توفي صباح امس د.نصر حامد أبو زيد، حيث وافته المنية عند التاسعة صباحا في إحدى مشافي القاهرة، وسوف يتم دفنه اليوم في مقابر الأسرة بمنطقة قحافة في مدينة طنطا، وذلك بعد صلاة العصر. وسوف يقام العزاء اليوم في مقر إقامة أسرته بقحافة.
وكان د.نصر أبوزيد قد عاد إلى مصر منذ أسبوعين من الخارج بعد إصابته بفيروس غريب فشل الأطباء في تحديد طريقة علاجه، وقد دخل الراحل في غيبوبة استمرت عدة أيام حتى وافته المنية.
وكانت زوجته إبتهال يونس رفضت قبل أيام الإشارة إلى أي تفاصيل تتعلق بطبيعة «الفيروس» الذي أصاب زوجها، لكنها أكدت أن حالته حرجة جدا، وأن زيارة الصحافيين أو غير الصحافيين ممنوعة عن المفكر المعروف في كل الأحوال.
وقد اثار أبوزيد حالة جدل شديدة لم تقتصر على مصر فقط بل امتدت عربيا وعالميا خصوصا بعد خروجه اختياريا إلى هولندا مع زوجته وزميلته في جامعة القاهرة الدكتورة ابتهال يونس، كانت قصة التكفير أهم ما فيها، فهي أشهر قضايا تكفير الكتاب في القرن العشرين، إذ صدر فيها حكم قضائي نص على تفريقه عن زوجته بناء على دعوى حسبة اعتبرته مرتدا. وقد تسبب هذا الحكم والجدل حوله في إلغاء قضايا الحسبة من هذا النوع فيما بعد.
إلا أن المثير أن د.عبد الصبور شاهين صاحب التقرير الذي استندت إليه الدعوى القضائية، أنكر فيما بعد أنه قام بتكفيره، وهو ما يعني عودة الجدل حول هذه القضية حتى بعد وفاته.
وكان أبوزيد أثار زوبعة في تسعينيات القرن الماضي بكتاباته في الفكر الإسلامي والديني ومعارضته سلطة النص المطلقة، أدى إلى صدور قرار من محكمة الأحوال الشخصية بتطليقه من زوجته د.ابتهال يونس أستاذة الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة بعد أن اعتبر مرتدا عن الإسلام، فاضطر للجوء معها إلى هولندا إثر هذا الحكم.
وأصدر أبوزيد العديد من الكتب من أهمها «الاتجاه العقلي في التفسير دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة» و«فلسفة التأويل دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي» و«أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة مدخل إلى السميو طيقا» و«مفهوم النص دراسة في علوم القرآن».
يذكر أن آخر المواقف التي أثيرت فيها مجددا قضية ارتداد د.نصر حامد ابوزيد كانت في الكويت، فقد منع من دخول البلاد العام الماضي، حيث كان مدعوا لإلقاء محاضرة فيها.
وكانت الحكومة الكويتية منعت ابوزيد من دخول البلاد، اثر تهديدات من النواب الاسلاميين للحكومة في حال دخوله، حيث يتهمون الكاتب بـ «الإلحاد والزندقة».