- الحربش: بعض الدولُ بنيت ولا تمتلك مقومات الحياة
- هايف: الموسيقى عند الغرب اختيارية وعندنا إجبارية!
عبدالهادي العجمي
دعا نواب امس الى ضرورة مواجهة الفساد بكل اشكاله وحملوا الحكومة سبب تأخير التنمية في البلاد.
جاء ذلك في ندوة «من يتحمل تأخر التنمية.. الحكومية أم المجلس؟» التي اقيمت بديوان النائب فلاح الصواغ بمشاركة النائبين د.جمعان الحربش ومحمد هايف.
أول المتحدثين كان النائب فلاح الصواغ الذي استغرب من ممارسات بعض النواب الذين يتهربون من مواجهة الفساد والممارسات الحكومية وذلك من خلال التشكيك في الصلاحيات التي كفلها الدستور والقانون حول اسئلة النائب د.فيصل المسلم الموجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد حول إصدار بعض الشيكات لنواب سابقين، جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بديوانه في الفنطاس تحت عنوان «من يتحمل تأخر التنمية.. الحكومة أم المجلس؟» وشارك فيها النائب جمعان الحربش والنائب محمد هايف.
وقال الصواغ هذه دعوة واضحة للتستر على الشبهات قبل ايضاح الحقيقة من سمو رئيس مجلس الوزراء وأعلن الصواغ عن تأييده المطلق لما طرحه النائب د.فيصل المسلم وكل من يدافع عن المال العام.
الحكومة تؤخر التنمية
واتهم الصواغ الحكومة بأنها السبب الرئيسي لتأخير التنمية فهي التي يجب أن تضع الخطط الاستراتيجية الخمسية والسنوية وتشرف على العمل في الوزارات والهيئات الحكومية وتقوم بتنفيذ تلك الخطط وليس المجلس الذي يقتصر دوره على التشريع والرقابة فقط وقال الصواغ البلد متأخر في جميع نواحي ومقومات الدولة ولو تحدثنا عن مشاريع النفط فجميعها متأخرة بداية من حقول الشمال إلى جانب المشاريع التي طرحت دون دراسة ووافقت عليها الحكومة ثم الغتها دون إبداء الأسباب وهي المصفاة الرابعة ومشروع الداو وحتى الآن لا نعرف إن كان الحق مع الحكومة أو مع المجلس وأشار الصواغ الى ان وزارة الكهرباء لديها ستة مشاريع معطلة منذ أكثر من خمس سنوات وبالمقابل تغذي الاردن واليمن ولبنان بأفضل المحطات الكهربائية حتى أصبحت تضاهي الكويت وأكثر، ونحن في الكويت مازال الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والاحتراق شبه اليومي للمحولات. وقال الصواغ مشكلة محطة الصرف الصحي بمنطقة مشرف دمرت البلد وموقعها الاستراتيجي خطأ وهناك شبهة على المقاول لعدم تنفيذ المشروع بالطريقة الصحيحة وحتى الآن لا نعرف ما هي نتائج التحقيق. واضاف الصواغ بالنسبة للاسكان هناك اكثر من 80 ألف طلب مجمدة حتى الآن، مشيرا الى بيوت الظهر التي مضى عليها أكثر من عشرين سنة ومازالت اعمدة خرسانية لم تزال ولم ترمم حتى توزع على المواطنين، وزاد هناك مشاريع وأراض اسكانية معطلة وأكثر من وزير تعهد بأنه خلال سنوات سينجز هذه المشاريع ولم نر شيئا على أرض الواقع.
واشار الصواغ الى ان التعليم «حدث ولا حرج» الجامعة مضى على قانونها الذي خرج من مجلس الأمة عشر سنوات وحتى الآن لم تنشأ بل تغير اسمها وحجر الأساس لم يوضع بعد، وحول الخدمات الصحية قال الصواغ لا توجد ثقة بالمستشفيات بسبب تردي المباني وأقرب مثال مستشفى العدان الذي مضى عليه أكثر من ثلاثين سنة وحتى الآن لم يطور هذا المستشفى بل نرى المرضى في الطرقات. وتطرق الصواغ الى قضية التلوث البيئي وأشار الى ان هناك سبعة مصانع غرب الشعيبة هي التي تسبب امراض الربو والسرطان والحساسية ولم تفلح تحركات النواب في المجالس السابقة حتى تم تصعيد القضية ووصلت الى استجواب رئيس مجلس الوزراء مع ان حل المشكلة بسيط جدا وهو ازالة المصانع السبعة ووضع فلاتر في مصافي البترول، وزاد: لكن الحكومة عاجزة عن هذا العمل ولا نعلم ان كانت متعمدة او لا تبالي بدورها.
