محمد راتب
استنكر عدد من المواطنين والمقيمين ارتفاع اسعار بعض السلع الغذائية والاستهلاكية قبيل قدوم عيد الاضحى المبارك، واتهم بعضهم وزارة التجارة بالتواطؤ مع التجار والموردين وغض الطرف عنهم ازاء ما يتملكهم من جشع وطمع وتكسب غير مشروع على حساب المستهلكين. وتساءل الكثير: الى متى سنبقى ضحية هذه المهزلة والتي لم تجد لها حلا حتى في أروقة مجلس الامة؟ وقالوا: لقد خفتت اصوات النواب وتصريحاتهم ضد التاجر، وكأن اليأس من وجود تدابير فاعلة قد سيطر على من يمثلنا من الشعب، لاسيما ان سعر الطماطم مازال مرتفعا رغم كل الاصوات التي تعالت في هذا الخصوص. «الأنباء» جالت في بعض الاسواق الموازية والجمعيات التعاونية لتقف على ملامح ظاهرة غلاء متوقعة قبل قدوم العيد، تزامنا مع ارتفاع أسعار الخرفان من قبل تجارها استغلالا لحاجة الناس لها لتقديمها قرابين لله تعالى وأضاحي لما فيها من الاجر العظيم والمثوبة عند الله عز وجل.
حالة يأس من «التجارة»
في البداية، اكد صالح الفيلكاوي والذي التقيناه في سوق جيان، ان بعض الاسواق الموازية باتت تشكل علاجا ناجعا من حمى الغلاء التي يتعرض لها المتسوقون في بعض الجمعيات التعاونية، لافتا الى انه وبشكل عام يوجد انخفاض في الاسعار عن بقية الاسواق، حيث ان ادارات تلك الاسواق الموازية تقوم بصورة دورية ولأكثر من مرة خلال الشهر بعمل تخفيضات على الكثير من الاصناف، لاسيما التي نحتاجها للطبخ والاستهلاك اليومي، وهو الامر الذي نفقده في بعض الجمعيات التعاونية المتكاسلة عن عمل المهرجانات التسويقية.
وتساءل الفيلكاوي: الى متى سنبقى ضحية جشع التجار والذي لم نجد له دواء حتى في أروقة مجلس الامة؟ وقال: ان هذا ليس له الا اجابة واحدة، وهي حالة اليأس التي انتابت بعض اعضاء مجلس الامة من وزارة التجارة التي تضع يدها في يد التجار ضد المستهلك، لافتا الى ان اكبر دليل على ذلك، هو انها تقتطع من أرباح السلع في الجمعيات التعاونية ما يقارب النصف لتدعم بها التجار.
الأسواق الموازية أفضل
أما أميرة ابراهيم، فتعتبر ان الاسعار في الاسواق الموازية أفضل من بقية منافذ التسوق الاخرى، وقالت: ان هذه هي المرة الاولى التي أتسوق فيها من الاسواق الموازية، ولفتت الى ان العروض التسويقية على المواد الغذائية تستقطب المستهلك بصورة اكثر، مما يجعلنا نفضلها على غيرها من الجمعيات.
وقالت: ان الملاحظ هو وجود ارتفاع في الاسعار خلال هذه الفترة قبل عيد الاضحى مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، اما في الاسواق الموازية فهي في المتوسط مقارنة بما هي عليه في الجمعيات التعاونية أو الاسواق الاخرى.
سياسة التسويق أكثر جذباً
من جانبه، ذكر أبوعبدالله وهو مساهم في جمعية تعاونية، ان انخفاض اسعار السلع في بعض الاسواق الكبرى يشده الى التسوق منها، نظرا لأنها تحرص على عمل المزيد من العروض التسويقية، كما انها توفر للمستهلك جميع البضائع والسلع التي يحتاج اليها تحت سقف واحد.
