- وضع المخفر شاهد حي على تقصير وزارة الداخلية حيث أصبح مرتعاً للمجرمين والعابثين والمستهترين في الشوارع
- لا وجود للهاتف الأرضي في العديد من قطع المنطقة والبقالات والمحال التجارية منتشرة بين البيوت
- المنطقة أنشئت قبل أكثر من 30 عاماً ولا توجد فيها مدارس متوسطة أو ثانوية للبنين حتى الآن
حسين البريكان
طالب رواد ديوانية الشلاحي الكائنة في ضاحية صباح الناصر المسؤولين بالاهتمام بالمنطقة وإعادة النظر في أمورها وخدماتها وقالوا إن المنطقة تعاني من غياب واضح للأمن مما سمح لبعض الشباب المستهترين بتجاوز القانون وإزعاج الناس في ظل غياب الرقيب والحسيب. وأشاروا الى ان المنطقة يوجد فيها مخفر منذ فترة لكن هذا المخفر غير مفعل من قبل الوزارة ومهمل، مما اعطى المجرمين فرصة لكي يستغلوه في امور اخرى ضارة وغير اخلاقية. كما طالبوا وزير الصحة بأن يصدر قرارا بجعل عمل المستوصف على مدار ايام الاسبوع لخدمة ابناء المنطقة والتخفيف من معاناتهم ولأن عدد قاطني المنطقة كبير جدا وبالتالي فإن ذلك سيخفف من العبء الواقع على مستشفى الفروانية الذي هو بالأصل بحاجة إلى اهتمام وإعادة تقييم، وأوضحوا ان صباح الناصر انشئت قبل أكثر من 30 عاما وليست فيها مدارس متوسطة أو ثانوية مما يجعل الناس يسجلون ابناءهم في مدارس المناطق المجاورة دون اي اكتراث من وزارة التربية بهموم المواطنين وابنائهم.
في البداية استغرب د.محمد المطيري تجاهل وزارة الصحة المطالبة بفتح مستوصف صباح الناصر طيلة أيام الأسبوع وجعله يعمل على مدار 24 ساعة.
وقال د.المطيري ان هذه المطالبة نابعة من حاجة الأهالي الملحة لتقديم خدمات طبية أفضل، لاسيما ان منطقة صباح الناصر ذات كثافة سكانية عالية، الأمر الذي يؤدي بهم للذهاب الى مستشفى الفروانية ومواجهة الازدحام الكثيف في صالة الحوادث، مشيرا الى ان الخدمات الطبية في المستشفى بدائية.
ودعا المطيري وزير الصحة الى الاهتمام بمستوصف صباح الناصر ودعمه بطاقم تمريضي وإداري جيد، مشيرا الى ان هناك ترحيبا من الطاقم الطبي بفتح المستوصف أيام العطل، مستدركا: ما الذي يمنع الوزير من اتخاذ قرار ليساهم في تخيف معاناة أهالي صباح الناصر؟ متسائلا وهل هناك عوائق تحول دون فتح المستوصف؟ خاصة انها مطالب أهالي منطقة صباح الناصر لتقديم خدمات أفضل لهم، محذرا من تكرار تجاهل هذه المطالب.
مدارس متوسطة وثانوية
كما طالب د.المطيري وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي د.موضي الحمود باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للعمل على افتتاح مدارس في منطقة صباح الناصر للمرحلتين المتوسطة والثانوية لفئة البنين وذلك لعدم وجود مدارس في المنطقة لهذه المراحل خدمة للمواطنين كونهم يلحقون أبناءهم بمدارس المناطق المجاورة منذ ان أسست المنطقة قبل ما يزيد على 30 عاما، والجميع يعرف مقدار المعاناة والجهود التي يتكبدها الطلبة وأولياء الأمور.
وأشار الى ان منطقة صباح الناصر تمتاز بكثافة سكانية عالية تحتاج معها الى ان تعجل وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة في اعتماد افتتاح مدارس لهذه المراحل، موضحا ان الأهالي بدا اليأس عليهم لعدم الاهتمام بهذه المعضلة التي تحتاج الى قرار حكومي عاجل لتمكينهم من إلحاق أبنائهم بمدارس تخدم مراحلهم وتكون قريبة منهم أسوة بالمناطق الأخرى.
أين المخفر؟!
