- التعليم كان الغاية الأساسية للمدارس والمؤسسات التعليمية ودورها اليوم أصبح تنظيمياً فقط لينحسر التعليم داخل البيوت
قال مرشح الدائرة الثالثة للانتخابات التكميلية 2016 عبدالوهاب الأمير إن التعليم الجيد هو الوسيلة التي يتزود الفرد من خلالها بمعارف وخبرات ومهارات تجعله قادرا على الإبداع والابتكار، والإنسان المتعلم الواعي هو الذي يقود المجتمع نحو التغير والتطور ويعبر عن طموحاته وحاجاته المختلفة، موضحا ان التعليم في الكويت يعاني من مشكلات وعثرات لابد من إصلاحها، حيث تحولت العملية التعليمية إلى سباق لتلقين المنهج وحفظه دون استيعابه، وهذا ما يدل عليه عجز الطالب في جوانب الربط والتفكير والتحليل وتفشي ظاهرة الدروس الخصوصية وغيرها من المشكلات التعليمية الحقيقية، مبينا أن مناهجنا تعاني خللا كبيرا ونظامنا التعليمي يركز على الشكليات فقط.
وتساءل عبدالوهاب الأمير: ماذا نتوقع من معلم وافد تعتمد العملية التعليمية عليه بنسبة تفوق 70% راتبه لا يكفيه لاستئجار شقة ويمضي ساعات يومه متنقلا يعطي الدروس الخصوصية؟ هل سيساهم في دوره المأمول في العملية التعليمية؟! مشددا على ان التعليم كان الغاية الأساسية للمدارس والمؤسسات التعليمية لكن هذه المدارس والمؤسسات اليوم أصبح دورها تنظيميا فقط وانحسر التعليم داخل البيوت، فالوالدان هما من يقومان بالتعليم والمتابعة أو من يوكلانه.
وأضاف الأمير ان الدول العربية ومنها الكويت تتجاهل حقيقة ان التعليم هو مجال استثماري اجتماعي واقتصادي أساسي وهو السبيل الأول نحو التنمية المستدامة، مشيرا إلى ان أبرز المشكلات التعليمية تتمثل في ضعف المناهج الدراسية واعتمادها على أساليب الحفظ والتلقين وتكريس مفاهيم التلقي والخضوع والتسلط على حساب حرية التفكير والقدرة على الحوار، بالإضافة إلى عزوف المواطنين عن مهنة التدريس.
كما بين الأمير أن أهم أسباب تدهور التعليم في الكويت هو غياب الرؤية الإستراتيجية المستقبلية التي تربط المخرجات التعليمية بحاجة سوق العمل من الكفاءات والتخصصات التي تتماشى مع متطلبات العصر.
وختم الأمير مطالبا بضرورة الاتفاق على إستراتيجية متكاملة للتعليم ودعمها بالتشريعات والقوانين المطلوبة لنظام تعليمي متطور (كما ونوعا) وتشمل كل المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى ما بعد الجامعة، مع ربط الأهداف والبرامج التعليمية بأهداف التنمية الشاملة ومتطلبات سوق العمل مع الاهتمام بالمدرس وتنقية المناهج المدرسية من الحشو الزائد عن الحد في أغلب المواد الأدبية والنظرية، والاهتمام بمسايرة العصر وتطوير المباني المدرسية وزيادة الفصول لتقليل الكثافة بها ومدها بالمرافق التعليمية، وتزويد المدارس بما تحتاجه من أماكن لتنويع ودعم الأنشطة الطلابية الرياضية والفنية والثقافية والاجتماعية والذهنية والترفيهية، وذلك لتحويل المدرسة إلى عنصر جذب وليست طاردة للطالب واهتماماته.