وقال أبوعبدالله: ان سياسة التسويق في تلك الاسواق افضل مما هي في بعض الجمعيات التعاونية، كما ان طريقة عرض السلع تغدو بصورة جذابة للمستهلك، وكذلك توفير الممرات الواسعة ومواقف السيارات، كما ان محصلة التوفير تكون أكثر بالنسبة له.
الأضاحي ارتفعت
أبومشاري ذكر ان الاسعار ترتفع بطبيعتها قبل قدوم الاعياد والمواسم، لافتا الى ان الاسعار في بعض الاسواق الموازية أفضل بكثير من بعض الجمعيات التعاونية، وقال ان هناك أسواقا مميزة مثل جيان وكارفور ولولو هايبر. ونفى ان تكون هناك زيادة في الاسعار على السلع الغذائية والاستهلاكية قبل عيد الاضحى المبارك، اللهم باستثناء الاضاحي، وذلك تزامنا مع قرب موسم الاضاحي، مشيرا الى ان التجار لم يستجيبوا بالصورة الكاملة لاتحاد الجمعيات التعاونية، وبالتالي، مازال الامر بحاجة الى المزيد من الحزم من قبل وزارة التجارة.
كسر الاحتكار ولجم التجار
أم بدر، أرجعت اقبال المستهلكين على سوق كارفور وبعض الاسواق الموازية الاخرى الى انها اكثر جودة وأقل أسعارا، مؤكدة ان هناك موجة ارتفاع في الاسعار بدأت ملامحها تظهر قبيل عيد الاضحى المبارك، وتجلى ذلك في جميع السلع الغذائية والاستهلاكية، وقالت: ان التجار استغلوا حاجة الناس الى بعض السلع وقاموا برفعها بصورة غير مبررة، مطالبة وزارة التجارة بتطبيق قانون كسر الاحتكار والسماح للتجار باستيراد السلع والماركات المحتكرة لعقود من الزمن، مما سيذكي روح المنافسة ويعمل على تخفيف الاسعار وكسر حدة الغلاء المصطنع. ولفتت الى انها تفضل التسوق من هذه الاسواق ومن الجمعيات التعاونية التي تقوم بعمل مهرجانات تسويقية جادة لتخفيض الاسعار، داعية الى اقامة المزيد من المهرجانات والعروض والحرص على الجودة العالية. واستنكرت أم بدر حدوث تفاوت في الاسعار بين الجمعيات التعاونية، داعية الجهات المعنية الى توحيد الاسعار في الجمعيات، حماية للمستهلك.
الطماطم مازالت باهظة الثمن
أم أحمد ذكرت ان الاسعار في كارفور اقل من الكثير من الجمعيات التعاونية، حيث انك تجد نفس المنتج تماما ولكن سعره اقل، واستشهدت على ذلك بمثال ان كرتونة الموز اقل في سوق كارفور من سوق الشبرة، كما ان هناك فارقا في الاسعار على بقية السلع الغذائية والاستهلاكية. وأشارت الى انها تفضل هذه الاسواق، لافتة الى ان اغلب الاسعار مرتفعة بصورة عامة، ولم تزد بسبب قدوم العيد، وقالت: ان الطماطم مازال سعرها مرتفعا سواء في الاسواق الموازية أو في الجمعيات التعاونية.
واقرأ ايضاً:
«الشؤون»: رفض بلاغات التغيب الكيدية المقدمة من أصحاب العمل ضد العاملين في القطاع الخاص
حماد يحذّر من مغبة التراخي في قضية إدخال اللحوم والأغذية الفاسدة
الوعلان يدعو لعزل مدير العلاج بالخارج وتوقيفه عن العمل لحين البت في المخالفات
المجلاد: نرفض الترويج الجديد لتنقيح الدستور
راضي حبيب: العيد من أبرز مظاهر الوحدة الإسلامية
«زكاة الجهراء» وزعت 10 آلاف دينار على 480 يتيماً بالتعاون مع «الدعية»