بنظرة سطحية كانت الأوضاع تبدو عادية في مهرجان لويزيانا للمأكولات البحرية مع امتزاج رائحة الروبيان المشوي بموسيقى كاجون زيديكو الحية والحرارة الشديدة على طرف الحي الفرنسي.
لكن هذه الرائحة الشهية والأصوات الجميلة ساعدت فقط في إخفاء جزء من الخوف الكامن لدى المطاعم التي تروج لأطباقها من أن النفط المتسرب في خليج المكسيك سيضر بأعمالها لسنوات.
وقال مايكل كوسيمانو من مطعم (تو جايز سوسدج) وهو يقلب مجموعة من المقانق على الشواية وراء خيمته «صنعنا بعض مقانق الروبيان المسلوقة فهي من أطباقنا الشهيرة المميزة، ولم يقبل أحد على شرائها».
وأضاف «لم أستطع فهم نفسية الزبون لكن هل يرجع هذا إلى خوفهم من الروبيان؟ اعتقد انه سيكون هناك أثر كبير على سمعة المأكولات البحرية في لويزيانا».
وتسببت بقعة النفط التي تسربت خلال عمليات شركة بي.بي في خليج المكسيك والتي دخلت أسبوعها الثامن في وقف نشاط الصيد في ثلث مياه الخليج بالولايات المتحدة وجعلت الكثير من الصيادين يتحولون إلى مكافحين لبقعة النفط ومن وجهة نظر العاملين في مجال المأكولات البحرية أبعدت الكثير من الأميركيين عن منتجاتهم.
هذا على الرغم من تأكيدات سلطات البيئة وسلطات سلامة الأغذية على أن المأكولات البحرية المطروحة للبيع آمنة أو على الأقل بالنسبة للوقت الراهن.
ووقعت الأزمة في الوقت الذي تمكن فيه العاملون في هذا المجال من أن ينفضوا الآثار المدمرة للإعصار كاترينا عام 2005. واستنادا إلى الكميات التي تم صيدها قبل بقعة النفط كان الصيادون يتوقعون عاما به وفرة.
وخلال المهرجان تذوق الزائرون أطباقا شهيرة. وكان هذا المهرجان ترويجا وفي الوقت ذاته علاجا.
وقال إيويل سميث المدير التنفيذي لمجلس الترويج والتسويق للمأكولات البحرية في لويزيانا «ننظم هذا المهرجان تكريما للصيادين الذين فقدوا مورد رزقهم ونأمل أن نبقي على حيوية الأسواق ونجعل الناس يعلمون اننا مازلنا بخير ونعمل».
وأضاف أن بعض الناس في أنحاء البلاد يخطئون لاعتقادهم أن قطاع المأكولات البحرية في لويزيانا الذي يزود الولايات المتحدة بـ 30% من احتياجاتها قد توقف تماما.