عبدالهادي العجمي
أكد النائبان عدنان عبدالصمد ود.يوسف الزلزلة وعدد من الشخصيات السياسية من مختلف المذاهب والمشارب على ضرورة ان يكون المجتمع الكويتي مجتمعا واحدا مهما اختلفت الانتماءات والمذاهب وضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، جاء ذلك في الملتقى الخطابي الذي أقامته الجمعية التربوية الكويتية في ديوان الزلزلة بمنطقة الدسمة مساء أول من أمس تحت عنوان «التمسك بالوحدة الوطنية خيارنا الوحيد».
وحدة وطنية
وقال النائب د.يوسف الزلزلة: لو سألنا اي مواطن في الشارع هل ترغب ان تكون هناك وحدة وطنية؟ فستكون إجابته بالتأكيد نعم، مهما كان انتماؤه سواء كان شيعيا أو سنيا، حضريا أو بدويا، الجميع يرغب ان تكون هناك وحدة وطنية وان يكون الشعب جسدا واحدا وبنيانا مرصوصا، وأضاف الزلزلة: اذا كانت هذه الرغبة موجودة إذن فلابد ان يكون هناك من يدعم هذه الرغبة وألا يجسدها فقط بالكلمات وبعض العبارات وبتحية العلم، إنما يجب ان تكون واقعا نعيشه يوميا على جميع الأصعدة والمستويات دون استثناء، وأضاف: من المفترض اذا طرحت قضية ما واشتمت منها رائحة فتنة طائفية او رائحة فتنة فئوية لابد لأعضاء مجلس الأمة ان يتصدوا لإيقاف هذه الفتنة قبل ان تكبر، وقال الزلزلة: هناك للأسف بعض أعضاء مجلس الأمة يساهمون في هذا الأمر، وبعد ان يقسم النائب على أن يحترم الدستور وقوانين الدولة يجب ان يدفع باتجاه ان يكون المجتمع الكويتي لحمة واحدة وبالتالي فإن من يدفع باتجاه إحياء هذه الفتنة سواء كانت طائفية او فئوية يكون قد أخل بذلك القسم وحنث به، وأضاف الزلزلة: زملاؤنا النواب حتى وان بدرت منهم هذه البادرات تكون ردود أفعال طبيعية وفيما بعد يجب ان يرجع الإنسان بالفعل الى ما يريد ان يصل إليه من غايات وأهداف حتى يظل مجتمعنا صفا واحدا ومتماسكا، وتابع الزلزلة: ما نحتاج اليه في مجتمعنا اليوم هو ان نحوله الى مجتمع يكون فيه الرأي واحدا لتجسيد وتأصيل قضية الوحدة الوطنية ولنرجع الى خطاب صاحب السمو الأمير في أكثر من مناسبة حيث كان يؤكد على اللحمة الوطنية وان يكون المجتمع الكويتي مجتمعا واحدا ومهما اختلفنا في انتماءاتنا يجب ان نظل جسدا واحدا تحت سقف الكويت، وقال الزلزلة: ميزة مجتمعنا في الكويت الأطياف المختلفة، وإن تعاونت هذه الأطياف وجسدت اللحمة والوحدة التي تدفع باتجاه التنمية، فسوف نصبح بالفعل مجتمعا ناجحا، وضرب الزلزلة مثالين على ذلك، الأول عند زيارته لسنغافورة ضمن وفد برلماني، في دستور سنغافورة من يتعرض لأي دين او معتقد او عرق للآخر تكون الجزاءات صارمة بحق ذلك الشخص، وزاد: انظروا كيف تطورت وتقدمت هذه الدولة التي لم تؤسس الا في 1940 مع اختلاف المذاهب والأعراق والأديان والأجناس.
