- العمير: نطالب الفلسطينيين بأن يتجاوزوا المرحلة السابقة ونبذ خلافاتهم
- الميع: المخطط الإسرائيلي في فلسطين يستهدف دور العبادة في القدس
موفدا مجلس الأمة عايض البرازي وهناء السيد
قال رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ان العلاقات العربية ـ العربية التي يتداول الاتحاد البرلماني العربي شؤونها وأوضاعها هي القاعدة الرئيسية للموقف العربي في الدفاع عن قضايانا القومية، والحفاظ على مصالحنا المشتركة، وينبغي ان يكون تعزيز هذه العلاقات وتوطيدها هدفا قوميا نسعى جميعا لتحقيقه، وهو ما يشكل تحديا مهما لنا جميعا، فالعلاقات العربية ـ العربية، للأسف الشديد، وبسبب تراجع التضامن العربي، والوهن الذي لحق بالنظام الإقليمي العربي، وغياب الرؤية العربية المشتركة بشأن القضايا الراهنة، فقدت تماسكها المطلوب، وتراجع دورها في تعزيز الموقف العربي في المجتمع الدولي.
صراعات إقليمية
وأضاف الخرافي في كلمته التي ألقاها امس في افتتاح الاجتماع الـ 16 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة اننا لمسنا نتائج ذلك بشكل واضح في منطقتنا العربية التي أصبحت لا تكاد تخرج من أزمة حتى تعاود الدخول في أخرى، ما يجعلها عرضة للتدخلات الخارجية ومسرحا للصراعات الإقليمية والدولية في ظل غياب موقف عربي موحد ومنسجم، ولا شك ان ذلك ينعكس سلبا على القضايا العربية، ويؤدي الى مزيد من الوهن في نظامنا العربي الإقليمي، ويفقده دوره ومكانته في النظام العالمي، ورأى ان المصلحة العربية العليا تقتضي منا جميعا العمل على تمتين العلاقات العربية ـ العربية، والتوصل الى صيغ فعالة لمعالجة الخلافات، وتعزيز العمل العربي المشترك، لافتا الى انه يتطلع الى ان يكون هذا المحفل البرلماني العربي إطارا فعالا لتحقيق ذلك من خلال حوار بناء يرسي أسس وقواعد جديدة، وينطلق من المصارحة في بحث الأوضاع العربية، والجرأة في معالجة أسباب الفرقة والخلاف، والالتزام والإيثار للوصول الى صيغ تحقق المصلحة العربية العليا. مشيرا الى ان القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت مطلع العام الماضي ساهمت في دعم جهود المصالحة العربية بمبادرة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وبدعم ومساندة من أشقائه القادة العرب، كما ساهمت القمة في دعم جهود التنمية العربية ووضع مشاريع وبرامج لتحقيق أهدافها، وأتطلع الى أن يسهم العمل البرلماني العربي، باعتباره رافدا مكملا، في توفير المقومات اللازمة لتحقيق أهداف تلك القمة، كما أتطلع ان يعمل اجتماعنا هذا على ان تكون القمة العربية المرتقبة في ليبيا الشقيقة لبنة إضافية في مسيرة المصالحة والتضامن العربي وتفعيل التعاون الاقتصادي العربي، ومعالجة القضايا الملحة التي تواجه أمتنا العربية.
فرقة وتشتت
وقال الخرافي ان الصراع العربي الإسرائيلي يبرز في مقدمة المخاطر التي تهدد امن واستقرار الشرق الأوسط وبشكل خاص المنطقة العربية، ويبدو جليا ان إنهاء هذا الصراع على أساس المشروعية الدولية وقرارات مجلس الأمن واتفاقات السلام يتراجع في سلم الأولويات الدولية، ما يبقي المنطقة في حالة من الأزمات وعدم الاستقرار، ويزيد عناصر التوتر، ويمهد الطريق للتطرف والتشدد وشتى أشكال العنف، ان أسباب هذا التراجع عديدة، ولعل أبرزها حالة الانقسام المؤسفة التي تشهدها الساحة الفلسطينية، وهي حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخ النضال الفلسطيني.
ودعا الخرافي القادة الفلسطينيين الى ان يكونوا بمستوى المسؤولية التي يعلقها الشعب الفلسطيني والأمة العربية عليهم لوضع حد لحالة الفرقة والتشتت، والوصول الى صيغة صلبة للمصالحة الوطنية التي تحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وتمكنه من استعادة حقوقه المشروعة، مشيدا بالجهود المخلصة للشقيقة مصر وللرئيس حسني مبارك في دعم جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وأشار الخرافي الى ان الانتهاكات الإسرائيلية الاخيرة بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال الى قائمة التراث الإسرائيلي، يمثل تطورا خطيرا في المخطط الإسرائيلي للإطباق على المقدسات الإسلامية، ولخطورة الوضع نطالب المؤتمر بأن يخرج بقرار واضح حول هذه القضية بإضافة بند إضافي طارئ على جدول أعمال المؤتمر البرلماني الدولي القادم والمزمع عقده في بانكوك نهاية هذا الشهر ويكون موضوع البند كالتالي:
مساهمة البرلمانات في التصدي للمخطط الإسرائيلي لدور العبادة في القدس الشريف ووقف الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى، معتبرا ذلك تحديا صارخا لقواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.