بدوره، قال نواف الشلاحي ان مخفر صباح الناصر أصبح مرتعا للتعاطي والسكر والاغتصاب، سواء كان بسبب عدم تفعيله بسبب أخطاء من قبل الشركة التي قامت ببنائه، أو تقصير من الداخلية، فبينما يخوض الطرفان في مسائل قانونية قد تطول لسنوت، أصبح المخفر كأنه «البيت المسكون» فالرياح تصفر فيه، والغبار يلفه، والعابثون يسرقون مكاتبه وأدوات الصرف الصحي منه، ويعتبر مخفر صباح الناصر شاهدا حيا على تقصير وزارة الداخلية في حماية هيبة منشأة تابعة لها ومقامة لحفظ الأمن وردع الخارجين عن القانون، فبعد سنوات من بنائه وتكلف الدولة أموالا طائلة، ولسبب مجهول أهمل المخفر، ومرت الأيام وعوامل الطبيعة بانت على المبنى حتى أصبح موحشا لا يدل على انه منشأة أمنية ترمز للهيبة وحفظ الأمن.
وأشار نواف الى انه مع مرور السنوات وتراخي الداخلية في عدم تفعيل المبنى أصبح مرتعا للجرائم غير الأخلاقية واصبح ملجأ لبعض ضعاف النفوس دون وجود حسيب ولا رقيب، فكيف يصبح مخفرا تابعا للداخلية مرتعا للمجرمين؟
وابدى الشلاحي استياءه من المنظر العام للمخفر الذي اصبح مأساويا ومحرجا امام الزوار الخليجيين الذين يتساءلون عن سبب وجود مخفر بهذه الحالة، كما ابدى انزعاجه من تراخي الداخلية في وقف هذا العبث الذي يقوم به العابثون في المخفر.
تعليم وصحة
ومن ناحيته قال طلال الشلاحي ان ضاحية صباح الناصر التي تتبع لمحافظة الفروانية قد انشئت في اوائل الثمانينيات والتعداد السكاني في هذه المنطقة كبير، واشار الى أنها تعتبر من اسوأ مناطق الكويت من ناحية الخدمات التعليمية والصحية والامنية بل بجميع الخدمات اذا ما قورنت بباقي المناطق فصباح الناصر انشئت قبل 30 سنة تقريبا والى الآن تفتقر الى الكثير من الخدمات، فعلى سبيل المثال التعليم في صباح الناصر سيئ للغاية بحيث تجد ان بعض المدارس اما ان تلغى من قبل المتنفذين بالمنطقة لمصالح اشخاص او يتم تغيير جهة المدرسة او تصغير حجمها بحجة انها تضر بأصحاب البيوت المحيطة بها، وبفعل المتنفذين تعرض اهالي صباح الناصر للظلم حيث ادى ذلك لتكدس الطلبة في الصفوف حتى وصل عدد الطلبة في الصف الواحد الى سبعين طالبا، وانتقال الطلبة للمناطق المجاورة، واشار الى ان المحزن في هذا الامر ان المتضرر ايضا اولياء الامور بتوفير اكثر من سائق لكي يقوم بتوصيل ابنائهم للمدرسة فيما يصحبه عبء كبير لولي الامر وبذلك اخطروا للدراسة اما في الجليب او الاندلس او الفردوس.
خدمات الهاتف
واوضح ان الخدمات الهاتفية في صباح الناصر الجديدة متردية فمضى اكثر من 11 سنة ولم تصل الخدمة الهاتفية الى المنازل متحججين بعدم وصول الميزانية.
وتابع ان هناك مناطق انشئت بعد صباح الناصر بسنوات ووصلتها الخدمة الهاتفية مثل جنوب السرة وجنوب الجهراء فلماذا تجاهل هذه المنطقة؟
وزاد ان ضاحية صباح الناصر لا يوجد فيها أمن ولا مخفر وبحكم قربها من جليب الشيوخ اصبحت مرتعا للعمال الآسيويين الذين يحاولون العبث دائما ويسرقون ويخربون ويقومون بتفتيش القمامة بحثا عن المعادن، ناهيك عن تسكع بعض الشبان في المنطقة في اواخر الليل، فمن أمن العقوبة اساء الأدب، واكد طلال الشلاحي ان مستوصف صباح الناصر لم ينشأ الا بعد مناشدات طويلة قرابة 23 سنة فبعد انشائه استبشر الاهالي به لكن سرعان ما اصيبوا بخيبة امل، فالمبنى تجاري من ناحية البنيان، فتم افتتاحه والتغاضي عن عيوبه، فهو يلغق الساعة 12 ليلا وفي العطل الرسمية كذلك، مما يضطر الاهالي للذهاب الى مستوصف الفردوس المزدحم.
