|
الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس مجلس الأمة يتوسطان وفد مجلس الأمة ويبدو سيف العازمي وصالح عاشور ود.عودة الرويعي وفيصل الشايع ود.خليل عبدالله وعلام الكندري |
|
الرئيس مرزوق الغانم متحدثا |
عاد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم والوفد البرلماني المرافق إلى البلاد الليلة الماضية، وذلك عقب اختتام مشاركته في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في العاصمة العراقية بغداد.
وكان في استقباله على ارض المطار كل من نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج ووزير الأشغال العامة ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د.علي العمير والسفير اللبناني لدى الكويت د.خضر حلوي والقائم بالأعمال في السفارة العراقية لدى الكويت ياسين الجبوري والأمين العام المساعد لقطاع العلاقات العامة والمنظمات مهدي المطيرات والأمين العام المساعد لقطاع المعلومات خالد المطيري.
وكان رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم قد أبدى اعتراضه على ما جاء في كلمة نظيره الايراني علي لاريجاني فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية الشقيقة.
وقال الغانم في مداخلة له امام مؤتمر البرلمانات الاسلامية المنعقد في بغداد ردا على ما جاء في كلمة لاريجاني التي تطرق فيها للمملكة العربية السعودية: «اذا كان الوفد السعودي غير موجود في المؤتمر فأنا شخصيا والوفد الكويتي نمثل السعودية هنا، ولا نقبل اطلاقا بالتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة».
وأشار الغانم الى ان الهدف من هذا المؤتمر هو تعزيز الخطاب الذي يوحد ويساعد على اللحمة وليس الخطاب الذي يفرق.
وأكــد الرئيـس الغانــم أنــه لا توجد دولة بمنجى من الإرهاب، وأنه حان الوقت لبدء معركة إسلامية ذات طابع حضاري وثقافي ضد هذه الظاهرة المتصاعدة.
وشدد الغانم على أنه «متى ما آمنا بحقيقة أننا جميعا ضحايا الإرهاب نستطيع حينها أن نقول إننا بدأنا فعليا حربنا ضد هذه الظاهرة».
جاء ذلك في كلمة ألقاها الغانم أمس أمام مؤتمر اتحاد المجالس للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد حاليا في العاصمة العراقية بغداد.
وقال الغانم: إنه من غير المقبول «الركون إلى الراحة والدعة واتخاذ موقف المتفرج، وإن تعاونا شاملا وكاملا بين دولنا لمواجهة هذه الظاهرة هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني».
وأشار الغانم إلى أن التعاون المقصود لا يقتصر على الجانب الأمني رغم أهميته، بل يجب أن يكون تعاونا حضاريا ثقافيا أسلحته العلم والعدالة والتنمية والديموقراطية والشفافية والحكم الرشيد وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان وإبراز تعاليم الدين الإسلامي العظيم.
وتساءل: «هل كتب لهذا الإرهاب أن يتصاعد باطراد لتظل الجروح مفتوحة في العراق وسورية واليمن وليبيا وسيناء وغيرها، وفي المقابل يكتب لقضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية أن تغلق إلى الأبد؟!».
وأشار الغانم إلى أن أحد إفرازات الإرهاب هو غياب الحديث عن كل ما هو مركزي وحيوي ومفصلي لتحل محلها التراشقات المذهبية والنزاعات الضيقة المريضة.
واختتم الغانم كلمته قائلا «علينا أن نهزم الإرهاب بخوض حروبنا الحقيقية ضد الأمية والجهل والفقر وانعدام المساواة والعدالة والتخلف الإداري والبيروقراطية والفساد.. حروبنا التي نخوضها ببرلماناتنا الحقيقية وقضائنا وجامعاتنا ومكتباتنا ومراكز البحث».
وفيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم:
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
معالي الدكتور سليم الجبوري.. رئيس مجلس النواب بالجمهورية العراقية الشقيقة
أصحاب المعالي رؤساء الوفود البرلمانية الإسلامية
(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين)ڈ.
من البلاد التي أعلنتها الأمم المتحدة مركزا للعمل الإنساني وتوجت اميرها قائدا إنسانيا، شددنا الرحال من الكويت، أتينا إلى هذه البغداد المتغنجة رغم سخام السياسة.. الصابرة رغم الاستهداف المباشر.. المشدود عودها رغم رياح السموم الطائفية والتقسيمية إلى بغداد التي حولها الطاغية الارعن بالأمس الى مدينة الخوف والتربص الأمني والوشاية إلى بغداد التي غار الطاغوت قبل سنوات من تمثال المتنبي بها، فصنع ألف تمثال له وألف جدارية، لكن الطاغية ذهب، وبقي المتنبي.