وأوضح الخرافي ان الأحداث في شمال اليمن، والوضع في دارفور وما يتصل به من قرارات دولية، وتطورات الملف النووي الإيراني، تمثل عناصر توتر إضافية في إقليم يعاني من التوتر وعدم الاستقرار، وينبغي ان تكون محل اهتمام عربي لضمان عدم تحولها الى مصدر خطر على أمن واستقرار دول الشرق الأوسط، وذريعة لتدخلات دولية غير محسوبة النتائج.
الدفاع عن السعودية
وجدد الخرافي إدانة الكويت أميرا وحكومة وشعبا بشدة الاعتداءات التي تعرضت لها حدود المملكة العربية السعودية الشقيقة، وتؤكد حق المملكة في الدفاع عن أراضيها وأمن مواطنيها من المخاطر والاعتداءات.
وأشار الخرافي الى الأزمة الاقتصادية العالمية التي مر بها الاقتصاد العالمي، مشيرا الى ان العالم بأسره مازال يحصد نتائجها وآثارها لأن انعكاسات كبيرة ومقلقة على اقتصادات الدول النامية، ومنها دون شك اقتصادات الدول العربية التي يسودها قلق في محله من مخاطر الركود الاقتصادي، وتباطؤ معدلات النمو، وتراجع مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وهي مخاطر لابد ان تؤخذ على محمل الجد، وتعالج بأساليب ناجعة وفعالة، وفي إطار من التعاون الاقتصادي العربي الفعال الذي يؤمن أكبر قدر من الطاقات والإمكانات للحد من آثار تلك الأزمة على الاقتصاد العربي، وعبر الخرافي عن تمنياته للعراق الشقيق رئيسا وحكومة وشعبا بالتوفيق والنجاح في تقدم المسيرة الديموقراطية في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وكان الاجتماع السادس عشر للاتحاد البرلماني العربي افتتح أمس بكلمات للأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نورالدين بوشكوج وأمين عام منظمة جامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون ورئيس مجلس الشعب المصري د.أحمد فتحي سرور ورئيس مجلس الشورى العماني رئيس الاتحاد البرلماني العربي الشيخ احمد بن محمد العيسائي، ويشهد المؤتمر الذي ستتواصل أعماله لمدة أربعة أيام انتخابات مكتب المؤتمر والمكون من الرئيس ونائبه وأمين السر علاوة على مناقشة الوضع العربي الراهن ودور البرلمانيين العرب في تنقية الأجواء العربية واستعادة التضامن العربي وتعزيزه.
ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان الاجتماع ينعقد في ظل تحديات عدة يواجه الوطن العربي خلالها تحديات عدة في غياب الاصلاح الشامل وتصاعد حدة التوتر والعنف السياسي في مواقع كثيرة في المناطق العربية مضيفا ان هذا الأمر يتطلب منا وقفة نعيد فيها حساباتنا وتقديراتنا لنراعي من خلالها مصالح مجتمعاتنا وأمنها.
وقال موسى ان الوضع العربي الراهن يعاني من أزمة ثقة تصاعدت حتى بلغت الذروة ووصل الأمر بالعلاقات الغربية الى درجة الخطورة من الاضطراب حتى أصبح يؤثر فيها توافه الأمور، مضيفا ان هذا الوضع سمح بتدخل سياسات دولية واقليمية معاكسة مع قضايانا الرئيسية والمحورية.
واضاف موسى ان العبث بمقدراتنا والاستهانة بقدراتنا العربية أصبح أمرا سهلا ميسورا في متناول من يريد التأثير على المصالح العربية وتخريب العلاقات العربية – العربية ليحدث من خلالها شروخا عميقة في وحدة الصف العربي.
أما رئيس مجلس الشعب المصري د.فتحي سرور فقد أشار الى أهمية اللقاء الذي يعقد في ظروف بالغة الصعوبة والتي يمر بها العالم العربي مشيرا الى اندلاع بؤر التوتر والصراع مخلفة الكثير من المآسي والأهوال التي يكون ضحيتها في آخر الأمر الأبرياء مما يحتم على الجميع الوقوف بوجه العربدة الاسرائيلية ووقفها عند حدودها.
وقال سرور ان ما يزيد الأمر صعوبة هو الوضع الفلسطيني الراهن الذي يعاني خلافا حادا بين الفلسطينيين أنفسهم الأمر الذي يحمل تبعات أليمة على أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق داعيا الى ان يكون موقف العرب موحدا لدعمهم وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لأراضيهم وحماية المقدسات الإسلامية.
وأضاف سرور ان اسرائيل تتعمد تدنيس المسجد الاقصى غير مبالية بقرارات مجلس الأمن التي تعتبر ضم القدس الى اسرائيل عملا باطلا ولاغيا.