واضاف ان السيئ في هذه المنطقة هو وجود 200 محل في السكن الخاص، مما يسبب زحمة في الشوارع، ناهيك عن العمال الموجودين في المحل حيث تجد في بعض المحلات اكثر من سبعة عمال مما يزيد الامر سوءا، فالغريب في الامر انه عندما قامت وزارة البلدية بإغلاق محلات السكن الخاص بالمنطقة، قام بعض الأشخاص بتكوين لجنة لفتح المحلات فأتمنى التحرك من أجل الخدمات الإنسانية في المنطقة، فهم يريدون تحويل صباح الناصر الى جليب الشيوخ.
خارطة طريق
ومن ناحية اخرى أكد صلاح الشلاحي ان هناك تقاعسا من أبناء المنطقة ووجهائها تجاه أبنائهم من أهالي المنطقة فمنظر صباح الناصر يؤلمني فهي منطقة قديمة وكبيرة ولا يوجد فيها مستوصف ولا مخفر، وأشار الى ان الجمعية لا يوجد بها مستلزمات البيت الكافية، كما ان هناك أمورا خفية، وقال ان المشكلة الرئيسية في المنطقة هي المسؤولون عن هذه المهزلة الحاصلة في منطقتهم، والحلول من وجهة نظري التحدث بصراحة وشفافية مع نواب مجلس الأمة والمجلس البلدي ومن بيدهم القرار في هذه المشكلة وإلزامهم بالتحرك الإجباري لكي تستفيد المنطقة وأهاليها.
وشدد على ضرورة عقد اجتماع مصغر بين رموز أهالي المنطقة وعمل خطة لإنقاذها وعمل خارطة طريق لمتطلباتها والمطالبة بها عند أصحاب القرار، وقال صلاح الشلاحي ان لديه أملا كبيرا في تحسن وتقدم منطقة صباح الناصر لكن توجد نواقص كبيرة يجب التحرك من أجلها.
وكان آخر المتحدثين أحمد الشلاحي الذي قال: أصبحنا مع القلق والإزعاج والغياب الأمني الواضح نعيش في منطقة صباح الناصر وبشكل يومي في فوضى مرورية وأمنية لا تكاد تهدأ، حيث يسعى المستهترون الى فرض وجودهم في الطرقات المحيطة بالمنطقة الداخلية من خلال «التفحيط» و«الاستعراض» المتكرر وذات الأصوات العالية.
وأشار الى ان المتجول داخل المنطقة يرى جميع سيارات التفحيط وكأنه داخل رابطة للسيارات وليست منطقة سكنية وقيام أصحابها بـ « التفحيط» دون وجود رادع أو مسؤولية من مثيري الرعب والخوف وأنواع الهلع بين قائدي الطريق بل يتعدى ذلك الى ازعاج سكان المنطقة من مرضى وأطفال وبشكل غير حضاري.
وقال ان هؤلاء المستهترين يحاولون فرض وجودهم من خلال إزعاج الجميع لأنهم يعون انه لا توجد دوريات، مما يدعو الى استغراب المشاهد الذي يفاجأ عند حضوره إغلاق الحارات الأربع عند الإشارة الضوئية، وفي وقت الذروة يقومون بالتقحيص لمدة تتجاوز ربع ساعة في مشهد يجعل الناس تجزم بانه تم انتشال الأمن في هذه المنطقة ولا وجود له بينما نجد المستهترين يمتلكون زمام الأمور ويعيثون فسادا دون رقيب أو حسيب.
وأضاف ان هذه الفوضى التي تسبب فيها قلة من الشباب المستهتر تستدعي تكاتف إدارات القطاعات الأمنية من دوريات ومرور أو حتى من رجال أمن المباحث لرصد هذه الظاهرة وإيقاف استفحالها والتي طغت بشكل يومي ومتكرر على هذه المنطقة البائسة أمنيا حيث لا يوجد بها مخفر وتحال قضاياها الى مخفر الفردوس والأندلس والعارضية.
وأكد ان الوضع زاد سوءا، وهيبة الأمن مفقودة والدليل إطارات السيارات المتساقطة في اوسط شوارع المنطقة مما يؤكد ان مهرجان الاستعراض كان هنا هذا ان لم يصادفها على الهواء مباشرة.
الديوانية في الكويت منتدى سياسي وثقافي واجتماعي، وملتقى دوري لمناقشة أهم قضايا الساعة وفيها يصنع جزء من تاريخ الكويت على جميع الاصعدة.
«الأنباء» ومن منطلق حرصها على نقل نبض الشارع وآراء الشعب في القضايا التي تشغل المواطنين تخصص صفحة أسبوعية تصدر كل أحد لزيارة إحدى دواوين الكويت ورصد هموم وشجون روادها، وصولا الى نقل أمين لهذه الهموم.