- الطاحوس: مثلث الإصلاح: مواطن حر في اختياراته ومجلس يسائل ويحاسب وحكومة تحقق العدالة
- الخميس: الكويت تتعرض لتهديدات إرهابية من الداخل والخارج وحذارِ من الفتن
- الفيلكاوي: لدينا خلل في التركيبة السكانية يتطلب حلولاً ناجعة
سلطان العبدان
تساءل مرشح الانتخابات التكميلية لعضوية مجلس الأمة في الدائرة الثالثة، أسامة الطاحوس عما تنتظره منا الكويت؟ مجيبا: إن الكويت لا تنتظر منا رفع الشعارات وإلقاء الخطب والكلمات الجوفاء، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وهذا كان ديدن الحكومة والمجلس خلال السنوات الطويلة السابقة، تاركين مشكلات وقضايا الوطن والمواطن تتراكم ككرة الثلج، وكل ذلك كان نتاج عدم الالتزام بقسم الأعضاء في السلطتين التشريعية والتنفيذية بالحفاظ على الدستور واحترامه وتفعيل مواده وقوانينه على أرض الواقع، حتى أصبح مجمدا مطويا كطي السجل للصحف!
جاء ذلك في ندوة بعنوان «الكويت تنتظر منا الكثير» التي عقدت بديوان م.مشعل الشطي، شارك فيها المرشحون للانتخابات التكميلية لعضوية مجلس الأمة 2016 في الدائرة الثالثة، أسامة الطاحوس والمحامي علي الخميس وطاهر الفيلكاوي، وقال الطاحوس ان هذا الدستور أنجزه الآباء والأجداد الذين لم يدخروا جهدا ولا فكرا ولا جرأة ولا شجاعة حتى تحقق لهم ذلك، فكانوا أول من وضعوا دستورا ديموقراطيا في منطقة الخليج العربي، وكان لهم قصب السبق في انتخاب برلمان يمثل الشعب الكويتي ويسعى الى تحقيق وإنجاز متطلبات العملية الديموقراطية في الكويت.. لكننا للأسف ضيعنا وافتقدنا مثل أولئك الرجال حتى بات مجلس الأمة مشلولا مريضا خلال السنوات السابقة، لا رقابة صادقة ولا محاسبة حقيقية، أو حتى صورية، والعمل البرلماني أضحى هدفا للتكسب.
وأضاف الطاحوس: ها نحن نتعرض لأزمة اقتصادية خطيرة وخانقة نتيجة انخفاض أسعار النفط الذي لايزال يشكل الشريان الرئيسي لموارد الدولة، ولم تكلف هذه الحكومات أو المجالس نفسها عناء البحث عن موارد وبدائل للنفط رغم الوفرة المالية الهائلة خلال السنوات السابقة، بل كان البعض يبحث عن مغانم ومكاسب خاصة.
وختم الطاحوس كلمته بالتشديد على ضرورة الالتزام بالدستور وكشف الذمم المالية لأعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتفعيل قانون «من أين لك هذا»؟، لأنه حان الوقت لقول كلمة الحق دون مجاملة ودون خوف إلا من الله، ودون محاباة لأحد.. وذلك لأن الخلاص من كل تلك المشكلات والعثرات والفساد يكمن في مثلث الإصلاح وهو مجلس الأمة والحكومة والمواطن.. فدون إصلاح هذه الأضلاع الثلاثة نكون لا طبنا ولا غدا الشر، فالوطن والدولة في خطر محدق وعلى المواطن أن يتخلص من أي تبعية فئوية أو قبلية أو حزبية حينما يدلي بصوته في الانتخابات ويعمل فقط بقوله تعالى (إن خير من استأجرت القوي الأمين).. فالمواطن الحر الصادق مع نفسه في اختياراته سينتج لنا مجلسا تشريعيا قويا أمينا وأعضاء أقوياء أمناء على الوطن وعلى المواطن، لا يخافون في الله لومة لائم، ومن ثم لا بد من تشكيل حكومة يكون أعضاؤها مكافئين وموازين لأعضاء المجلس في الصدق والأمانة والعمل المخلص، وعليه تكون هذه الأضلاع الثلاثة منسجمة متعاونة وقوية، لا تدخر جهدا ولا وسعا في سبيل تحقيق وطن آمن مستقر تسود مواطنيه العدالة والمساواة، وتضرب بيد من فولاذ على كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن وحقوق المواطن.
ولكوني تربويا فإنني أضيف إلى ذلك ضرورة بناء جيل يؤمن بحقوق الوطن عليه وواجباته تجاهه والحرص عليه، ويتمسك كذلك بحقوقه كاملة غير منقوصة دون اجتراء على حقوق الآخرين.