واكد الصواغ ان المجلس ليس له علاقة بكل ما سبق بل ان الحكومة متأخرة في جميع مسؤولياتها، واضاف: في المقابل نجد دول الخليج والتي سبقناها في الماضي سبقتنا بالمشاريع الحيوية والتجارية وتزدهر يوما بعد يوم، وتساءل الصواغ اين درة الخليج اين الحرقة على هذا البلد؟ مشاريع اقرت في مجلس الامة حتى تتطور وتنهض التنمية ولكن الحكومة هي التي تؤخرها ولم تقم بتنفيذ هذه القوانين والسبب باختصار الفساد بجميع انواعه ومصالح بعض التجار الذين اصبح تفكيرهم فقط في كيف سيكسبون من هذا المشروع؟
قانون الـ b.o.t جاهز الآن، كم مشروع قام على هذا القانون ومدينة الحرير وتطوير جزر فيلكا وبوبيان والموانئ والمطارات والمستشفيات والجامعات والمناطق السكنية النموذجية بالحدود الشمالية والجنوبية لم تنفذ حتى الآن، هل هناك نائب في المجلس يحارب هذه المشاريع؟ وقال: اذا كان هناك استجواب لأي وزير من الوزراء فما علاقة هذه المشاريع بالاستجواب؟ تعطلت المشاريع وتحل الحكومة ويحل المجلس بسبب الاستجواب، ولو ترجل هذا الوزير وصعد المنصة لانتهت المشكلة.
بناء الإنسان وحفظ كرامته
من جانبه، قال النائب د.جمعان الحربش: الشيء الذي تعتز به الأمم الحية ولا يمكن التفريط فيه هو بناء الانسان وكرامته وولاؤه وصدقه، وهناك دول بنيت دون ان تمتلك مقومات الحياة واليوم نحن نستمد جميع مقومات الحياة من هذه الدول، واشار الحربش الى ان افضل واهم طلب لهذا البناء هو القيادة والادارة، ومتى ما اتت الادارة الحكيمة والنزيهة التي تخاف الله تحيا هذه الأمة وتقوى ويصبح الولاء للبلد، ومتى ما غابت هذه الادارة وتولى امر الناس ضعاف الناس او الفاسد ينزل الفساد الى ادنى الدرجات.
وقال الحربش: الشعب الكويتي لا يريد خطب في الوحدة الوطنية وعدم كسر القانون والحفاظ على التنمية، بل يريد فعلا ليحافظ على الوحدة الوطنية واحترام القانون وفعلا يقود الى التنمية، واضاف للأسف المنحدر الذي وقعنا فيه منذ خمسة اشهر هناك أطراف خبيثة تريد تفكك وضرب وتدمير مكونات هذا المجتمع وتقسيمه الى حضر وبدو، وزاد: لا توجد دولة في العالم تهدم بقاءها ووحدتها بمثل هذه المحاولات الخبيثة التي نراها، واشار بالامس جندي اميركي من اصل مسلم قتل 13 اميركيا واول كلمة الرئيس الاميركي أوباما في خطابه «أعتز بالتنوع الديني في الجيش الأميركي، وأحذر من استقصاد المسلمين».
وقال الحربش هذه هي الأمم الواعية حتى لو لم تكن مسلمة كيف تتعامل مع هذه الأحداث.