إلى بغداد أتينا
إلى بغداد الراقد تحت ترابها الامامان الطاهران موسى الكاظم وأبو حنيفة النعمان اللذان لو قدر لهما اليوم أن يتكلما لنطقا بأن الإسلام بريء من كل ما أريق على أرض العراق والمسلمين من دم بريء باسم الله وباسم الدين، ولأمرا بمواجهة الوحوش البشرية، ولوقفا صفا واحدا لدحرها وصد بغيها.
يقول المولى تعالى في محكم التنزيل:
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).
نظرة واحدة على الخارطة، وتطواف سريع على تسلسل الاحداث خلال آخر عقدين من الزمن، سيقفز هذا العنوان فاقعا أمامنا «لا احد بمنجى من الإرهاب الأسود»، من جاكرتا الى الأطلسي ومن القوقاز شمالا حتى اقصى الجنوب الافريقي يضرب الإرهاب أهدافه بكل ما اوتي من عمى وسعار، وهو إرهاب غير محصور بدين او ملة او مذهب عابر للحدود يتخذ من كل حي وجماد هدفا ولم يعد يحتاج الى ان يبرر نفسه مرة أخرى «لا أحد بمنجى من الإرهاب».
ومتى ما آمنا بهذه الحقيقة، نستطيع حينها ان نقول اننا بدأنا فعليا حربنا ضد الإرهاب، نحن لا نسكن جزرا معزولة، ومع ايماني بوجود سياقات جغرافية وديموغرافية وسياسية مختلفة بين دولنا، الا ان السياق العام الذي يوحدنا هو اننا جميعا ضحايا الإرهاب، ولاننا جميعا ضحايا هذه الظاهرة الخطيرة المتصاعدة، فمن غير المقبول الركون الى الراحة والدعة واتخاذ موقف المتفرج.
واذا كان الإرهاب في هذه اللحظة ينهش لحم جارك، او يضرب في ذاك الإقليم البعيد عنك جغرافيا، فإنه سيأتيك حتما في يوم ما، واذا كان الإرهاب قد زارك يوما وولى فإن عودته محتملة مرة أخرى، ولذا، فان تعاونا وليس تنسيقا، تعاونا شاملا وكاملا بين دولنا، هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني.
وعندما أتحدث عن التعاون الإسلامي المشترك، فأنا لا أشير إلى التعاون الأمني فقط، برغم أهميته، بل أتحدث عن تعاون حضاري ثقافي، أسلحته العلم والعدالة والتنمية والديموقراطية والشفافية والحكم الرشيد وإشاعة ثقافة حقوق الإنسان، وإبراز تعاليم ديننا العظيم، التي ترتكز على التعايش والتعارف الحضاري والجدال بالتي هي أحسن، واحترام المخالف تعاليم ديننا، الناهية عن كل ما هو فظ وغليظ بنص القرآن العظيم تعاليم ديننا الذي لا يحاكم النوايا، والملتمس للإنسان عذرا وراء عذر في حال اخطأ أو قصر أو زل.
