اخذت اعادة رسملة مجموعة لوموند بعدا سياسيا مع استدعاء الرئيس نيكولا ساركوزي المتهم غالبا بالتدخل في مجال وسائل الاعلام، رئيس مجلس ادارة الصحيفة الفرنسية العريقة اريك فوتورينو الى الاليزيه ليبدي له رايه.
وقال فوتورينو «ان يكون هناك اشراف سياسي، هذا ما كانت عليه الحال على الدوام، فمنذ 1944 (تاريخ تأسيس لوموند) كان هناك دوما اشراف للسلطة وذلك لن يتغير».
وكان مدير لوموند تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية قبل استقباله هذا الاسبوع في الاليزيه.
وقال فوتورينو «اؤكد اننا تحادثنا والتقينا» لكنه رفض الكشف او التعليق عن مضمون المحادثات.
هذه التطورات، جاءت مع مساعي «لوموند» الحثيثة لايجاد شار سيتعين عليه اعادة رسملة مجموعة مثقلة بديون تقدر بما بين 80 و120 مليون يورو.
وفيما ينتهي الموعد الاقصى لتقديم العروض غدا، أعلنت لوموند أنها تلقت مساء امس الاول عرضين، احدهما من كلود بردرييل مالك مجموعة نوفيل اوبسرفاتور، التي تصدر عنها المجلة التي تحمل الاسم نفسه، والاخر عن ثلاثي مؤلف من رجل الاعمال بيار بيرجيه وصاحب مصرف اعمال ماتيو بيغاس ورئيس شركة الاتصالات فري كزافييه نييل.
كذلك ابدت شركة بريزا الاسبانية (المساهمة ايضا في لوموند ومالكة صحيفة الباييس الاسبانية) اهتمامها لكنها طلبت مزيدا من الوقت.
وابدت مجموعة الاتصالات اورانج بدورها اهتماما بفرع لوموند التفاعلي لكن بشكل شراكة صناعية اكثر منه استثمار مالي.
وعلى سؤال حول تسييس الملف قال مدير لوموند انه «لا يريد تغذية جدل».
واكد «لا اريد الولوج في امر يبعث على الاعتقاد بأنني اريد تفضيل هذا الترشيح او ذاك» لاعادة رسملة لوموند.
لكنه اوضح لموظفي تحرير لوموند ان ساركوزي قال له ان عرض الشراء الذي تقدم به بيار بيرجيه وماتيو بيغاس وكزافييه نييل لا يحظى بالرعاية في نظره.
وفي جانب الاليزيه كان الصمت سيد الموقف، فالرئيس الفرنسي يقيم علاقة معقدة مع وسائل الاعلام حيث يحظى بشبكة مهمة مع انه يستهدف بانتقادات عديدة.
وعندما سئل عن هذا التدخل السياسي اجاب جيل فان كوت رئيس جمعية محرري لوموند (المساهمة في الصحيفة) «آمل ان تقتصر نزعة التدخل على ذلك، اعتقد ان دور الاليزيه ليس التدخل في هذه المسالة التي تخص شركة فرنسية خاصة».
واسر لوكالة الانباء الفرنسية «يمكن ان نفهم ان للوموند قيمة رمزية قوية، وان يكون للصحافة المكتوبة بعض التأثير» لكنه يرى ان السعي الى «ممارسة الضغط على مدير لوموند امر غير مسموح به قطعا».
وقال فان كوت «ان فهمت جيدا، عبر رئيس الجمهورية عن رفض احد الترشيحات، ترشيح الثلاثي بيغاس ـ بيرجيه ـ نييل، وحسب معرفتي للصحافيين ليس هناك من وسيلة افضل لجعلهم يصوتون لترشيح ما غير القول «لا اريد ذلك».