- النصف: إعطاء الديبلوماسية الكويتية فرصتها في حل الأزمة الخليجية ودعم مساعي سمو الأمير
أكد المشاركون في ندوة «كود» أن الكويت ماضية في مساعيها لحل الأزمة الخليجية على الرغم من بعض ردود الافعل التي ووجهت بها، لافتين إلى أن دخول الكويت في تلك الوساطة اعطاها ثقلا عالميا ومكاسب جعلت منها قوة ناعمة، مشددين على ضرورة اعطاء الديبلوماسية الكويتية حقها وفرصتها في حل الازمة ودعم مساعي صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد لتنجح تلك الوساطة في تجاوز الخلاف والتوحد من جديد واللجوء الى الحوار من جديد وتدارك المشاكل قبل ان تكبر وتتطور.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي أقامتها كتلة الوحدة الدستورية (كود) في مقرها في منطقة السلام مساء اول من امس وحملت عنوان «مجلس التعاون.. بين أزمة الخليج ومستقبل الشعوب» وشارك فيها وزير الاعلام السابق سامي النصف ووزير العدل السابق النائب السابق يعقوب الصانع والمدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج د.ظافر العجمي.
من جانبه، قال وزير الاعلام السابق الاعلامي سامي النصف ان الازمة الخليجية فرضت نفسها على الساحة بشكل قوي وجعلت الناس على قسمين احدهما يعتبر قسم الحكماء وهم المحايدون الذين يعون مدى خطورة الازمة ويسعون الى حلحلتها والتقليل من أضرارها والوقوف على الحياد، سواء كانوا اصحاب مناصب وقياديين او على مستوى الناس العاديين كالمغردين والمنتمين الى التكتلات السياسية، بينما اختار البعض ان يكون ضمن الصنف الثاني وهم المؤججون ومن يصطادون بالمياه العكرة ويسعود الى تفريق الناس واثارة الفتنة واتباع سياسة اما معي او مع عدوي.
واضاف النصف: نحن نعلم ومتأكدون ان حكامنا وولاة الامر في الخليج يرغبون بسماع أصواتنا ومعرفة آرائنا والاستفادة منها، مشيرا الى السبب الرئيسي في نشأة المجلس خلال فترة صعبة وخطيرة كانت قريبة من دوله عندما بدأت الحرب العراقيةـ الايرانية وكان لابد من مواجهة التحدي والتوحد تحت راية واحدة وموقف واحد، والتحدي الثاني وهو غزو العراق للكويت ولجوئها حكومة وشعبا الى احضان اخوانها الخليجيين، وهو الامر الذي وحد صفوفهم وجعل الخليجيين يتصرفون كدولة واحدة وقد سخروا اراضيهم واموالهم وكل امكانياتهم في سبيل ذلك ما جعل المشكلة تحل خلال اشهر قليلة وترجع الكويت الى استقلاليتها.
وتابع النصف قائلا: ان الوطن العربي يمر بظروف صعبة وصراعات وتفكك وأزمات وانهيار في كل الجبهات، لافتا الى ان دول الخليج تمر بتحديات اقتصادية تمس كينونيتها، خصوصا انها دول تعتمد على النفط كمصدر اساسي للدخل في زمن يتحرك العالم بأجمعه ليجعل من النفط مصدرا ثانويا للطاقة واحلال العديد من مصادر الطاقة البديلة، وهو امر محتمل كما حدث للفحم سابقا وحل محله النفط.
واكد النصف ان المشكلة الخليجية يجب ان تحل من الداخل وبمساعي ابنائها وعدم الاعتماد على الوساطات والجهات الخارجية حتى لا تعوم القضية، لافتا الى الازمة الخليجية لا تمثل 1% او ربما واحد في المليون من المشاكل والكوارث التي حصلت في العالم كما في اليابان وبعض الدول فما يحدث لا يتعدى اختلاف وجهات النظر وبعض الاتهامات ولم يكن فيه اي اعتداء او خراب او دماء تصعب الموضوع.
وشدد على ضرورة اعطاء الديبلوماسية الكويتية حقها وفرصتها في حل الازمة ودعم مساعي سمو الامير لتنجح تلك الوساطة في تجاوز الخلاف والتوحد من جديد واللجوء الى الحوار من جديد وتدارك المشاكل قبل ان تكبر وتتطور، داعيا الى التعلم والعبرة من الدروس التي نمر بها ويمر بها غيرنا وتمكين مجلس التعاون من القيام بدور فعال في حل الازمة بالاضافة الى السعي الى تشكيل مجلس حكماء يضم دول الخليج والدول المجاورة مثل العراق وايران وتركيا لتدارك الامور والاسراع في حلها قبل ان تتفاقم.