إن التعاون الذي أتحدث عنه هو التعاون الرامي إلى تعميم الخطاب الوسطي، تعميم نابع عن إيمان وقناعة وليس شعارا مرفوعا ولافتة وان التعاون الإسلامي المنشود هو التعاون الذي يتوحد حول أولويات ثابتة واني أتساءل، هل كتب لهذا الإرهاب أن يتصاعد باطراد لتظل الجروح مفتوحة في العراق وسورية واليمن وليبيا وسيناء وغيرها؟ وفي المقابل يكتب لقضيتنا المركزية وهي القضية الفلسطينية أن تغلق إلى الأبد؟
كما أني أتساءل: هل الهدف من هذا الإرهاب هو أن تظل نزاعاتنا الإقليمية والداخلية عناوين عريضة على صدر صحفنا، بينما يتوارى الإجرام الإسرائيلي كخبر صغير مدسوس في الصفحات الداخلية باستيحاء؟
أليس أحد افرازات الإرهاب، هو غياب الحديث عن كل ما هو مركزي وحيوي ومفصلي، لتحل محلها، التراشقات المذهبية والنزاعات الضيقة المريضة؟
أليس أحد إفرازات الإرهاب هو شيوع عقلية التفكير يوما بيوم، وسيادة سياسات الكر والفر، وغياب قضايا المستقبل؟
غياب قضايا التقدم والتنمية والتحديث والتحضر والتكاملات الاقتصادية والانفجارات السكانية وشح موارد العالم وتناقص المياه، وقضايا البيئة والمناخ؟
كيف يتسنى لنا أن نتحدث عن تلك القضايا الجوهرية ونحن كل يوم نقدم زهرة شبابنا وأطفالنا ضحية هذا العبث غير المسبوق؟
أيها الحضور الكريمنحن في حرب مفتوحة مع الإرهاب ونعم، رجال الأمن يخوضون تلك الحرب لحفظ اوطاننا ومدننا وقرانا لكن هذه الزاوية الأمنية جزء من المواجهة علينا أن نهزم الإرهاب بخوض حروبنا الحقيقية، حروبنا ضد الأمية والجهل والفقر وانعدام المساواة والعدالة والتخلف الإداري والبيروقراطية والفساد، حروبنا المستحقة ضد التخلف والقديم والمهتريء، حروبنا التي نخوضها ببرلماناتنا الحقيقية وقضائنا النزيه وجامعاتنا ومكتباتنا ومراكز البحث.
عن هذا التعاون والتكامل الإسلامي أتحدث، وعن هذه الحرب الحضارية الجديرة أتكلم أعرف أن الدرب طويل، ولكن لنبدأ الآن.. متعاضدين، متعاونين، متكاتفين فالعالم أيها السادة لا ينتظر أحدا لا ينتظر أحدا على الإطلاق.
وعلى هامش المؤتمر ترأس رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم امس الأول اجتماعا تنسيقيا للمجموعة العربية في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في بغداد.
وأثنى الغانم في بداية الاجتماع على العراق لاحتضانه مؤتمر البرلمانات الإسلامية وعلى رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري لما أبداه من حفاوة وترحيب بالوفود الزائرة كما أثنى على الأمانة العامة لاتحادات الدول الأعضاء.
وأعلن الغانم بعد ذلك عن جدول الأعمال والذي اقتصر على انتخاب ممثلي المجموعة العربية في اللجان الدائمة لمؤتمر مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وما أن عرض ملف الترشيح على أعضاء الوفود الـ17 الحاضرين حتى طلب ممثلو عدد من البرلمانات فسحة من الوقت للتشاور والتوافق على أسماء الدول المرشحة لتلك اللجان الأمر الذي وجه على اثره الغانم برفع الجلسة لعشر دقائق لحسم الملف.
وما أن استؤنف الاجتماع حتى تم التوافق على انتخاب الجزائر ولبنان والسودان والسعودية لعضوية اللجنة التنفيذية فيما اختيرت موريتانيا وفلسطين والمغرب والإمارات لعضوية لجنة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية.
كما تم اختيار المغرب والبحرين والعراق وجيبوتي لعضوية لجنة الشؤون الاقتصادية والبيئة فيما اختيرت موريتانيا والأردن والكويت وتونس لعضوية لجنة حقوق الإنسان والمرأة والأسرة بينما اختيرت سورية وعمان ومصر وليبيا للجنة الثقافية ليرفع الغانم بعد ذلك الاجتماع.
من جانب آخر اجتمع رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم إلى رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري وذلك على هامش مشاركة وفد الشعبة البرلمانية الكويتية في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة في بغداد.
وبحث الغانم خلال الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها وخاصة في شقها البرلماني وابرز القضايا المدرجة على جدول أعمال المؤتمر اضافة إلى بحث آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
كما التقى الغانم على هامش زيارته إلى بغداد النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي همام حمودي.
وحضر اللقاءين النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي أرام الشيخ محمد وأعضاء الشعبة البرلمانية الكويتية المشاركة في المؤتمر وسفير الكويت لدى بغداد غسان الزواوي.
وضم الوفد المرافق للغانم كلا من وكيل الشعبة البرلمانية النائب فيصل الشايع وأمين سر الشعبة البرلمانية النائب د.عودة الرويعي وأمين صندوق الشعبة البرلمانية النائب صالح عاشور وعضوي الشعبة البرلمانية النائب د.خليل أبل والنائب سيف العازمي وأمين عام مجلس الأمة علام الكندري.
|
وصول رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم من بغداد أمس والوفد المرافق |