الأعراض المرضية التي يعاني منها بعض قدامى المحاربين ممن شاركوا في حرب الخليج الأولى في 1991 هي مرض حقيقي دون ريب، إلا أن مسبباته والعلاجات اللازمة والشافية له مازالت مجهولة، هذه هي خلاصة تقرير جديد أعدته لجنة طبية أميركية.
ويقول الخبراء من «معهد الطب»: إن التكنولوجيا الطبية الحديثة بما في ذلك القدرة على فحص ودراسة الطفرات الجينية، قد تكون المدخل الأساسي لكشف سر المرض الذي أصاب ثلث قدامى المحاربين المشاركين في تلك الحرب على مدى عقدين كاملين.
وذكر رئيس اللجنة الطبية د.ستفين هوسر ـ رئيس قسم طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا أن اللجنة توصلت إلى أن الأعراض المتعددة المزمنة التي يشار إليها أحيانا باسم «مرض حرب الخليج» هي مجموعة أمراض ترتبط بشكل واضح بنشر الجنود.
ووفقا للتقرير الذي صدر عن المعهد ونشر في موقعه الإلكتروني الجمعة، فإن المشاركة في حرب الخليج اقترنت، ولفترة طويلة، باضطرابات الجهاز الهضمي مثل أعراض القولون العصبي، فضلا عن سوء استخدام المهدئات وإدمان المخدرات والكحول فضلا عن المعاناة من اضطرابات نفسية مثل القلق.
وبالإضافة إلى ذلك، يرتبط المرض بالشكوى من آلام مزمنة بجميع أنحاء الجسم، وصعوبات مرتبطة بالجنس.
ودعا فريق الخبراء إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث لفهم الأسس البيولوجية لهذه الأمراض بهدف تطوير علاجات أفضل «وللحيلولة دون مزيد من الإصابات به مستقبلا».
وكان تقرير نشر عام 2008 أشار إلى أن تعرض الجنود، أثناء المعارك، إلى «مواد كيميائية محددة» منها مبيدات الحشرات، وأدوية أخرى تستخدم كدرع لحمايتهم من غاز الأعصاب، ربما تسببت في تلك الأعراض المرضية.
إلا أن اللجنة العلمية استبعدت تلك المسببات، وقال هاوسر: «لم نتمكن من تحديد أي عقار خاص أو مواد سامة أو أخرى تستخدم للوقاية والتحصين يمكننا القول وبثقة إنها المسؤولة عن هذه الأعراض».
وأضاف «اننا لا نفهم المسببات.. ولا نفهم تماما ما إذا كانت هذه مشكلة طبية قائمة بذاتها أو عدة مشاكل مترابطة، لا نفهم العلاقة بين مرض حرب الخليج وغيرها من الأعراض المرضية المتعددة».
وذكر أن أعراض المرض لم تظهر على قدامى المحاربين الأميركيين فحسب، بل على زملائهم في قوات المملكة المتحدة والدنمارك وكندا واستراليا.
وتوصل تقرير موسع نشر في 2008 إلى أن مرض حرب الخليج هو حقيقة، يعاني منه ربع الجنود الأميركيين السابقين، ممن شاركوا في حرب الخليج عامي 1990 و1991، والبالغ عددهم الإجمالي 700 ألف جندي.
وخلص التقرير إلى وجود أدلة علمية، تثبت أعراض مرض حرب الخليج، حيث تم تشخيصها على أنها ناتجة عن التعرض لمواد كيمياوية تعد سامة.