بضاعة المفلسين
ومن جانبه، قال النائب عدنان عبدالصمد: نحن محتاجون لمثل هذه الندوات واللقاءات، لأن التحدي الأكبر والأخطر اليوم هو قضية الوحدة الوطنية في الكويت وهي بضاعة المفلسين في شق الوحدة الوطنية ومن يحاول جهلا او تعصبا او بعدم دراية ووعي شق الوحدة الوطنية يجب على عقلاء المجتمع، وما أكثرهم، أن يتصدوا لتلك المحاولات، وان تُسمع كلمات العقلاء في هذا المجتمع، وأكد عبدالصمد ان الوحدة الوطنية ليست مجرد شعارات وكلمات تقال بل ممارسة عملية وان جاز التعبير نقول عقيدة وهذه العقيدة والثقافة يجب ان ترتبط بنوع من التضحيات في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية، ولفت عبدالصمد الى ان مما يعزز شق الوحدة الوطنية، المزايدات الانتخابية، وأنا اذا أردت القضية مكسبا سياسيا بكل سهولة أصرح وأتعامل مع كل قضية تطرح في البلد، لكن اذا كان عندي بعد آخر لحماية البلد وبعد استراتيجي للحفاظ على الوحدة الوطنية يجب أن أتحمل حتى الخسائر السياسية في سبيل الوحدة الوطنية، وزاد: الوحدة الوطنية يجب ان ترتبط بتضحيات حقيقية، وقال عبدالصمد: لولا إثارة وسائل الإعلام لهذه القضايا (چان حنا بخير)، الإعلام له دور كبير في إشعال الفتنة او بإطفاء الفتنة، وأضاف: يجب ان نسعى في نشر ثقافة الوحدة الوطنية، بل عقيدة الوحدة الوطنية ولا نحتاج الى أن نمر بتجارب مرّفيها الآخرون، واكد عبدالصمد ان اي فرد من اي طائفة او قبيلة او تيار بدأ بالإساءة وأثار الفتنة فيجب ان يتصدى له فرد آخر من نفس طائفته او قبيلته او تياره حتى نقضي على الفتنة وشق الوحدة الوطنية، وقال عبدالصمد: نحن لدينا دستور ونصوصه تكفل العدالة والمساواة بين افراد المجتمع التي هي اسس للوحدة الوطنية، وكلما رسخنا مبادئ الدستور رسخنا الوحدة الوطنية، واشار الى ان هناك امورا تعزز الوحدة الوطنية وهي المحن والابتلاءات وسبق ان مررنا بمحنة الغزو الصدامي الآثم ورأينا اللحمة الوطنية رغم ما عانيناه من الغزو سواء من كان داخل الكويت او بالخارج يتذوق طعم الوحدة الوطنية.
مرحلة تاريخية
بدوره تحدث ممثل الحركة الدستورية المحامي محمد الدلال قائلا: نحن في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ الكويت في أمس الحاجة، خاصة ونحن نعيش الأيام الوطنية العزيزة، ان نستذكر ونأخذ العبر من تضحيات الأجداد والآباء واجتهاداتهم فيما يتعلق بالعيش الكريم وتأكيد الحريات ومشاركة الحكم وتعزيز النسيج الاجتماعي، قيم أساسية وجدناها في مراحل مختلفة من تاريخ الكويت لم تكن كلمات سطرت في الدستور وانما مواقع وتصرفات وأفعال وكان الغزو أقرب مثال لتعزيز هذا النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية التي أكدنا فيها على الشرعية الدستورية وحرصنا جميعا على ان نكون يدا واحدة أمام الظالم ولم يكن هناك اختلاف في النسيج في قضيتنا الوطنية اثناء الغزو ولو استرجعنا التاريخ لوجدنا أمثلة كثيرة، وأكد الدلال ان القيم الأساسية لتعزيز النسيج الاجتماعي والمواطنة وتعزيز الوحدة الوطنية يجب ان تترجم الى عمل، وقال الدلال: العدالة الاجتماعية قيمة اساسية واذا لم تتوافر العدالة ولم يكن هناك تكافؤ فرص عند المواطنين ويتساوى الناس في الخدمات التي تقدمها الدولة بلا شك ان هؤلاء سينزعون هيبتهم واحترامهم لهذا البلد ثم يلجأون الى مجموعاتهم وطوائفهم وتياراتهم لتحقيق هذه المصلحة وستتلاشى المواطنة الحقيقية نتيجة اننا لم نعزز القيم في أنفسنا وعلى أرض الواقع.
