وذكر أن الحكومة كانت مقصرة في شتى المجالات مثل التنمية والطرق والصحة وغيرها وهذا امر يمكن التغاضي عنه، لكن اذا وصل الامر إلى الامن فلا يمكن السكوت عن ذلك لان الوضع خطير ويجب أن تتحمل الحكومة المسؤولية كاملة.
من جهته، قال النائب السابق د.حسن جوهر: نستذكر اليوم ونجدد التعزية لذوي الشهداء الذين قضوا في الصلاة وفي أفضل الايام، الجمعة، وسنحاول أن نعطي مجموعة من الرسائل بهذه المناسبة أولها اللوحة الجميلة في الكويت والتي اعطاها الجميع من التلاحم والوحدة في مثل هذه المناسبات.
وأضاف: أننا بحاجة الى هذه الوحدة واللحمة الوطنية في كل الاوقات الطبيعية وغيرها، لافتا إلى أن الجو العام كان يسير نحو غليان شعبي، مؤكدا أنه يجب ألا تذهب دماء الشهداء كما ذهبت المواقف السابقة.
واشار إلى اهمية مراجعة مواقفنا تجاه بعضنا البعض بعد سنة من الآن لأن حالة الحزن عمت الكويت في كل بيت، والوحدة الوطنية يجب أن تستمر دائما وليس لفترة وجيزة بعد الحادث وتنتهي، مشيرا إلى اهمية استغلال دماء الشهداء في مزيد من اللحمة الوطنية وتعزيز الانتماء للكويت.
ولفت إلى أن كل شظية في اجساد الشهداء أو المصابين كانت نتيجة كلمة أو تحريض أو ما شابه من منابر الدعوة للطائفية أو المقالات التي كتبت في هذا السياق، مضيفا «يجب ألا نستصغر مثل هذه الامور والتي ستتحول إلى انفجارات في المستقبل إن لم نقف في وجه هذه الدعوات».
وذكر جوهر أن وجود صاحب السمو الامير في الموقع هو امر انساني لكنه يحمل رسالة سياسية مهمة في اعطاء هذا البعد السياسي أن الكويت مستهدفة وليست طائفة أو جهة، وكان صاحب السمو الامير هو صمام الامان الذي نزع فتيل الفتنة لأن تنظيم داعش استهدف الكل السنة والشيعة والمسيحيين والمستهدف كان الكويت جميعا بنظامها ووجودها.
بدوره، قال رئيس جمعية المحامين وسمي الوسمي إن جمعيات النفع العام عليها دور كبير في معالجة مشاكل المجتمع وتوحيد الصف في مواجهة هذه الفتن، لافتا إلى ان الحدث في التفجير استهدف امن الكويت قاطبة وليس طائفة معينة.
وأضاف الوسمي أن الخطاب السياسي في الفترة الاخيرة كان له دور في الايحاء لمثل هؤلاء أن الكويت يمكن استهدافها لأننا كلنا نعلم بأن الفترة الماضية كان فيها من التشنج السياسي وارتفاع الصوت واستغلال بعض المرشحين للوصول إلى الكراسي من خلال تبني القضايا التي تتسم بالطابع الطائفي للتكسب منها والوصول إلى البرلمان، مشيرا إلى أننا بشكل أو بآخر كمواطنين ساهمنا في تعزيز هذه الافكار وهذا هو الواقع الذي كنا نعيشه.
وأشار إلى أن السلطة التنفيذية مطالبة بدعم كل جمعيات النفع العام في مساعيها لمحاولة معالجة الاوضاع واصلاح الخلل للعودة إلى الكويت التي اتسمت بالتعايش والتسامح والوحدة الوطنية التي لطالما واجهنا مشاكلنا من خلالها.
من جهتها، قالت كوثر الجوعان ان الحدث لم يكن مفاجأة حيث كانت هناك ترسبات واعلانات واجتماعات وكنا نرى أن الاحداث متسارعة وأن شيئا سيحصل في الكويت، وأن يحدث بهذه الطريقة المؤلمة، مشيرة الى أن صاحب السمو الامير عندما ذهب إلى الموقع ساهم في تضميد الجراح والآلام.
وأشارت إلى أن الوضع الآن اصبح للمفتاح الانتخابي والمناصب للواسطات، واصبح عندنا في ملفات الجنسية كومار وبهلول، لافتة إلى أن هناك تراجعا على جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية، كما وجهت لوما كبيرا إلى جمعيات النفع العام التي لم تعد تقوم بدورها المطلوب منها، مشيرة إلى اننا لم يعد لدينا معارضة حقيقية وإنما معارضة الكرسي والمصالح «لأنه لا يستقيم ان تتقدم صور المعارضة والكتف إلى الكتف فيه فساد» فكيف ينادون بالاصلاح وهناك من يرفض ان يقف لتحية العلم؟! بدروها، قالت عضو المجلس البلدي السابقة م.جنان بوشهري إن الحادثة كان فيها الكثير من المشاعر والعواطف لجميع من يعيش على هذه الارض، مشيرة إلى أن الحادث لم يكن مفاجئا والكويت تعرضت في السابق لحادث آخر عندما غزاها الجار العراقي ونجح المواطن وفشل الغزو.
