سلطان العبدان
انتخابات في توقيت مفاجئ حملت معها مفاجآت غير متوقعة، نجاح للشباب وسقوط لبعض السياسين المخضرمين، وقبائل كبيرة حصدت مقعدا أو مقعدين على غير عادتها، وقبائل صغيرة حصدت مقعدا لم تكن بالحسبان، شباب حصدوا مراكز متقدمة لم يسبق لهم خوض الانتخابات وأسماء أخرى لها تاريخ سياسي كبير فشلت في الوصول للمجلس، ولا شك ان رسالة الناخب كانت واضحة باتجاه التغيير.
وفي أول اختبار حقيقي للصوت الواحد وبمشاركة كبيرة جدا ظهرت نتائج انتخابات 2016 صادمة غير متوقعة لكثير من المرشحين بسبب سقوط أسماء كان من المتوقع ان تتصدر المراكز الأولى ونجاح آخرين بمراكز متقدمة لم يكن بالحسبان.
صفحة جديدة عنوانها التغيير من تاريخ العمل السياسي الكويتي ببرلمان جديد مليء بالطاقات الشبابية تتطلب حكومة قادرة على مواكبتها وإلا الصدام سيكون سيد المشهد خلال المرحلة المقبلة.
ظفر الشباب بعدد كبير من مقاعد البرلمان يدل على مزاج الناخب الذي اختار التغيير والدفع بوجوه شبابية عرف عنها معارضتها الأداء الحكومي خلال المرحلة السابقة، إلا ان الشباب قادمون وهم يحملون قضايا وهموما وحلولا سيعملون عليها.
واختيار الناخب لضخ دماء شبابية معارضة في قاعة عبدالله السالم رسالة واضحة بأن حل القضايا الاقتصادية والسياسية سيكون بأسلوب جديد وعلى سبيل المثال بدلا من تخفيض قيمة بنود من الميزانية لسد العجز ستطرح حلولا تساهم بإيجاد روافد جديدة للميزانية ولن يقبل البرلمان الجديد بالحلول التقليدية في جميع القضايا.
والنواب الشباب وحصادهم لمقاعد في جميع الدوائر كشف أمور عده أبرزها انهم كانوا على أتم الاستعداد للانتخابات وابتدأوا في التجهيز منذ فتره طويلة بالتواصل مع قواعدهم الانتخابية وإيصال أفكارهم ورؤاهم حول القضايا المهمة ولا شك ان رغبة الناخب في التغيير ساعدهم على ذلك.
النتائج وان كانت غير متوقعة إلا أنها جاءت مفرحة جدا للأقليات خصوصا القبلية لانها استخدمت تكتيك التشاوريات والتركيز على شخص واحد فقط أو التوجه لأسماء معينة لإنجاحها ففي الدائرة الرابعة حققت الأقليات القبلية 6 مقاعد، بينما اكتفت أكبر قبيلتين في الدائرة بتحقيق 4 مقاعد، وفي الدائرة الخامسة حققت الأقليات 7 مقاعد بينما حققت أكبر قبيلتين في الدائرة 3 مقاعد فقط.
والقبائل الكبيرة التي كانت تحقق في السابق 4 مقاعد حققت الآن مقعدا واحدا أو مقعدين وهذا بالتأكيد لن يرضيها وسيدفعها لتغيير تكتيكها في المرحلة المقبلة.
رسالة شعبية واضحة برفض الأداء السابق وفرض أسماء جديدة سيقلب المشهد السياسي رأسا على عقب ان نجحت تلك الأسماء بتنظيم العمل بينها خصوصا ان معظمهم من المستقلين.