من جانبه، قال المرشح طاهر الفيلكاوي: إن الكويت تعاني من مشكلات كثيرة ننظر إليها بسطحية دون الوصول إلى حلول لها، مشيرا إلى توافر المال والعقول والطاقة البشرية القادرة على معالجتها إلا أنه تنقصنا الإدارة القوية والإدارة الحكيمة.
وأشار الفيلكاوي إلى وجود خلل في التركيبة السكانية، حيث إن الكويتيين أقل من الثلث، وان الثلثين وافدون، داعيا إلى ضرورة معالجة ذلك الخلل من خلال أشخاص قادرين على مواجهة المشكلات وإيجاد الحلول الناجعة والمدروسة التي توازن بين احتياجات الكويت من العمالة الوافدة وتكويت الوظائف في القطاعين العام والخاص.
بدوره، طالب المحامي علي الخميس بضرورة معالجة جميع الملفات المعلقة وخصوصا تلك التي يضربها الفساد.
وأضاف: لدينا ازمات مختلفة على جميع الأصعدة سواء اقتصادية أو صحية أو تعليمية وغيرها، وذلك منذ أن عرفت الكويت الديموقراطية.
وقال الخميس: ان الكويت مقبلة على منعطف خطير يتمثل في أنها مستهدفة من الداخل والخارج وتتعرض لتهديدات إهاربية معادية، داعيا الجميع إلى التصدي إلى تلك الممارسات الفاسدة.
من ناحيته، قال المرشح أسامة يوسف الطاحوس: إن الكويت تنتظر منا جميعا أن نكون حماة للدستور مدافعين عن الديموقراطية، كما كان الآباء والأجداد سباقين في خليجنا العربي لبناء الديموقراطية، وذلك لن يتأتى إلا باختيار «القوي الأمين» وهم أصحاب الجرأة والقرار، ذوو الرؤى والنظرات الثاقبة، الذين يستشرفون المستقبل ويعدون الخطط والاستراتيجيات التي تبني الوطن وتعزز الديموقراطية، ويضعون بوصلة المحاسبة والرقابة نصب أعينهم لإزاحة أي عقبات أو عثرات في طريق الديموقراطية، لقد تراكمت المشكلات على أنواعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، عبر عشرات السنين، ولم تكن هناك نوايا صادقة وأكيدة لحلها من قبل الحكومات أو المجالس النيابية السابقة، وبقينا على طمام المرحوم، وكانت الوفرة المالية الكبيرة سببا في انتشار الفساد، لأنه لم تكن هناك حكومة أو سلطة تشريعية تراقب وتحاسب وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأموال الدولة وسرقتها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وفي مستهل الندوة، شكر م.مشعل الشطي المرشحين والحضور الذين لبوا الدعوة لحضور هذه الندوة التي تأتي في وقت تئن فيه الكويت من حجم الفساد الذي لايزال مستمرا رغم دخول البلاد في نفق مظلم نتيجة الهبوط الحاد لأسعار النفط الذي يمثل موردا وحيدا للدولة، وعدم وجود أي خطط أو استراتيجيات للتعامل مع مثل هذه الأوضاع التي كانت متوقعة، ولذا كان لزاما علينا وعلى كل مواطن أن يدقق ويمحص فيمن يختاره لتمثيله في مجلس الأمة، كوننا أشد المتضررين من هبوط أسعار النفط وما ترتب وسيترتب على ذلك من تقنين النفقات والرواتب وتخفيض الدعوم وزيادة أسعار السلع والمحروقات وغيرها من التبعات السلبية التي سيعاني منها المواطنون ذوو الدخول المحدودة والمتوسطة، وكل ذلك إنما بسبب تجاهلنا لتنويع مصادر الدخل وموارد الدولة أيام الرخاء، وعدم استثمار العنصر البشري الاستثمار الأمثل، وبسبب عدم وجود تخطيط سليم أو خطط استراتيجية وأخرى طارئة لمواجهة مثل هذه الظروف التي أربكت السلطتين التشريعية والتنفيذية وراحتا تبحثان عن حل ولو ترفيعي لحفظ ماء الوجه، فسارعوا إلى فرض الرسوم وخفض الدعوم وزيادة أسعار المحروقات، وغيرها من الحلول الوقتية التي ستنعكس بالسلب المطلق على الوطن والمواطنين، في الوقت الذي تحتفل فيه دولة الامارات العربية الشقيقة بالانتهاء من الاعتماد على النفط كمورد أساسي ووحيد للدولة، لأنها خططت واستشرفت المستقبل وأعدت العدة لذلك، فأوجدت البدائل الكثيرة غير النفط، وتجنبت بذلك الورطة التي وقعت فيها الكويت.