أحمد عفيفي
«آلو.. انا المذيع إيهاب صلاح.. بكرة الساعة 2 ظهرا عندي نشرة على الهواء.. من فضلكم شوفوا واحد تاني غيري لأني قتلت مراتي». كان وقع هذه المهاتفة التلفونية صادما لزملاء ايهاب صلاح المذيع المصري الذي قتل زوجته برصاصة في رأسها بعد مشاجرة بينهما بسبب خلافات ممتدة طيلة سنوات زواجهما حيث كانت الزوجة كما اشار ايهاب في تحقيقات النيابة تغار عليه بشكل جنوني. الجريمة اثارت ولاتزال تساؤلات كثيرة في الشارع المصري عن هذا الانفلات السلوكي الذي لم يعد مقصورا على الفقراء الذين باتت أعصابهم لا تتحمل أي ضغوط وصار القتل او الانتحار هو الوسيلة المثلى للخلاص. الرعب بات يسكن قلوب الناس في مصر خاصة بعد جريمة سائق الاتوبيس في شركة المقاولون العرب الذي قتل ببندقية 7 افراد كان يقلهم الى مقر عملهم حتى ان البعض الآن اصبح يخشى ركوب الاتوبيس، فربما يصيبه ما اصاب الضحايا الأبرياء على يد سائق متهور. أما قضية المذيع إيهاب صلاح فقد احتلت مساحات غير قليلة في البرامج الفضائية، كلها تبحث عن الأسباب التي تدفع مذيعا مشهورا لا يعاني أي ضائقة مالية ـ بل انه يسكن في فيلا بالهرم ـ الى ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة، ومهما كانت الأسباب، هل يمكن لشخص مثقف ان ينهي حياة زوجته وبالتالي حياته على هذا النحو المؤسف؟ لقد اعترف ايهاب تفصيليا بالجريمة ووجه لوما شديدا الى الشرطة حيث قال انه اتصل بها قبل ارتكاب جريمته لتأتي وتخلصه من زوجته وأهلها ذاكرا انهم يحتجزونه في البيت، ولما تأخرت الشرطة عن الاستجابة كان صبره على أفعال زوجته قد نفد، فنفذ جريمته واتصل مرة ثانية: انا ايهاب صلاح.. تعالوا الآن.. فقد قتلت زوجتي.
شقيقة الزوجة كانت موجودة وقت ارتكاب الجريمة وروت لبرنامج «90 دقيقة» على قناة المحور تفاصيل «هذا اليوم الأسود» على حد تعبيرها، وقالت ان اختها ماجدة زوجة صلاح اتصلت بها يوم الجريمة تطلب منها ان تأتي لتنام عندها، حيث قرر صلاح بعد مشادة بينهما ان يذهب لينام في شقة أمه بحي القبة، لكنها فوجئت بصلاح يعود بعد ان اخبرها ان مفتاح شقة امه (انكسر) اثناء محاولة فتح الباب مما اضطره للعودة الى البيت. تضيف شقيقة القتيلة: وقد كانت الساعة تقترب من الثانية بعد منتصف الليل ودخل صلاح غرفة نومه وسمعت بعد لحظات صراخهما وانه يريد الخروج والذهاب بعيدا عن البيت، «ولمّ هدومه» من الدولاب ووضعها في حقيبة ولم تمانع اختي او تقف ضد رغبته، الا انني منعته محاولة تهدئته، غير انهما ظلا يتشاجران وخرجا الى الصالة وفوجئت بإيهاب يستل مسدسه وامسك رأس اختي بيده اليسرى وصوب الى رأسها مسدسه باليد الأخرى، فصرخت ومنعته، فحاول ايهامي بأنه تراجع ثم طلب مني بنفسه كوب يانسون فجريت الى المطبخ أجهزه له فسمعت صوت طلقة رصاص وفوجئت بأختي جثة هامدة.
أكدت الشقيقة ان أختها كانت تحب إيهاب بجنون وتغار عليه من نسمة الهواء، وهذا سبب الخلافات الكثيرة بينهما طيلة سنوات ليست بالقليلة. أما إيهاب صلاح فقد روى ما حدث أمام النيابة قائلا «عدت من عملي الساعة الواحدة والنصف صباحا، وحدثت مشادة كلامية حادة بيني وبين زوجتي ماجدة في حضور شقيقتها»، وإنه فوجئ بزوجته تخرج ملابسه من الدولاب وتلقي بها على الأرض وتسبه هو وأمه وشقيقته بألفاظ وعبارات نابية وبصوت مرتفع».
وأضاف المتهم أثناء المعاينة «دخلت حجرة نومي وتركت زوجتي تصيح» إلا أنها لم تسكت وظلت تسب أهلي، وهو ما جعلني أقول لها إذا لم تسكتي فسوف أقتلك بقصد إخافتها، الا انها لم تصمت فلم أجد غير القتل وسيلة لإسكاتها. وقد أمر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بإحالة المذيع إيهاب صلاح السيد سالم الى محكمة جنايات الجيزة، بتهمة القتل العمد لزوجته ماجدة كمال كامل حسن، مستخدما سلاحه الناري المرخص.