وحول من يتحمل ويوقف التنمية وبناء المجتمع الحكومة أم المجلس، قال الحربش: الخطة وفق الدستور مسؤولية السلطة التنفيذية والتنمية هي تنفيذ الخطة فاختيار الوزراء والوكلاء وعرض المناقصات مسؤولية الحكومة ومثال على ذلك مستشفى جابر وضع له حجر الاساس عام 2006 والذي صادف وضع حجر اساس جامعة الملك عبدالله بجدة وعندما قمنا باستجواب الشيخ احمد العبدالله بذلك الوقت وحتى اليوم مازال مجرد «حفرة»، بينما جامعة الملك عبدالله تم افتتاحها قبل شهر ونصف الشهر وقمنا بتوجيه اسئلة حول سبب ايقاف مشروع المستشفى واتضح ان السبب هو صراع شركات تعرض المناقصة ترسي المناقصة تلغى المناقصة كذلك ستاد جابر تم تسليمه من وزارة الاشغال الى الهيئة العامة للشباب والرياضة قبل اربعة اشهر بتكلفة 50 مليون دينار تقريبا، والمفاجأة انه قبل شهر طلبت الهيئة العامة للشباب والرياضة رفع كتاب الى مجلس الوزراء تطلب ميزانية خمسة ملايين دينار لاصلاحه وان هناك هبوطا بأرض الملعب قدره 28 سم، وتساءل الحربش هل مجلس الأمة عطل الستاد أم المقاولون ومقاولو الباطن؟ وقال الحربش: محطة مشرف من المفترض ان عمرها 100 سنة بعد يومين من تشغيلها تنهار من الذي اوصلنا الى هذا الوضع السيئ صراع الكبار أم المحاباة أم مجلس الأمة؟ واضاف الحربش: لسنا سعيدين بسيل الاستجوابات وسنكون اسعد الناس لو ان الحكومة تؤدي عملها وتجاوب عن اسئلتنا وتقود البلد للتنمية ويكون من واجبنا الدفاع عنها فهي مسؤولية مشتركة بين طرفين، نواب يقودون معركة اصلاح جادة غير شخصية تبحث عن مصلحة واستقرار البلد، وحكومة تجيب عن اسئلة النواب.
واشار الحربش الى ان اسئلة النائب د.فيصل المسلم عن الشيكات ومصروفات ديوان سمو رئيس الوزراء اثيرت في المجلس السابق في مارس الماضي ولو تمت الاجابة عنها لانتهت المشكلة، وقال الحربش: خطابنا واضح وصريح للشيخ ناصر المحمد
لا يلغي هذه الشبهات والشكوك الا الاجابة الواضحة والصريحة، وان ثبت ان هناك مالا صرف من رئيس الوزراء لأي نائب اثناء توليه مسؤولياته حتى لو كان من حسابه الشخصي، فهذا خطأ سياسي لا يغتفر، ومن غير المقبول ان النائب نفسه يأخذ هذه المبالغ، وما الضمان ان كانت هذه المعلومات حقيقية لشراء ولاء سياسي وتضييع لامانة البلد؟ وزاد: لسنا سعيدين بهذه المعارك، لكن ان فرضت لا نملك الا ان نشهد شهادة الحق وان نقف موقف الحق حتى لو كان عمر المجلس ساعة واحدة، وتمنى الحربش ان تقاد سفينة هذا البلد الى الخير والاصلاح والاستقرار القائم على نزاهة العمل السياسي، وان تتجاوز الكويت هذه العقبات وتنهض على اقدامها املا في بناء بلد قوي وبناء انسان كويتي ولاؤه بعد الله لوطنه.
مادة الموسيقى
بدوره، تحدث النائب محمد هايف قائلا: لا شك ان موضوع التنمية مهم وتتطلع جميع الشعوب الواعية لتتقدم دولها، خصوصا ان جيران هذه الدول يتقدمون وهي تراوح على تنمية الستينيات والسبعينيات، واشار هايف ان انتقاد الحكومة ليس كما يصور البعض ان هناك عداوة، واشادتهم بتنمية بعض الدول المجاورة يأتي كرد فعل لعدم وجود تنمية او خطة او برنامج واضح للحكومة.
واضاف: الحكومة مع تعطيلها للتنمية شغلت الشارع الكويتي والسياسي باحداث الازمات تلو الازمات، ولو كانت محافظة على التنمية القديمة مثل التعليم والصحة والخدمات الاخرى التي تقدمها في الستينيات والسبعينيات لكانت افضل من الوقت الحالي، وزاد: كلما حاولت الحكومة ان تظهر بجديد وتقدم شيئا للمجتمع كان هذا الجديد الذي تقدمه كارثة، سواء على المستوى التعليمي او الصحي، مشيرا الى ان مادة الموسيقى عند الغرب مادة اختيارية وعندنا اصبحت اجبارية.