ما يكاد العالم يستنشق أنفاسه من سيل الفتاوى الدينية التي تبثها الفضائيات العربية والتي أصبح بعضها مثارا للجدل والسخرية بسبب نوعية الفتاوى واستسهالها، حتى جاء أطباء بمختلف تخصصاتهم ودرجاتهم العلمية لينافسوا المشايخ بفتاوى طبية تحدد العلاج والدواء المناسب بعد مكالمة هاتفية من مريض يصف فيها حالته في أقل من نصف دقيقة.
نقابة الأطباء المصرية رفعت دعوى قضائية ضد بعض الفضائيات الطبية المتخصصة باعتبار أن الخطر هنا عاجل وقد يتسبب في كارثة لأنه يستهدف صحة الناس.
ويقول الدكتور أحمد سيد عمران أستاذ بكلية الطب إن فلسفة وجوهر الخدمات الطبية على الهواء أو كما يبثها التليفزيون وعبر التواصل مع المشاهدين واتصالاتهم التليفونية ورسائلهم الإلكترونية هو الرد على استفسار سريع أو تقديم نصيحة عاجلة لإسعاف حالة طارئة أو التصرف معها في حالات الطوارئ، وان كل معلومة طبية وكل سؤال وجواب يحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة بالعرض على الطبيب المختص لاحقا وليس طبيب التليفزيون في النصف دقيقة العابرة، ولهذا فأنا ـ والكلام للدكتور عمران ـ لست من أنصار مهاجمة هذه الفكرة أو الخدمة الطبية ولكنى فقط من أنصار توضيح الهدف منها والمقصود من ورائها. اما د.أنور عبدالخالق أستاذ التحاليل الطبية فله رأى شبيه في الموضوع ولكنه ينبهنا إلى أمور أخرى لتحقيق الاستفادة القصوى من الخدمات التليفزيونية المرتبطة بوسائل الإعلام الأخرى ومنها الراديو والتليفزيون اللذان دأبا مؤخرا على تقديم الاستشارات الطبية لخدمة الجماهير.
يقول د.عبدالخالق: كثيرا ما تقدم بعض قنوات التليفزيون برامج طبية للجمهور توضح كثيرا من الأمراض وأسبابها وأضرارها ومتى يلجأ المريض إلى الطبيب للعلاج وأهمية إجراء التشخيص المبكر لكثير من الأمراض قبل أن تظهر أعراضها، وهناك بعض البرامج تقدم التشخيص والعلاج حيث يجلس الطبيب بجوار مقدم البرنامج ويتكلم عن الموضوع الذي حضر من أجله وفى أثناء ذلك تأتى مكالمة تليفونية من شخص يشكو من بعض الأمراض.