دعا النائب مسلم البراك لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الى استدعاء وزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح لتوضيح أسباب وملابسات تصريحه الذي دافع فيه عن ليبيا ضد سويسرا. واعتبر البراك ان تصريح وزير الخارجية أساء للشعب الكويتي قبل ان يساء فيه للآخرين، مؤكدا ان هذا التصريح عاطفي وغير متزن. وعبر البراك عن أسفه الشديد عندما يقول الشيخ د.محمد الصباح في تصريحه ان «موقف سويسرا غريب ومرفوض وان ما حدث ليس ضد ليبيا وانما ضد الأمة العربية والإسلامية». وعلق قائلا: «الله أكبر.. واضح انه وزير تحكم تصريحاته عواطفه وحسب تواجده تأتي تصريحاته.. فأولا سويسرا هي دولة القانون والمؤسسات». واضاف: «وليعرف الشعب الكويتي ما حصل وهو ان اثنين من العاملين لدى ابن القذافي من العرب تعرضا الى الضرب والإهانة وهدر الكرامة فتقدما بشكوى ضده في دولة القانون والمؤسسات سويسرا والتي يتساوى فيها تحت القانون رئيس الدولة وأصغر مواطن».
وتابع: «وقد قامت السلطات السويسرية بالتحقيق مع ابن القذافي الأمر الذي لم يعجب الرئيس الليبي فأعلن الجهاد ضد سويسرا.. الله أكبر يعلن الجهاد لأن دولة القانون حققت مع ابنه الذي أهدر كرامة عربيين». وتساءل: «لماذا لم يعلن القذافي الجهاد عندما رأى المأساة التي تعرضت لها الكويت بفعل العدوان العراقي الهمجي والغاشم وهو الغزو الذي أول من مجّده هو القذافي».
واضاف: «والمؤلم أيضا انه بعد إعدام المقبور صدام حسين كان القذافي أول من أعلن الحداد عليه في حين ان الكويت دمرت وأحرقت البيئة والنفط والشهداء والقتلى والأسرى وضياع الدولة والمؤسسات وسقوط الشرعية وما تعرض له الشعب من معاناة وذل التشرد في الخارج ولم يحرك ذلك شيئا عند القذافي ليعلن الجهاد ضد صدام».
وذكّر البراك بموقف القذافي عندما صوّت ضد تحرير الكويت في الجامعة العربية مستغربا بشدة ان يأتي وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ليدافع عن القذافي أمام سويسرا التي كانت لها مواقف واضحة باعتبارها دولة صديقة. وخاطب البراك الشيخ د.محمد الصباح قائلا: من هو القذافي ودولة القذافي يا وزير الخارجية، أليسوا هم من احتلوا سفارتك عندما تحركت الكويت لإسقاط الطاغية من خلال القوات الحليفة في حرب تحرير العراق، أليست مخابرات القذافي هي التي احتلت السفارة وحرقت وعاثت وسرقت الأوراق ومزقتها وأنزلت العلم وداست عليه؟ أليست هذه ليبيا القذافي يا وزير الخارجية التي تصرح وتقول ان الموقف غريب من سويسرا. وأضاف: لا، الأمر الغريب والمرفوض هو عملك وتصريحاتك البالغة السوء، وللأسف ان العلاقات مع الآخرين يحكمها الخجل والعواطف. وتابع البراك: أنا لا أعرف ماذا يريد وزير الخارجية من ليبيا حتى يطلق مثل هذا التصريح غير المتزن، وأنا اسأل ماذا لو تعرض احد العرب الى الاعتداء من قبل ابن رئيس دولة داخل الكويت أليس من العدل في دولة المؤسسات ان يستدعى للتحقيق معه ولكن تصريح الوزير يؤكد انه لو حدث مثل هذا الأمر فلا يمكن ان يستدعى ابن اي رئيس دولة يعتدي على كرامة الناس. وقال البراك مخاطبا وزير الخارجية ايضا: وزارة الخارجية ليست ملكا خاصا لك فالشعب الكويتي هو من يتحمل تبعاتها، لكن ايضا من المعيب ان تتحكم عواطف وزير خارجية عليه ويطلق كلمات غير مقبولة وغير متزنة ولا يقبلها لا القانون ولا المنطق ولا دولة المؤسسات. وأكد البراك ان القذافي أهان الكويت والشرعية الكويتية والشعب الكويتي منذ 1995 حتى 2003 عندما وقف مع الطاغية صدام ليأتي الآن وزير الخارجية الكويتي ويقول هذه الكلمات التي لم نسمعها من أي وزير خارجية عربي الا من الوزير الذي اعتمدت سياسته على المجاملات مثلما كان تصريحه عن العراق ليعود ويصرح تصريحا مغايرا في مزرعة «عزايز».