وقال الامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج في كلمته ان الاتحاد البرلماني العربي أصبح قناة للتضامن العربي واحدى أهم الجهات التي تعزز ثقافة الديموقراطية واحترام حقوق الانسان وخطا خطوات واسعة نحو التضامن العربي والتنسيق فيما بين العرب تجاه العديد من القضايا في المحافل الدولية.
تجاوز الخلافات
من جانبه، دعا عضو الشعبة البرلمانية الكويتية النائب د.علي العمير العرب الى الوقوف بحزم تجاه الممارسات الصهيونية المستمرة تجاه المقدسات الاسلامية وأبناء شعب فلسطين الذين يتعرضون لأبشع الجرائم الانسانية تحت مسمع ومرأى من العالم دون أن يحرك احد ساكنا لردع المغتصبين، مشيرا الى ان الحل الوحيد لهذا الامر هو استخدام منطق القوة لكبح جماح الصهاينة الذين عاثوا فسادا.
وقال العمير: التطاول الصهيوني المستمر لم يقف عند حد معين، بل ان العالم يعرف بدايتهم من احتلال القدس ومحاولة احراق المسجد الاقصى في أواخر الستينيات وحفر أنفاق حوله وتحته لبحثهم عما يزعمون انه هيكل سليمان، وها هم اليوم يواصلون تعديهم السافر على المقدسات الاسلامية بضمهم الحرم الابراهيمي ومسجد سيدنا بلال الى ما يدعونه «التراث اليهودي» بينما يعرف العالم بأسره ان اليهود لا وطن لهم ولا تراث لديهم وهم أبعد ما يكون عن صون المقدسات، اذ عرف عنهم التطاول على الانبياء والرسل وقتلهم وامتهانهم للأمم الاخرى.
وشدد العمير على ان اهمية ان يعي العرب جميعا حجم المسؤولية وان يقفوا صفا واحدا لردع الصهاينة الذين عاثوا في الارض فسادا، وها هم اليوم يمارسون دورهم في محاولة طمس ووأد التاريخ الاسلامي ومقدساته، لافتا الى ان جميع القوانين والمواثيق الدولية ترفض هذا الشيء. وأعرب العمير عن أمله في ان يدرك الاخوة في فلسطين مخططات الصهاينة وان يتجاوزوا المرحلة السابقة بكل آثارها، وان ينبذوا خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم ويطووا صفحة الماضي ويبادروا الى التوحد والعمل يدا بيد من اجل استقلال وتحرير أراضيهم المحتلة، وان يحافظوا على المقدسات الاسلامية واولها القدس الشريف أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين. وحض العمير الذي يشارك في الاجتماع السادس عشر للاتحاد البرلماني العربي البرلمانيين العرب على اصدار بيان حازم يستنكرون ويشجبون فيه الممارسات الصهيونية تجاه المقدسات الاسلامية في فلسطين المحتلة، وان يتبنوا هذه القضية في المحافل الدولية.
وعقد رؤساء مجالس الشورى والوطني والأمة بدول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا تنسيقيا اليوم وذلك للتباحث حول الاجندة المشتركة التي ستتقدم بها المجموعة الخليجية لاجتماع الدورة الـ 16 للاتحاد البرلماني العربي التي يستضيفها مجلس الشعب المصري غدا.
وتأتي الدعوة الى هذا الاجتماع من رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بهدف التنسيق المسبق تجاه بعض القضايا المطروحة على جدول أعمال الاتحاد البرلماني العربي والتي ترى المجموعة الخليجية وجوب مناقشتها وفق الآليات والرؤى التي من شأنها تحقيق الاهداف المرجوة منها.
مساهمة البرلمانات العربية
النائب غانم الميع عضو الشعبة البرلمانية الذي شارك في الاجتماع الخامس للجنة التنفيذية قال انها اعتمدت الطلب الكويتي بشأن اضافة بند اضافي على جدول اعمال الاجتماع تحت عنوان «مساهمة البرلمانات العربية في التصدي للمخطط الاسرائيلي الذي يستهدف دور العبادة في القدس وكذلك الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس الشريف والمسجد الاقصى، حيث ان تلك الاعتداءات تمثل تحديا صارخا وسافرا لقواعد القانون الدولي، وكذلك اتفاقية جنيف الرابعة».
وأضاف الميع ان اللجنة التنفيذية وافقت على الشروط والمواصفات للجائزة البرلمانية، كما تم الاستماع الى تقرير الامين العام ورئيس الاتحاد البرلماني العربي، لافتا الى ان تقرير زيارة مدينة غزة أخذ الحيز الاكبر من الاجتماع لما له من أهمية، لاسيما بعد الزيارة التي قام بها وفد برلماني عربي لهذا القطاع. وأوضح الميع ان الوفد القطري الشقيق أثنى على المقترح الكويتي الخاص بالوضع في فلسطين والمقدسات الاسلامية والذي تم اعتماده بالإجماع من الوفود المشاركة لأهميته وتعلقه بأحداث تمس الاخوة في فلسطين ومقدسات المسلمين.