بدوره، تحدث وزير العدل والنائب السابق يعقوب الصانع قائلا «نحن في الكويت والخليج ايضا نشأنا على حب المملكة وقطر والبحرين وكل دول مجلس التعاون الخليجي ونشأنا في بلد الحريات وقد ترسخ فينا اننا بلاد واحدة ذات مصير واحد واهداف وهموم مشتركة، ومن المؤسف ان نجد في هذه الظروف من يطالبنا بالحيد عن الحياد والانضمام الى احد المعسكرات المتخاصمة دون الاخرى، متناسين ان فكرة توحدنا في الخليج بدأت من الكويت حيث توجه المغفور له الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الى اخوانه من حكام الخليج واقترح عليهم فكرة مجلس التعاون لمواجهة الاخطار من حولنا».
وتابع: انه ليس من السهل على صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ان يرى ذلك الحلم الذي اصبح حقيقة يتهاوى امام عينيه وينهدم، لافتا الى ان الامر يخضع للمبادئ والاخلاقيات والاعتبارات الاخوية وتماسك الكيان وهو ما لاحظناه عندما وقفت اوروبا مع اليونان في ازمتها وضخت المليارات لدولة منهارة لمجرد ان تحافظ على الكيان الاوربي موحدا وقويا لأنهم يعرفون قيمة ذلك، وهو ما يجب ان نكون نحن اولى به.
وأكد الصانع ان الحل بأن يعرف الجميع في الخليج حكومات وشعوبا ان مستقبلنا سيكون مظلما بحق اذا لم نسع في حل مشاكلنا وان الدول الكبرى ستكون المستفيد الاكبر من ازماتنا التي قدمت لهم على طبق من ذهب، لافتا الى ضرورة ان يعم مبدأ التفاوض بين الاخوان وان ينشأ مركز دراسات قومي يضع استراتيجية ودراسات للتعامل مع الازمات التي تواجه دولنا ليكون الاصلاح من البيت ذاته.
وختم الصانع حديثه، مشددا على ضرورة تفعيل التحرك الشعبي ومساندة التحركات والمساعي الرسمية في حل المشكلة ونبذ الخلافات، ومؤكدا على ان الكويت لن يطولها شيء من تلك المشاكل ولا يوجد اي مبرر لذلك ونحن دائما نقف بالحياد وهو نهج سلكناه منذ القدم ولدينا سياسة تقوم على الاجتماع والحوار مع الخصوم ما يكون سببا في درء اي خلاف وسوء تفاهم في اي قضية.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج د.ظافر العجمي عندما بدأت الازمة بدأ سمو الامير في التحرك وبذل المساعي الحميدة من اول يوم، والآن وبعد مرور ثلاثة أشهر بدأت مرحلة الوساطة الدولية واخذت اطرا اكبر واشمل واصبح من حق الوسيط ان يطرح الشروط ويقترح ويفاوض، لافتا الى ان استمرار الأمر مدة اطول سيفتح المجال امام خيارات اخرى قد تمتد لسنوات طوال كاللجوء الى الامم المتحدة والمحاكم الدولية وتدخل قضية الخليج في «جنيف 1» وقد تصل الى «جنيف 20».
وأوضح ان الكويت بلد مبادر تدخل في المشكلة منذ البداية لإدراكه بأهمية الامر ومخاطره ومحاولة لعدم تفاقم الامور ولازمت الحيادية التي قد تكون لها ثمن كبير في بعض الاحيان، وقد لاقت الكويت تأييدا خليجيا وعربيا ودوليا واتفاقا بانها مفاوض جيد تمثلها قيادة حكيمة ذات خبرة دولية وحظيت بدعم دولي كبير.
واضاف العجمي ان دخول الكويت في تلك الوساطة اعطاها ثقلا عالميا ومكاسب جعلت منها قوة ناعمة كدولة لا تمتلك قوة عسكرية، ما جعل لها وزنها في الاوساط الدولية، لافتا الى ان مثل تلك الوساطة دعمت الوحدة الوطنية ورسخت التكاتف بين ابناء البلد والتفاخر بين ابنائه واعطاهم شعورا مشتركا بتحمل المسؤولية.
واشار الى ان الكويت ماضية في مساعيها على الرغم من بعض ردود الافعال التي ووجهت بها والمساعي الى اخراجها من حياديتها، ووصفت بأوصاف سيئة، واتهمت بإعطائها الفرصة لتمادي احد الاطراف، مؤكدا تفاؤله بالحل والجنوح الى الصلح مع وجود الكثير من المعوقات التي على رأسها دخول قوى اقليمية في الموضوع.