أحمد عفيفي
بعد ان تم قبول نقض الحكم بإعدام هشام طلعت ومحسن السكري وإعادة محاكمتهما من جديد، ظن البعض ان المحاكمة هذه المرة ستكون اقل إثارة من السابقة لكن العكس كان صحيحا، حيث شهدت الجلستان الثانية والثالثة إثارة غير عادية بعد عرض صور مقتل سوزان تميم وصور السكري في فندق دبي التي التقطتها كاميرات المراقبة، لكن الأكثر إثارة كانت التسجيلات الصوتية بين هشام والسكري والتي تبين الاتفاق بين الاثنين على الجريمة وان لم يتم الإشارة صراحة الى اسم سوزان تميم في المحادثات، حيث تم أثناء الجلسة سماع المكالمات بصوت مكبر بحيث يسمعه بوضوح تام كل من كان بالقاعة.
ورغم ما يعرف عن المستشار عادل عبدالسلام جمعة من هدوء وروية إلا انه خرج عن شعوره بعد مرافعة فريد الديب ومحاولة تبريره ان الصوت في التسجيل ليس صوت هشام طلعت مصطفى وانه صوت تم تركيبه الى جانب دفاعه ايضا عن السكري فيما يخص الصور التي التقطت له في دبي.
هنا قال المستشار جمعة للديب بالحرف الواحد: انت استاذ كبير، واللي بتقوله ما يدخلش دماغ حد، ولن اسمح في الجلسات القادمة بمثل هذا الكلام، ولم يملك فريد الديب الا ان يطرق برأسه وكأنه يقول: حاضر يا افندم ورغم ما نشر قبلا عن الاتفاق بين هيئة الدفاع عن هشام طلعت بالفصل التام في القضية بين هشام والسكري، الا انه من الواضح انهم لم يأخذوا بهذا الأمر، كما صرح فريد الديب لإحدى القنوات الفضائية، ولايزال الاتجاه يسير أيضا كما حدث في المحاكمة الأولى إلى محاولة تبرئة السكري حتى تسقط التهمة تباعا عن هشام.
من جهة أخرى، كشف المستشار بهاء أبوشقة، عضو هيئة الدفاع عن هشام طلعت عن عقد اجتماع مشترك بين هيئة دفاع هشام والسكري خلال الساعات القليلة القادمة، لدراسة قرار المستشار عادل عبدالسلام جمعة بتقدير قيمة 750 مليون جنيه كمستلزمات لنقل الصور والفيديو الموجودة الملتقطة لمحسن السكري على مداخل ومخارج برج الرمال، وفندق الواحة في الفترة من 24 إلى 28 يوليو 2008 والبالغة 8 آلاف و500 ساعة والمخزنة على جهاز التسجيل بسعة 212 جيجا بايت.
وأضاف أبو شقة أن قرار المحكمة هو تحقيق للعدالة واستجابة لطلبات الدفاع، خاصة أن المواد المسجلة بها حلقة مفقودة، حيث إنها حملت صورا ومقاطع فيديو لمحسن السكري يوم 24 و28 يوليو، إلا أنها لم تتضمن أي صور أو مقاطع فيديو في الفترة البينية بين اليومين.
وأشار أبوشقة إلى أن هيئة الدفاع عن محسن والسكري ستتقدم بطلب إلى رئيس المحكمة خلال الأيام القادمة تثبت فيه أنها لم تطلب نسخا ورقية من جميع الصور الموجودة بجهاز التسجيل والتي تصل تكلفة نسخها إلى 750 مليون جنيه، إنما تريد نقل تلك الصور من جهاز التسجيل على الهارد ديسك الذي تم تقديمه بجلسة اليوم.
وأوضح مصدر قضائي أن قرار المحكمة بتقدير 750 مليون جنيه كقيمة لرسوم الصور يأتي من أن عدد ساعات الصور عبارة عن 8 آلاف و500 ساعة وجهاز التسجيل يسجل 25 صورة في الثانية الواحدة، بما يعنى أن إجمالي الصور يعادل 750 مليون صورة، وفي الوقت الذي تقدر فيه قيمة استخراج الصورة الواحدة بجنيه واحد تكون القيمة الإجمالية لرسوم استخراج الصور 750 مليون جنيه.
وكانت الجلسة الثالثة من إعادة محاكمة هشام طلعت مصطفى قد شهدت مشادات ساخنة بين العقيد محمد سامح، رئيس قسم التصوير بالإدارة العامة للمساعدات الفنية بوزارة الداخلية، وهيئة الدفاع حول المسائل الفنية المتعلقة بالصور ومقاطع الفيديو المسجلة لمحسن السكري داخل برجي الرمال 1 و2 وفندق الواحة، في الفترة من 24 إلى 28 يوليو 2008، سواء في مداخل ومخارج الفندق والبرج، للتأكد من مدى سلامة الأشرطة، وما إذا كانت هذه المقاطع تم منتجتها أم أنها سليمة وتتفق مع جهاز التسجيل الأساسي.