واشارت إلى اننا كنا خلال الـ 25 عاما الماضية نغذي الفكر المتطرف والغاء الطرف الآخر، وبالتالي الحدث لم يكن مفاجأة ولم تستغل الفرصة لتغيير مثل هذه الافكار، وجعلنا الكويت ارضا خصبة لمن يريد زرع الارهاب في الكويت.
وشددت على أن الكويت اصبحت مستهدفة بغزو فكري ارهابي متطرف، لافتة إلى أنها خلال وجودها في المجلس البلدي لاحظت عدم القدرة على تمرير موافقة لبناء كنيسة لأن اطرافا ترفض التعايش أو وجود طائفة مسيحية تمارس عبادتها هنا.
ولفتت إلى ان الجميع استبشر خيرا بتصريحات وزير التربية عن مراجعة المناهج وتنقيحها من التطرف، لنفاجأ بعد ذلك بتصريح للوزير ان المراجعة دورية وليست لهذا الهدف، وللاسف احنا أمام مشكلة اذا كان المسؤولين غير مدركين لواقع هذه المشكلة في مناهجنا الثقافية والتربوية والتي تحرض بطريقة مباشرة وغير مباشرة على رفض المختلف عنا وتقسيم المجتمع الكويتي إلى طبقات.
وأضاف أنه تذكر الغزو العراقي في تلك الفترة لأن المشاعر كانت متشابهة مع اختلاف التفاصيل، وكان السؤال الذي يطرح لماذا لم تكن هناك تفجيرات في الكويت وكانت اجابتي هي لعدم وجود حاضنة اجتماعية لمثل هذه المواضيع لكي تكون موجودة، ولا يوجد قبول اجتماعي لمثل هذه الاعمال.
وأشار إلى أن الخطاب الاجتماعي كان مخيفا وكان مسموحا به، لافتا إلى وجود ازمة على مستوى العالم في وجود الدولة القومية والآن لم يعد هناك نظام دولي وهناك نظام جديد قائم على التدخل الانساني.
وشدد النجار على أن السلطة هي المسؤولة عن المحافظة على البلد وأمنه لأنها تملك كل الوسائل ومقدرات القوة لفعل ذلك، لافتا إلى ان القيادة السياسية بادرت في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال تواجد صاحب السمو الامير في موقع الحادث، وهذا ساهم في اعطاء جرعة كبيرة للوحدة الوطنية، لكن للاسف هذا الامر مداه قصير.
وأشار إلى أن الاستهتار بموضوع البدون هو جزء من الذي حصل، ويجب ألا يترك هذا الموضوع للتجارب، مضيفا: نحن تعبنا من عرض طرق لحل قضية البدون لكن الحكومة لا تريد، وأضاف: ان استمرار مشكلة البدون هو استهتار بالامن القومي للكويت، فكيف تتحدث الحكومة عن 34 ألف مستحق للجنسية دون أن تعطيهم حقوقهم وتتحدث الحكومة نفسها عن الوحدة الوطنية؟!
وتساءل النجار: ماذا لو حصل غدا تفجير في كنيسة؟ كيف سيكون تفاعل المجتمع آنذاك؟ بالتالي هناك قيم ساقطة عندنا، وأغلب مشاكلنا هي مستوردة من الخارج لان المجتمع ينقسم على مشاكل خارجية بالوقوف مع جهة ضد أخرى وهذه مشكلة، لذلك موضوع الوحدة الوطنية غير كاف، وإنما العدالة هي الأساس سواء بين الكويتي أو غير الكويتي.
بدوره، قال علي خريبط إن الفاجعة كانت كبيرة وأن المصاب كان جللا، لافتا إلى ان الشعب الكويتي سطر أروع المواقف بالوحدة الوطنية والوقوف خلف القيادة السياسية في مواجهة هذه المساعي الخبيثة للنيل من الكويت وأمنها، معربا عن أمله في ان يستوعب الجميع الدرس لتجنيب البلاد مخاطر جمة.
من جانبه، قال عادل خريبط إن التهديد مستمر ونعلم أن هناك شهداء من ابناء الكويت على يد شرذمة وفكر مستورد من الخارج، ونتمنى أن يديم الله نعمة الامن والامان على الكويت وأهلها ويحميها من كل مكروه.