من الآن فصاعدا، يمكن توقع احتمال بلوغ إنسان ما سن الـ 100 أو أكثر بنسبة يبلغ نجاحها 77% وذلك من خلال مجموعة من التغيرات الجينية المرتبطة بطول العمر، وفقا لنتائج دراسة فتحت المجال ايضا أمام فهم أفضل لأمراض مثل الزهايمر وبالتالي للوقاية منها. وتؤكد باولا سباستياني المشرفة على الدراسة أن هذه النتائج «تشكل خطوة مهمة في إطار فهمنا لعلم الوراثة المتعلق بطول العمر الاستثنائي وبالشيخوخة». وسباستياني أستاذة محاضرة في علم الإحصاء الحيوي في جامعة بوسطن. وعمد أطباء ومتخصصون في علم الإحصاء الحيوي إلى تحليل مجين (الخارطة الوراثية) أكثر من ألف شخص بلغوا 100 عام او جاوزوها، بالإضافة إلى أفراد في مجموعات مراقبة، فاكتشفوا 150 خاصية وراثية (في 70 جينة) تتكرر لدى الأشخاص الذين امتدت أعمارهم طويلا مقارنة بغيرهم.
ومن خلال هذه العوامل الوراثية، تمكن الباحثون من استنباط نموذج معلوماتي للتوقع، دقيق بنسبة 77%، يثبت أن «البيانات الجينية وحدها قادرة على التنبؤ بطول العمر الاستثنائي»، بحسب ما يوضح الباحثون الذين نشرت دراستهم في المجلة العلمية الأميركية «ساينس» في الثاني من يوليو.
ويعد هؤلاء المعمرون الذين بلغوا الـ 100 أو أكثر (شخص واحد لكل 6 آلاف شخص في البلدان الصناعية) نموذجا مثاليا للشيخوخة، إذ هم يطورون أمراضا ترتبط بالتقدم بالسن مثل السرطانات وأمراض القلب والشرايين والخرف بعد سن الـ 90. ويقدر معدل طول العمر في البلدان النامية بنحو 80 عاما. وتبين النتائج أن علم الوراثة له دور أساسي لدى المعمرين الذي جاوزوا الاعوام الـ 100، لكن هذا لا يقلل من أهمية تأثير العوامل البيئية ونمط العيش. بالنسبة إلى د.توماس برلز، الباحث الرئيسي في الدراسة والمتخصص في طب الشيخوخة، فإن «اكتشاف هذه البصمات الجينية يشكل تقدما جديدا في إطار دراسة المجين وفي إطار الطب التنبئي، حيث تعتبر هذه التقنية التحليلية مفيدة فيما خص الوقاية من أمراض عديدة واكتشافها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العلاجات المستهدفة».