أكد الداعية السعودي الشيخ عائض القرني ان في الدين الإسلامي فسحة أمام السائحين الذي يقصدون الجمهورية الفرنسية هذا الصيف لقضاء إجازاتهم في التعامل مع القرار الأخير بحظر النقاب، مؤكدا أن الآية الكريمة (فاتقوا الله ما استطعتم) تعتبر فسحة، مشيرا إلى أنه «لا يجب علينا أن نجابه الناس في بلادهم أو في غير بلادهم، أو أن نحمل أنفسنا على المشقة». وأضاف: «أجرها ـ إن شاء الله ـ ثابت، لأن آثاره السلبية تنعكس عليها وعلى زوجها، فالواجب أن تكون عندنا مرونة في أخذ هذا القرار والتعامل معه، لأن في الدين مسايرة للزمان والمكان والأمور الطارئة».
وأوضح القرني أن إحدى المنتقبات اتصلت به من فرنسا فأورد لها الفتوى نفسها. مضيفا «حتى السائح عليه أن يأخذ بهذه الرخصة في كشف الوجه، وهذه الفتوى موجودة وعمل بها، بل ان الشيخ المحدث الألباني له كتاب يرجح فيه القول ذاته»، بحسب ما قال لصحيفة «الحياة» اللندنية امس.
من جهة أخرى فإن وزير الهجرة والاندماج والهوية الوطنية والتضامن والبيئة الفرنسي، إريك بيسون، يواجه معضلة يصعب التكهن بنتائجها، ذلك لأن بيسون البالغ من العمر 52 سنة، والذي يعد المحرض الأول والعقل المدبر لقانون حظر النقاب في فرنسا لأنه كان أكثر من بذل الجهد ليمنعه في الأماكن العامة، بحسب ما يقول معظم المتابعين لنشاطه ممن يؤكدون أن أسهمه ارتفعت بعد حظر النقاب حتى أصبح أكثر حظا من سواه لتولي رئاسة الوزراء في فرنسا بعد فرانسوا فيون، واقع في مأزق لوجستي هذه الأيام قد يمنعه من تحقيق كل أحلامه، بل قد يجد نفسه معه أمام امتحان صعب بعد أن بدأت وسائل إعلام فرنسية تكرر ما سبق أن أكدته في أوائل العام من أنه قرر الزواج من تونسية الأصل يعيش معها قصة حب معروفة، وتصغره بأكثر من 28 سنة، وأنه قد يضطر لاعتناق الإسلام إذا ما خشيت الطالبة وكذلك عائلتها من الوقوع في أحد أخطر تهلكات ومحرمات الدين الحنيف.
والفتاة تدرس الفنون بباريس حيث تقيم، واسمها ياسمين ترجمان، ووصفتها صحيفة «لو باريزيان» قبل أسبوعين بأنها ذات قد جذاب وبهية الوجه «وتعيش معه في شقته حتى قبل الزواج». ثم ذكرت في عددها في 16 الجاري ان حفل الزفاف «تقرر أن يكون في 16 سبتمبر المقبل، وفي باريس»، بحسب قولها الذي لم ينفه الوزير. وإريك بيسون، الذي لم يزر لبنان إلا مرة واحدة في حياته وكانت في 25 يونيو الماضي وليومين فقط، هو نتاج حي للعولمة بامتياز، فهو مولود في مراكش من أب فرنسي وأم لبنانية أصلها من قرية «سبعل» في الشمال اللبناني واسمها ماري جولييت موسى.