صرحت النائبة د.اسيل العوضي بأن قضية ام الهيمان هي باختصار انذار مسبق لما تنتظره الكويت وكل الكويتيين مستقبلا في ظل اهمال الملف البيئي، وام الهيمان وما حدث لاهالي ام الهيمان اليوم هو مثال لتعاملنا حكومة ومجلسا مع الملف البيئي.
وبينت في تصريح صحافي لها امس بالقول: جميعنا نعيش ما تعيشه ام الهيمان، لكن ببطء، حيث مازالت الاخطار البيئية الجوية والبحرية تهدد صحتنا بشكل يومي، واضافت: نحن امام مشكلة حقيقية، الكويت تواجه اخطارا بيئية حقيقية تهدد صحة المواطنين بشكل مباشر كوجود مخلفات اليورانيوم المنضب في صحراء الكويت والغوارق في الخليج العربي اثر الاحتلال العراقي الغاشم مما ادى الى ارتفاع نسبة انتشار امراض السرطان التي تودي بحياة مواطنينا، واضافت د.العوضي: ليس هناك عائلة كويتية لم يتوف لها عزيز بسبب مرض السرطان.
وبينت د.العوضي: نحن الآن مقبلون على اقرار خطة التنمية وتنفيذها، ويجب ان تكون هذه التنمية مستدامة تراعي كل الجوانب البيئية، واضافت: لابد ان يكون الجانب البيئي وصحة الانسان اهم عنصر في خطة التنمية لأن مسؤولية الدولة في الدرجة الاولى في حياة الناس قبل كل شيء، واشارت د.العوضي الى ان اي تنمية لا تضع بالحسبان الجانب البيئي فهي تنمية مؤقتة ولا تنفع المواطن لأنها ستساهم بالدمار البيئي والاضرار بصحة المواطنين.
وشددت د.العوضي على ان اي تأخر في التعامل مع الملف البيئي يعني كلفة اقتصادية مضاعفة في المستقبل، وان الاخطار البيئية التي تواجه صحة المواطنين اذا لم تحل بشكل سريع فستتحول في المستقبل الى خطر اكبر وستكون معالجة تلك الاخطار بمبالغ مضاعفة.
وكشفت د.العوضي عن عملها على إعداد حزمة من التشريعات البيئية التي تخص الملف البيئي بشكل مباشر كالعمل على تفعيل دور الجهات المسؤولة عن البيئة كإعطاء الهيئة العامة للبيئة قوة التصرف في الاحالة المباشرة للمتسببين في الاضرار البيئية الى القضاء، والعمل على تشريعات تلزم الدولة باعادة تأهيل الجون الكويتي بيئيا حيث عانى من المخلفات الصناعية والبحرية لعقود، واعادة تدوير النفايات لتوفير مرادم جيدة لهذه النفايات والحد من التلوث البيئي للمركبات من خلال دعم وتحفيز مشروع «الوقود النظيف» لانتاج منتجات تكريرية ذات مواصفات عالية الجودة وصديقة للبيئة، ووضع قوانين صارمة تلزم الدولة والافراد والمؤسسات والجهات بعدم الردم في البحر الذي ادى الى اختفاء الشريط الطيني الذي يعتبر عتبة هرم الغذاء في البيئة البحرية، وهذا هو احد اسباب تدهور الثروة السمكية في الكويت.
وختمت د.العوضي بالقول ان اي تقاعس تجاه الملف البيئي الآن يعني تهديدا لارواح المواطنين وارهاق لميزانية الدولة في المستقبل من خلال معالجة متأخرة وباهظة الثمن لكلفة متراكمة، واشارت د.العوضي الى ان ملف ام الهيمان هو مثال لهذا التقاعس في مواجهة الاخطار البيئية التي تودي بأرواح المواطنين.