انقلب المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد» على رؤوس مهربي البضائع عبر الأنفاق من مصر الى قطاع غزة المحاصر منذ نحو 4 سنوات، بعد ان أعلنت اسرائيل عزمها تخفيف هذا الحصار. ولم يعد أمام التجار إلا التخلص من بضائعهم المهربة قبل رفع الحصار حيث يستبشر الغزيون بأن الأسعار ستنخفض.
ويدلل التاجر ابوحسن على عشرات صناديق المشروبات الغازية المصرية الصنع المكدسة أمام محله في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لبيعها بأسعار مغرية والتخلص منها تفاديا للخسارة عقب إعلان اسرائيل عزمها تخفيف الحصار عن غزة. فبعد ان اكتسحت البضائع المصرية والصينية المهربة السوق الغزي بات التخلص منها امرا ضروريا بالنسبة للتجار وان كان بأبخس الأسعار خشية تنفيذ القرار الإسرائيلي الذي يهدد بكساد تجارتهم. وينادي ابوحسن (54 عاما) بصوته الغليظ «صندوق الكولا بعشرين شيكل فقط»، اي ما يقارب الخمسة دولارات. ويقول لوكالة فرانس برس «كنت ابيع الصندوق بـ 28 شيكلا واحيانا بـ 30 لكني اعرضه اليوم على الزبائن بـ 20 فقط لان اسرائيل قالت انها ستسمح بدخول المواد الغذائية والمشروبات الغازية».
وفي سوق النجمة الممتلئ ببضائع الأنفاق وسط مدينة رفح، يقول ابواحمد (36 عاما) الذي يملك محلا للأجهزة الكهربائية وأواني الطهي ان «كل بضائع المحل انخفض سعرها للنصف بعد ان سمحت اسرائيل بدخول اواني الطهي وانتشرت أخبار بين الناس بأن اسرائيل سترفع الحصار عن غزة».
ويبدي الرجل قلقه من دخول البضائع عن طريق المعابر الاسرائيلية، قائلا «اذا دخلت الاجهزة الكهربائية عن طريق اسرائيل فسأضطر لبيع هذه الاجهزة بسعر التكلفة فقط وسأتحمل مصاريف تهريبها عن طريق النفق وحدي حتى استرد جزءا من رأس المال».
ويوضح الرجل انه «كان يدفع 400 دولار لصاحب النفق مقابل كل ثلاجة او غسالة او فرن يهربه لي».
وخلال 4 سنوات من الحصار، لجأ الغزيون الى تهريب البضائع والمواد الغذائية ومواد البناء الى قطاع غزة عبر مئات الأنفاق التي أقاموها جنوب القطاع على الحدود المصرية الفلسطينية. حيث تتهم اسرائيل حماس باستخدام هذه الأنفاق لتهريب أسلحة ايضا.
ومع ان هذه الأنفاق وفرت للغزيين اغلب احتياجاتهم الغذائية والتجارية من ملابس وأحذية، لكنهم مازالوا يعانون من ارتفاع اسعار هذه البضائع المهربة.
لكن الآن بات تجار الأنفاق يخشون ادخال المزيد من البضائع.
ويقول احدهم ابومحمد ان «نفقي متوقف حاليا عن العمل لاننا ادخلنا كل البضائع الى غزة والسوق أصبح مشبعا»، معتبرا ان «اي بضائع جديدة مهددة بالخسارة لان اسرائيل تقول انها سترفع الحصار». وأوضح ان «سوق غزة الآن لا ينقصه سوى الاسمنت والخشب والحديد والرخام والكراميكا لكن نسبة الربح فيها ضئيلة وقد تكسر اثناء النقل لذلك لا أجازف بإحضارها». لكن جاره محمد تقبل الربح الضئيل عوضا عن التوقف تماما عن التهريب.
ويضيف ان «هامش الربح اصبح قليلا في تجارة الأنفاق لذلك احضر طلبيات خاصة فقط لأصحاب المحلات او التجار لكنني لا ادخل بضائع لحسابي لان اسرائيل ستفتح المعابر».
بموازاة ذلك خطت اسرائيل امس خطوة جديدة على طريق تهويد القدس المحتلة، وذلك من خلال خطة بناء تستلزم هدم نحو 22 منزلا فلسطينيا في العاصمة المقدسة، والتي أقرتها بلدية المدينة المحتلة أمس. وصرح ستيفن ميلر المتحدث باسم المدينة المحتلة بأن الخطة تتضمن إعادة تخطيط المساحة المخصصة لبناء ألف منزل على 54 فدانا في حي سلوان بالقدس الشرقية. كما تنص الخطة على ازالة نحو 22 منزلا فلسطينيا.