احتل خبر صعود سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد منصة الاستجواب حيزا بارزا في الصحف العربية، اذ وصفته جريدة «البيان» الاماراتية على صفحتها الاولى بالسابقة التي لم يشهدها التاريخ العربي من قبل، واعتبرت الصحيفة ان ثلاثاء مجلس الامة (يوم الاستجواب) كان ثقيلا واعتبرته يوما سياسيا غير مسبوق شهد فيه مجلس الامة جلسات استجواب ماراثونية.
اما صحيفة «الاهرام» المصرية فقد ذكرت ان هذا الاستجواب يحدث للمرة الاولى منذ 47 عاما.
ووصفت «السفير» اللبنانية الامر بأنه ازمة جديدة قد تطيح بالبرلمان والحكومة وهو ما ذكرته بعض الصحف الاخرى.
في مهب الأزمات
ذكرت صحيفة «البيان» الاماراتية في معرض تغطيتها لوقائع الاستجواب انه كان ثلاثاء مجلس الامة الكويتي ثقيلا وماراثونيا، اذ عقد اربع جلسات استجواب لاعضاء في الحكومة الكويتية، كانت اولاها سرية وطالت سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وحوّل رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي جلسة المجلس الى سرية، بناء على طلب الحكومة مناقشة الاستجواب المقدم من النائب د.فيصل المسلم الى رئيس الوزراء، في سابقة دستورية لم تشهدها الحياة السياسية الكويتية او التاريخ العربي من قبل، وانتهى الاستجواب بعد اربع ساعات من النقاش الى توقيع 10 نواب طلب عدم امكانية التعاون مع سمو الشيخ ناصر المحمد.
وسيصوت البرلمان على هذا الطلب 16 الجاري ليرفع بعد ذلك الى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الذي سيكون امام خيارين: اما حل مجلس الامة والدعوة الى انتخابات جديدة او اقالة رئيس الوزراء.
وبينما اشاد النائب المسلم بطرح سمو الشيخ ناصر المحمد وصعوده المنصة، وقال ان «هذه هي الديموقراطية التي ننادي بها»، قال سمو الشيخ ناصر المحمد انه «رغم ما شاب الاستجواب من مخالفات دستورية وقانونية الا انني حرصت على ايضاح الامر من الوجهة الواقعية والسياسية».
وفي صفحاتها الداخلية، وصفت الكويت بأنها شهدت يوما سياسيا غير مسبوق شهد فيه مجلس الامة جلسات استجواب ماراثونية، بدأت سرية لسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في سابقة سياسية انتهت بتقديم 10 نواب معارضين طلب «عدم التعاون» مع رئيس الوزراء، ما يمكن ان يؤدي في حال اقراره بالتصويت الى اقالة سمو الشيخ ناصر المحمد او حل مجلس الامة الذي تم فيه للمرة الاولى في تاريخه استجواب اربعة وزراء دفعة واحدة.
اما صحيفة «الاتحاد» الاماراتية فذكرت نبذة عن نتائج الاستجوابات السابقة التي ادت الى استقالة الحكومة وحل البرلمان، وتم حل البرلمان ثلاث مرات وشكلت ست حكومات منذ فبراير 2006 دون ان يؤدي ذلك الى تحسن العلاقات بين النواب والحكومة، كما اعتبرت ان الازمات السياسية المتتالية التي عاشتها الكويت في السنوات الماضية ادت الى ابطاء المشاريع الانمائية المهمة.
واعتبر موقع «الجزيرة» ان ما زاد من حدة هذه الاستجوابات تبادل التصريحات النارية على صدور الصحف بين النواب المستجوبين ونظرائهم من الوزراء، وذكر ان سمو الشيخ ناصر المحمد اول رئيس وزراء يُستجوب في عهد صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الذي عهد اليه بتشكيل ست حكومات في ثلاث سنوات شهدت تأزما غير مسبوق مع مجلس الامة جرى بسببها حل البرلمان ثلاث مرات كان آخرها في مايو الماضي.
وكانت مثل هذه الاستجوابات تعد منذ فترة طويلة امرا غير ممكن لأن رئيس الوزراء عادة هو ولي العهد، حتى فصل صاحب السمو الامير بين المنصبين عام 2006.
سرية الجلسة
اما الصحف السعودية فركزت على سرية الجلسة، وذكرت في معرض تغطيتها تحويل الجلسة الى سرية بناء على طلب الحكومة مناقشة الاستجواب المقدم من النائب د.فيصل المسلم الى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بصفته في جلسة سرية، وذكرت ان الطلب جاء بناء على طلب تقدمت به الحكومة على لسان وزير المواصلات ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة د.محمد البصيري، مما دفع الخرافي الى اخلاء قاعة عبدالله السالم من الجمهور.
واعترض بعض النواب على طلب الحكومة مناقشة استجواب سمو الشيخ ناصر المحمد في جلسة سرية وطالبوها بان تكون علنية، مما حدا بالخرافي الى رفع الجلسة لمدة ربع ساعة على ان تعقد بعد ذلك سرية، وكانت الحكومة قد اعلنت في بداية الجلسة جهوزيتها لمناقشة الاستجوابات المقدمة اليها من النواب د.فيصل المسلم لسمو الشيخ ناصر المحمد، ومن مسلم البراك الى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد، ومن مبارك الوعلان الى وزير الاشغال ووزير الدولة لشؤون البلدية د.فاضل صفر.
وركزت جريدة «الشرق الاوسط» على الطلب الذي قدمته المعارضة الكويتية بعدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء اثر مناقشة البرلمان في جلسة سرية لاستجواب سموه على خلفية وجود تجاوزات في مصروفات مكتبه ودفعه اموالا لمصلحة عدد من النواب.
اما الصحف المصرية فذكرت انه في حال التصويت على حجب الثقة عن ثلاثة وزراء، فإن ذلك يؤدي الى اقالتهم حكما، واعتبرت ان استجواب الرئيس يتم للمرة الاولى منذ 47 عاما.
باب التأزيم
وذكرت الصحافة اللبنانية ومنها صحيفة «السفير» ان الاستجواب يفتح باب التأزم السياسي في الكويت على مصراعيه، اذ يمكن ان يؤدي في حال اقراره بالتصويت الاسبوع المقبل الى اقالة رئيس الوزراء الذي تم استجوابه للمرة الاولى في تاريخ الكويت، او حل مجلس الامة (البرلمان)، وذكرت الصحيفة انها المرة الاولى في تاريخ الكويت التي يتم فيها استجواب هذا العدد من الوزراء.
اما جريدة «الايام» البحرينية فقد نقلت حديث النائب د.فيصل المسلم الذي قال للصحافيين بعد الاستجواب انه رغم انزعاجه من كون الجلسة مغلقة الا انه رأى في الاستجواب «انجازا ديموقراطيا مهما بالنسبة للكويت»، معتبرا ان البلاد «شهدت يوما مهما وتاريخيا لأن الاستجواب غير مسبوق».