التماسك الاجتماعي
وبدوره تحدث الإعلامي د.عايد المناع وقال عندما نتحدث عن الوحدة الوطنية فمعناها ان هناك خللا، الوحدة الاجتماعية هي التماسك الاجتماعي وتواصل النسيج الاجتماعي وقبول كل منا بالآخر، وما المشكلة ان يكون لك معتقدك وانا لي معتقدي؟ ما المشكلة ان تكون لك اصولك الاجتماعية وانا لي اصولي الاجتماعية؟نحن دولة ولسنا قبيلة او طائفة علينا ان نقبل بذلك شئنا أم أبينا، واضاف المناع: نحن دولة دستورية نظام الحكم ديموقراطي السيادة فيه للأمة مصدر السلطات جميعا، وزاد: نحن مصدر السلطات، هذا الشعب الذي أتى بممثليه عبر صناديق الاقتراع هو الذي يقرر اين تتجه عقارب الساعة، واضاف: نحن مجتمع عادي بشري لدينا أخطاء مثل ما لدى غيرنا لدينا أعداء للديموقراطية مثل ما لدى غيرنا ولدينا ناس تحلمون بأن تحكم معتقداتها ومبادئها.
وقال المناع: علينا ان نعمل من اجل ان يكون هذا الوطن للجميع، وزاد: الوحدة الوطنية التي هي عبارة عن انسجام النسيج الاجتماعي الذي يجمع الكويتيين من شمال الكويت الى جنوبها من مختلف المذاهب والقبائل والعوائل هي التي نسعى اليها وهذه ليست بمعجزة، واضاف: هناك مضادات معيقة للوحدة الوطنية هي محاولة فرض الرأي الواحد وإغراق السفينة الديموقراطية بعد فشل أولئك الذين لا يريدون الديموقراطية، وقال المناع: هناك مجتمعات كثيرة من الدول مختلفة في المذهب وبالأصل وبالطبقة، ومع ذلك تتعايش، لأن كل منها احترم الآخر وليس بالضرورة ان يتفق مع الآخر، احترم معتقده واحترم وضعه واحترم اسلوب الحياة الذي يعيشه وقيمه الاجتماعية
حالة احتقان
ومن جانبه قال السياسي والاعلامي د.عبدالواحد الخلفان يجب الا نغلق على انفسنا ونقول انه ليس هناك ما يهدد الوحدة الوطنية في الكويت وليست، هناك عوامل سلبية حدثت بل صارت اشياء كثيرة شرحت الكويت وقسمت الكويت قبلية وحضرية وطائفية دينيا وعلينا ان ندرس هذا الموضوع لماذا هذه العوامل قسمت الكويت في السنوات الاخيرة واضاف الخلفان: كل من يتابع الوضع الداخلي في الكويت يثبت ان هناك حالة احتقان موجودة، وتساءل الخلفان هل هناك تعريف لمفهوم الوحدة الوطنية؟ وقال: نحن لا نخشى من الكبار بل نخشى من الصغار 64% من المجتمع الكويتي هم في سن 24 سنة وما دون، هل حصنا شبابنا بالتربية والثقافة؟ ما مفهوم الوحدة الوطنية وهل يدرك الشباب مناهج وزارة التربية بان المجتمع الكويتي قام ونشأ على الوان وتقسيمات وطوائف مختلفة وكانت الحالة التي تجمعهم هي التعايش والاحترام واحترام الرأي الآخر منذ مئات السنين وزاد: لا نريد فقط ندوات سريعة وتحدث عن قضية الوحدة الوطنية وقال: نريدها ان تكون واقعا في وزارة التربية ويؤلمنا ان تغيب هذه المفاهيم عن مناهج وزارة التربية فالجيل الحاضر يحتاج الى جرعات ثقافية وتربوية في قضية الوحدة الوطنية.