بعد ثماني تجارب ناجحة في الطيران النهاري، أصبحت أول طائرة في العالم تطير بالطاقة الشمسية مستعدة الآن للقيام بتحد جديد، وهو البقاء في الجو طوال ليلة كاملة بمحرك شمسي واحد.
ومن المقرر أن تنفذ الطائرة رحلة تستغرق 25 ساعة خلال 20 من الشهر الجاري، ثم تقوم برحلة ليلية ثانية تستغرق 36 ساعة، حسبما أفادت صحيفة «الوطن» السعودية امس.
وأعلن صاحب مشروع الطائرة، «سولار إمبلس» السويسري بيرتراند بيكارد، في مؤتمر صحافي أن الطائرة ستقلع من قاعدة بايرن الجوية في غرب سويسرا في حدود الساعة الثامنة صباحا، لتتسلق الجو بتدرج حتى تصل إلى ارتفاع 8500 متر، وهو ارتفاع ستبلغه الطائرة في حدود الساعة السادسة مساء.
وأضاف: بعد ذلك ستبقى الطائرة تحلق في الجو لمدة خمس ساعات، ثم تقوم خلال خمس ساعات أخرى بالانزلاق حتى تصل إلى ارتفاع 1500 متر، لتطير بعدها على هذا الارتفاع طوال الليل لغاية الساعة التاسعة صباحا، أي ما يعادل 25 ساعة بالمجموع.
وأضاف: «هذا الهدف طموح إلى حد التطرف، سنعمل على تحقيق ذلك في 20 يونيو، لكن هناك احتمال ألا نصل إلى هذا الإنجاز من المرة الأولى».
وفي المؤتمر الصحافي نفسه قال المسؤول عن التجارب على الطائرة، كلود نيكولييه: المرحلة الأكثر صعوبة تقع في نهاية الليل.
ينبغي علينا أن نقرر ما إذا كنا سنذهب في تجربتنا الجديدة إلى النهاية أم نختصرها، سنقرر ذلك خلال فترة الطيران نفسها، لكن في كل الأحوال فإن سرعة الطائرة ستبلغ 25 عقدة (43 كيلومترا في الساعة)، وانحدارها لن يتجاوز 2%.
وبعد نجاح تجربة الطيران الليلي الأولى سيحاول فريق الطائرة الشمسية تجربة «دورة متكاملة» من الإقلاع في النهار ثم الهبوط بعد 36 ساعة.
وقد تم عرض الطائرة لأول مرة أمام الجمهور في نهاية يونيو 2009، وقد غطت أجنحتها 12 ألف خلية شمسية تتولى تغذية محركاتها الكهربائية الأربعة بطاقة شمسية قصوى تبلغ قوتها 40 حصانا (10 أحصنة لكل محرك) خلال النهار على أن تقوم الطاقة الفائضة بإعادة شحن نضائد المحركات كي تسمح للطائرة بالطيران خلال الليل.
ومن المقرر أن تقوم الطائرة، وهي من بنات أفكار الطيار السويسري بيرتراند بيكارد، ومواطنه المهندس أندريه بورشبيرك، في عام 2012 برحلة حول العالم على خمس مراحل، لتكون بذلك الأولى التي تدخل تاريخ تطور الطيران في العالم.